.
.ايتاناEtanaالملك السومري الذي حكم في ( لكش)، في حدود2750
ق م،ورد ذكره على انه الملك الثالث عشر من سلالة كيش الاولى،التي كانت اول سلالة
حكمت البلاد من بعد الطوفان بحسب رواية اثبات الملوك السومرية حيث ذكرت مانصه(وبعد
ان غطى الطوفان الارض،عندما انزلت الملوكية من السماء،كانتالملوكية اولا في مدينة
كيش،ثم اتى ذكر اثني عشر ملكا حكم كل منهم مابين( 600 _1200سنة،ثم صار ايتانا
الراعي الذي صعد الى السماء ووطد سيادة البلاد ملكا واشاع الاستقرار في جميع انحاء
البلاد وحكم1560سنة).
مشهد القصة يظهر على اختام
اسطوانية تعود الى الحقبة الاكدية،حيث يظهر مشهد انسان على ظهر نسر وهو يصعد الى
السماء ويرنو اليه قطيع من الاغنام مع كلبين وقد فسرت الصورة على انها تخيل لصعود
ايتانا وهو ينظر حين يحلق في السماء الى الحيوانات،اضافة الى مرافقة النسر
للافعى،تذكر العلاقة الطبيعية بين هذين الحيوانين. النسر يتغذى على الافاعي،
وبالمثل الافاعي تأكل صغار الطيور.
ورد في النصوص المسمارية اشارات
الى ثلاث ملوك من بلاد الرافدين القدماء من الذين خلدهم التاريخ اولهم،ايتانا حيث
ورد وجوده في العالم السفلي في ملحمة كلكامش،وجلجامش الملك الخامس من سلالة
الوركاء الاولى،واور نمو مؤسس سلالة اور
الثالثة.
تبدأ قصة ايتانا حين عقد نسر وثعبان عقدا واتفاق صداقة بالقسم
امام اله الشمس( شمش)، بعدم الاعتداء والتعاون بينهم، استمر العهد والصداقة الى ان
جاء اليوم الذي نظر فيه النسر لصغاره واعجب بهم،اخذ يضمر شر في قلبه واخذ يخون
العهد وفكر بأكل صغار الثعبان.
بالفعل اكلهم وهذه خطيئة لايمكن
غفرانها، رغم معرفته ان الاله( شمش)، لايغفر فعلته،عاد الثعبان الى جحره حاملا
الطعام الى صغاره ولم يجدهم ،ظل باكيا وراح الى الاله ( شمش)، طالبا العدل بعد عرف
ان النسر اكل صغاره،عاقبت الافعى النسر نتفت ريشه والقته في حفرة عميقة بعيدة حتى
يموت جوعا،رغم توسل النسر محاوله استماله عطفه.
تنتقل القصة الى مشهد اخر ( ايتانا
)، يناشد اله الشمس داعيا لكي يصل به الى الحياة الخالدة،حيث كان عقيما قدم
القرابين للالهة من اجل ان تنمحه ولدا يحمل اسمه ويخلفه في الحكم،وتحقيق امنيته
كان يعتمد على حصوله على( نبات النسل)، وكان عند الالهة العظمى،( الاله شمش) دل
ايتانا الى مكان وطريق النبته.
وجد ايتانا النسر منتوف الريش في
الحفرة،واخذ يطعمه كل يوم ليستعيد قوته،كي يطير عاليا ويساعده في ايجاد
النبته،بالفعل اصبح قادرا على الطيران من جديد،واراد ان يرد المعروف ل ايتانا،وبحث له في انحاء الجبل ولم يجدها،قرر
النسر ان يأخذه الى الالهة( عشتار)، سيدة الولادة في السماء،يمتطي( ايتانا) ظهر
النسر وينظر الى الارض من الاجواء العالية ويصاب بالدوار والخوف،بعد ذلك يعود
كلاهما الى ( كيش)، ويرى سلسلة من الاحلام التي تنبأه بعدم امكانية الحصول على ولد
،يروي احلامه الى النسر ،يقرر النسر ان يحمله مجددا ويبحث مرة ثانية عن النبته.لااحد
يعلم كيف انتهت القصة لأن اللوح مكسور،لكن يبدو ان ايتانا انجب ولدا اسمه( باليخ)،
ووصل الى هدفه.
القصة تعبر عن بحث الانسان عن
الخلود عن طريق الحصول على نسل هو دليل الاستمرارية في الحياة،قدمت لنا هذه
الاسطورة البابلية حلما في الطيران وحلما في الوجود والبقاء عند اغلب البشر،امل
الانسان رغم الصعاب،الصبر على الشدائد،طلب المعونة من الغير،الايمان الديني عند
الانسان الرافديني،ايمانه بأن الاعتقاد بالالهة خير من ينجي ويحقق الامنيات المستحيلة،ايمانه بالرؤى والاحلام
والتشبث بها.
0 comments:
إرسال تعليق