• اخر الاخبار

    الجمعة، 15 يوليو 2022

    قصة قصيرة.. قبل نهاية اللحظة .. بقلم : شوقي كريم حسن

     


    *لا تتعجب ارجوك، مما يمكن ان اتفوه به بعد نوبة نباح خجولة تعكر مزاج سامعيها ،لأنني وبحسب التقارير الطبية التي وقعها باحترام شديد وهو ينظر اليَّ  بانبهار لوثته سحب دخان سيجارته الباعثة على القيء والقرف،مدير الاطباءالحكيم الواسع الاطلاع والمعارف،الذي لايرد له طلباً،ولايمكن الشك بتشخيصه،والعمل بعكس ما يقرره ويراه،اشارت ملحوظته السابرة لغور كياني الناسي لهيأته، على اني لا اصلح لغير ان اكون كلب حراسة يشهد له بالوفاء،والاخلاص،وإنه،ويقصد (أنا )خال من الامراض المزمنة،سوى انه يبول حزناً وجنوناً حين يرى انثى  تتلوى بغنج ودلال ،تمر من قدامه دون الانتباه اليه،الكلب برغم ما كتب عنه وقيل ،يتجرد من كلوبيته، مثلما يتجرد الانسان عن انسانيته،حين يشعر بالاهمال وعدم الاهتمام،لانه موقناً، ان الكلب اهم من كل ما يكتبه الانسان ليمجد نفسه، واضعاً ايها في موقع الكون المتقدمة.

    —لو اكتشفت الحقائق لتغير كل شيء وسارت الامور على درب متوهج واضح المعاني…أجدادنا نسوا مدوناتهم اتبعوا ظلم الانسان ونذالاته..تاه بعظهم في دروب الجوع،والاهانات،واعلن البعض استسلامهم التام كتوابع حراس!!

    بهذا قال الكلب لسيدة،الغريب الاطوار غير القادر على التخلص من  هذياناته،المثيرة اللاشمئزاز،لكن الامور سارت على غير غاياتها،من يصدق بهذيانات كلب،حتى وان كان من نسل ذاك الذي كان باسطاًذراعيه بالوسيط ،مضحياً بحياة  ظل يحلم بها لسنوات تجاوزت مألوفها ومصداقيتها،كلما رفع رأسه متفحصاً ظلمة الكهف ،سطرته رياح مره عاتية اعادته الى احضان نومته الخالية من الرضا، كان يمسك بكل إنكساره،لانه وبحسب وصية الاب الاقدم،كلما اوغل الكلب بالوفاء داسه الانسان باحذية عظمته الكاذبة،الفرق كبير لايمكن تدوين علاماته،والايمان ببعظهما من المحالات، اغمض الجد عينيه قبل انتقاله الابدي،ثم فتحهما على وسع ما يستطيع،موصياً اكبر اولاده،الحافظ لكل ملفوظات التاريخ،وحكاياته—ولدي الكلب شرف الوفاء..وكاذب من يقول غير هذا،..الكلب قيمة المهابة ..وحكمة الاندماج؟!!

    نبح الكلب،ماسحاً رأسه الملهم بالرؤيا  بقدمي الاب الشديد الخوف،هامساً باذني سيده دون ان يسمعهما من يجلس،من الممثلين الحاذيقين بتأويل الاحاديث،—لاتخف ..قل ماتشاءوما اوصيك به اختيار اللحظة المناسبة،اللسان الذرب غير القادر على استيعاب لحظة الابتعاد،!!اصابته هيجانات الخرس،فظل يتمتم دون ان يكترث لتمتماته احداً، انتمائي العارف باهميته،وضرورته،اصاباني بالعناد المتوارث،والمخفي منذ دهور الدول التي بنيت على امرين مهمين الدم،وتقديس الاكاذيب، قبل ليلة بغدادية اريقت بها بامر اولي الامر اطناناً من انواع الخمور،حلمت ان الشيخ العارف باجتياز حدود المعرفة،استعد بهيأة مباهجة لما كان يسميه الوصول،/الطرقات صعبة الاجتياز،/والقول مقصلة المعنى،/اما الاثبات فهو الرفض المخالف،/لا احد يثبت ماحصل وما يمكن ان يحصل/،الغيب سؤال من الصعب التكهن باجاباته،/كلما امسكت بالاجابة باغتتك،ذئاب المخاوف/!!

    ،— لا  قناعة بجواب…الاجابات محض  قبول هش تغيرة الرياح متى شاءت!!

    القناعة بثوابت تعلن حضورها الغير القابل على الايمان بابدية الاستمرار!!

    —وكيف نقيم لوجودنا هيبة..كلما اطلقنا اعتراضنا نصبت المقاصل..واقيمت حدود تسمى حدود الله دون معرفة حقيقتها…اقف متأملاً تلك الحدود الغائبة المرآى، فلا أجد غير افعال رسختها وصايا الكهنة، وتراتليهم الحاثة على الانتماء الى العبودية اجباراً../كن عبداً لاكن سيدك…علموا اولادكم كيفية احناء الرأس وقول نعم.. اشطبوا كل لاء تمر امامكم مادامت تحاول اختراق حدود الالهة وكهانهم!!

    —-ذاك هو الدرب المحتاج لتوضيح خباياه…الاعتراض وجود…يثبت الفعل ويوسع مدارك الاختيار!!

    — مللنا اللهاث وراء مماشي اعتراضاتنا التي ملأت المدافن بالعويل؟

    (أمي هذا نيشان القبر..طريق يزدحم بالاشارات والرايات الخضر..تفوح فوق رؤوسهم بلابل ماء الورد وشذرات البخور..ثقيلة هذه الرائحة،آه لو جئنا بغيرها!!)

    اوقف الكلب، النابذ لانسانيته،والمحتج بشراسة كل تلك الهذيانات التي لم تعد مجدية النفع،اقعى عند أول الممشى الذي يوصله الى الحنين والالفة،منكسراً  خال من جبال الرغبات  الجاثمة فوق ظهره الماسك بالارض،لم يك يدري،وما حسب حساب ذلك،إنه يصل الى خاتمة   يتيمة،تضعه فوق رفوف النسيان ،همس لاناه الحائرة متسائلاً.

    —من ينصت لكلب..؟!

    ابتسمت الانا بشماتة مبالغ فيها، متذكرة إنا نصحته بأن لايسلك دروب العبودية .لكنه اهمل ماكان يسميه ثرثراتها غير الفاعلة، وارتمى عند قدمي سيد حديث النعمة،ينادي ليل نهار، (تلك حدودي اعطاني اياها كبير الكهنة وسادن بيت الارباب..حدودي التي لاحدود لها،هي كلي مثلما أنا كلها..حاذروا المساس بكلي..!!).

    اصابت العتمة مفاصل الدرب،بمرض الوحشة والترقب، طلبت اناه التراجع،فليس ثمة فائدة من الانتظار، لكنه ارتدى ثياب عناده الامبراطورية، لافاً كله الى عرش عناده!!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة.. قبل نهاية اللحظة .. بقلم : شوقي كريم حسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top