بعدما إنتشرت الجرائم بشتى صورها من قتل وبلطجة ومخدرات وسرقة ونهب وسلب بشكل غير مسبوق وليس له مثيل فى الكثرة والتكرار وكأن القتل وإزهاق الأرواح غدا من سمات زماننا والمألوف فيه فلا يمر يوم من الأيام بلا جريمة يهتز لها المجتمع وتنخر كالسوس فى أركانه ودعائمه إضافة لشتى صور الإنحلال الأخلاقى والدعارة المُقَنعة والظاهرة وتدنى لغة الحواروشيوع الألفاظ البذيئة التى تأباها الأنفس السوية وتعف عن ذكرها الألسنة القويمة بل غدت تلك الألفاظ هى الغالبة بين معظم الشباب إلا من رحم ربى وإذا نظرنا بعين الإعتبار والدراسة والتحليل لتلك الظاهرة القميئة المشينة لوجدنا أن لها من الأسباب الكثير الذى يستوجب الإهتمام والإسراع فى العلاج قبل فوات الأوان ومن أهم تلك الأسباب الإعلام الفاسد الداعر بما يبثه ليل نهار وعبر شتى محطاته وقنواته ووسائطه المسموعة منها والمرئية وكذا وسائل التواصل المختلفة فكل ما سبق يعج بأفلام ومسلسلات بل وإعلانات تحض على القتل والبلطجة والسرقة والنهب وتعتبرها من أدوات البطولة والفتونة بل وتمجد الفسق والفجور والدعارة وتشيد بأصحابها وفاعليها دون وازع من دين أو ضمير ودون خجل أو حياء بل وأصبح فاعلوها قدوة للكثير من المرهقين والشباب من الجنسين والسبب الثانى والمهم فهو البعد عن الدين وهو الحافظ للأنفس السوية والمقوم لها والمرشد لطريق الخير والرشاد ومن الأسباب الهامة أيضا التفاوت الطبقى الفاحش والظاهر للجميع وما يترتب عليه من إنتشارٍ لمشاعر الحقد والكراهية التى تُمَهد وتدفع لإرتكاب العديد والعديد من الجرائم ومن الأسباب الخطيرة أيضا التفكك الأسرى وغياب دور الأسرة الذى كان الركيزة الأساسية فيما مضى نحو بناء الأسرة وترابطها هذه أهم الأسباب إضافة لغلبة سطوة المال وغياب القدوة وإنهيار الدور الأخلاقى للمؤسسة التعليمة وكذا إنحسار دور المؤسسات الدينية من دروس وعظات تحض على الفضيلة وتنشر قيم الخير والتراحم
0 comments:
إرسال تعليق