• اخر الاخبار

    الخميس، 7 يوليو 2022

    النسوية الإيجابية في القصة الشاعرة بيان للمبدعة أحلام الحسن ..بقلم : أ.د/صبري أبوحسين ..أستاذ ورئيس قسم اﻷدب والنقد لدى كلية الدراسات الإسلامية العربية بنات بالسادات

     


    لست أنطلق في هذه المقالة من مقولات (النِّسْوية أو الأنثوية Feminism)‏ الغربية وفلسفتها الغريبة، تلك الثقافة التي أكدت  ذكوريَّة "ثقافة الأدب"، وهَيمَنة الرجل ودونيَّة المرأة في مَناحِي الحياة ومَفاهِيمها كافة، حتى صارت المرأة تَرَى دُونيَّة نفسها، بوصف ذلك بديهيَّة مُطلَقة، حيث تتهمَ "فرجينيا وولف" و"سيمون دي بوفوار" الغربَ بأنَّه مجتمعٌ أبوي يَحرِم المرأة من طموحاتها وحقوقها، وأنَّ تعريف المرأة مُرتَبِطٌ بالرجل، فهو "ذاتٌ" مُهيمِنة، وهي "آخَر" هامشي وسلبي(1)!

    وإنما أقصد بالنسوية في عنوان المقال الدلالة الإيجابية لهذه اللفظة، والتي تناسب هويتنا وثوابتنا؛ حيث العناية بدراسة حال المرأة في المجتمع، والدعوة إلى إعطائها حقوقها، وتحسين وضعها، وتشجيعها على الإبداع، والعمل على ألا تعامل بشكلٍ غير عادل، وعلى حماية النساء والفتيات من  مظاهر التهميش أو العنف المختلفة التي قد تمارس ضدهن أدبيًّا أو لسانيًّا، أو جسديًّا من اغتصاب أو تحرش أو تشويه أو عنصرية أو فحش أو تفحش، أو أي نوع من أنواع الإيذاء الخاص بهن أو الدائر حولهن؛ ولذلك وسمت هذه النسوية بالإيجابية.

    وهذه النسوية الإيجابية بادية في قصة شاعرة عالية لمبدعة عربية منطلقة، وهي المبدعة البحرينية أحلام الحسن بعنوان(بيان)، وقد أبدعته في المؤتمر الثامن للقصة الشاعرة سنة 2017م، والتي نصها :

    في ليلةٍ ظلماءَ حالكةٍ خلتْ من نورِ بدرٍ يُزهرُ الأملَ الذي تأقت إليهِ بيان ، تلكَ الطّفْلة المسدولة الشّعرِ الذي ملأ الغبارُ شقارَهُ وكأنّهُ ما مسّهُ مشطٌ ولا ماءٌ عليهِ تساقطتْ قطراتُهُ .

    صرختْ بيانُ على ضجيجِ القاذفاتِ برعشةٍ فتملّكتْ جسمًا بدت كُلُّ الجوارحِ فيهِ ذابلةً

    ا_________________________

    (1)  راجع مقال (النقد النسوي: خصائصه وأهدافه)، د/حلمي القاعود، مجلة الأدب الإسلامي العدد 66، سنة 2010م.

    وفي ذُعرٍ ودمْعٍ سارعت مرعوبةً خوفًا ومن ماضٍ لم يزل ،

     كم مزّقتْ أنيابُهُ أحبابَها الماضيْنَ في حربٍ عقيرٍ

    مُضْغةً للجائعينَ دمًا هنا . وإلى ذراعِ الجدّة العجفاء لاذت علّها

    تجدُ الأمانَ عليهما ، مسحتْ دموعَ الخوفِ عن أجفانِها ،

    وعلى شفاهِ الجدّةِ المُنشقّةِ الأطرافِ كم غصّتْ حروفٌ لم تزل في حيرةٍ ،

    فتمالكتْ أعصابها

    قالت: بيانُ بُنيّتي فلتهْدئي صمتتْ قليلًا

     هل سنرحلُ عن هنا يا جدّتي ؟

    فمتى الرّحيل ألم يحن ؟

    وببسْمةٍ تُخفي المزيدَ منَ الأسى نطقتْ : قريبًا يا بيانُ صغيرتي

    في لوعةٍ محزونةٍ قالت : لماذا هذهِ الحربُ الّتي أخذتْ أبي ، وأخِي ولم تتركْ سوى جثث ترامت ها هنا ؟

    في زفْرةٍ هي كلّ أجْوبةِ العجوزِ ، ولم تقلْ شيئًا يفي ! كانت هناكَ إضاءةٌ خلفَ النّوافذ لم تزل)

    فقراءة هذا النص نرى النسوية مهيمنة إبداعًا وسردًا ومعجمًا ومضمونًا، حيث نجد الأسماء المؤنثة:  (ليلةٍ، ظلماءَ، حالكةٍ، تلكَ الطّفْلة المسدولة،  قطراتُهُ، برعشةٍ، الجوارحِ، ذابلةً مرعوبةً أنيابُهُ أحبابَها، حرب عقير، مضغة، الجدة العجفاء، أجفانها، شفاهِ الجدّةِ المُنشقّةِ الأطرافِ، حيرةٍ ، بيانُ، بُنيّتي ، جدتي، بسمة، صغيرتي، لوعة محزونة، هذه الحرب،  زفرة، هي، أجوبة، العجوز، إضاءة، النوافذ).

    ونجد الأفعال المؤنثة الآتية:( فتمالكتْ أعصابها ، قالت، فلتهدئي، صمتت، تخفي، نطقت، قالت أخذت، ترامت، صرختْ، مسحت، غصت لم تزل، تمالكت، تزل، خلتْ تاقت تساقطتْ ُ، صرختْ فتملّكتْ بدت، سارعت، مزّقتْ، لاذت، علها تجد).

    وعندما نقف مع عناصر السرد في النص نجد الزمان العنيف القاسي(في ليلةٍ ظلماءَ حالكةٍ خلتْ من نورِ بدر...)، و(سارعت مرعوبةً خوفًا ومن ماضٍ لم يزل ، كم مزّقتْ أنيابُهُ أحبابَها الماضيْنَ)  وتشير المبدعة إلى الفاعل الهمجي الرئيس بقولها (في حربٍ عقيرٍ ، مُضْغةً للجائعينَ دمًا هنا).

    وتقوم هذه القصة الشاعرة على شخصيتين رئيستين، هما (بيان) التي وصف ما وقع عليها بسبب الحرب حيث (تلكَ الطّفْلة المسدولة الشّعرِ، الذي ملأ الغبارُ شقارَهُ وكأنّهُ ما مسّهُ مشطٌ ولا ماءٌ عليهِ، تساقطتْ قطراتُهُ . صرختْ بيانُ على ضجيجِ القاذفاتِ

    فقراءة هذا النص نرى النسوية مهيمنة إبداعًا وسردًا ومعجمًا ومضمونًا، حيث نجد الأسماء المؤنثة:  (ليلةٍ، ظلماءَ، حالكةٍ، تلكَ الطّفْلة المسدولة،  قطراتُهُ، برعشةٍ، الجوارحِ، ذابلةً مرعوبةً أنيابُهُ أحبابَها، حرب عقير، مضغة، الجدة العجفاء، أجفانها، شفاهِ الجدّةِ المُنشقّةِ الأطرافِ، حيرةٍ ، بيانُ، بُنيّتي ، جدتي، بسمة، صغيرتي، لوعة محزونة، هذه الحرب،  زفرة، هي، أجوبة، العجوز، إضاءة، النوافذ).

    ونجد الأفعال المؤنثة الآتية:( فتمالكتْ أعصابها ، قالت، فلتهدئي، صمتت، تخفي، نطقت، قالت أخذت، ترامت، صرختْ، مسحت، غصت لم تزل، تمالكت، تزل، خلتْ تاقت تساقطتْ ُ، صرختْ فتملّكتْ بدت، سارعت، مزّقتْ، لاذت، علها تجد).

    وعندما نقف مع عناصر السرد في النص نجد الزمان العنيف القاسي(في ليلةٍ ظلماءَ حالكةٍ خلتْ من نورِ بدر...)، و(سارعت مرعوبةً خوفًا ومن ماضٍ لم يزل ، كم مزّقتْ أنيابُهُ أحبابَها الماضيْنَ)  وتشير المبدعة إلى الفاعل الهمجي الرئيس بقولها (في حربٍ عقيرٍ ، مُضْغةً للجائعينَ دمًا هنا).

    وتقوم هذه القصة الشاعرة على شخصيتين رئيستين، هما (بيان) التي وصف ما وقع عليها بسبب الحرب حيث (تلكَ الطّفْلة المسدولة الشّعرِ، الذي ملأ الغبارُ شقارَهُ وكأنّهُ ما مسّهُ مشطٌ ولا ماءٌ عليهِ، تساقطتْ قطراتُهُ . صرختْ بيانُ على ضجيجِ القاذفاتِ، برعشةٍ فتملّكتْ جسمًا بدت كُلُّ الجوارحِ فيهِ ذابلةً، وفي ذُعرٍ ودمْعٍ سارعت مرعوبةً خوفًا)؛ فقد أضرت الحرب بها في شكلها ونفسيتها...

      والشخصية الثانية الجدّة التي وصفت بالعجفاء، كما وصفت الجدّةِ بالمُنشقّةِ الأطرافِ...

    وفي الحوار بين الشخصيتين نرى القسوة والعنف والرعب الذي أحدثته الحرب فيهما، حيث قالت الجدة: بيانُ بُنيّتي فلتهْدئي صمتتْ قليلًا

     هل سنرحلُ عن هنا يا جدّتي ؟

    فمتى الرّحيل، ألم يحن ؟

    وببسْمةٍ تُخفي المزيدَ منَ الأسى نطقتْ : قريبًا يا بيانُ صغيرتي

    في لوعةٍ محزونةٍ قالت : لماذا هذهِ الحربُ الّتي أخذتْ أبي ، وأخِي ولم تتركْ سوى جثث ترامت ها هنا ؟

    في زفْرةٍ هي كلّ أجْوبةِ العجوزِ ، ولم تقلْ شيئًا يفي (!

    فأسئلة الطفلة المعذبة بيان دالة على نفورها من المكان، ورغبتها في الرحيل عنه والخلاص منه، وفيها تفسير عن سبب نفورها ورغبتها في الرحيل، إنها الحرب، وليس غيرها!

    وجواب الجدة دال على حالة الضعف والاستكانة والعجز الذي يعيش فيه الكبار أمام الصغار في هذه الحالة المنكسرة القاسية! وعدم القدة على الكلام والفصاحة(لم تقلْ شيئًا يفي) أمام بطلة اختارت الكاتبة الدكتور (أحلام) لها اسمًا هو(بيان)، وكأني بالكاتبة ترى الجيل الصغير قادرًا على البيان وقت الأزمات من الجيل العجوز المنصرم!

    والكاتبة لا تتركنا في نهاية اندهاشية حائرة، بل تختم ختامًا منفتحًا نوعا ما حيث ذكرت (كانت هناكَ إضاءةٌ خلفَ النّوافذ لم تزل) نعم لابد من الأمل، لكنه خلف النوافذ!

    وهكذا نرى المبدعة  (الدكتورة أحلام) تسلط الضوء الكاشف عن بقعة سوداء من حال الناس في أماكن الصراعات الحربية لاسيما على الأطفال البرآء، والجدات الضعاف العجزة، وكأني بالكاتبة تحيي فينا قول زهير حكيم الجاهلية:

     وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ                    وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

    متى تبعثوها تبعثوها ذميمة                        وتضرى إذا ضريتموها فتضرم

    فتعرككم عرك الرحى بثفالها                       وتــلــقــح كــشافًا ثــم تنتج فتتئم

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: النسوية الإيجابية في القصة الشاعرة بيان للمبدعة أحلام الحسن ..بقلم : أ.د/صبري أبوحسين ..أستاذ ورئيس قسم اﻷدب والنقد لدى كلية الدراسات الإسلامية العربية بنات بالسادات Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top