بعد حوالي 5 سنوات من تصديق الرئيس، عبد الفتاح السيسي، على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، كشف تقرير صحفي أمريكي، استنادا على 5 مصادر أمريكية وإسرائيلية مختلفة، أن الاتفاق لنقل جزيرتي"تيران" و "صنافير" لم يستكمل بعد، وأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تقود وساطة "هادئة" بين السعودية وإسرائيل ومصر لاستكمال نقل تبعية الجزيرتين إلى السيادة السعودية.
ووسط عدم تعليق أي من الدول المعنية، ذكر تقرير
موقع "أكسيوس"، أن منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك
يتولى مسئولية المفاوضات التي "دخلت مرحلة حساسة".
التنسيق بشأن الجزر بين الأطراف الأربعة لم
يبدأ مؤخرا، إذ سبق ونشرت مصر في الجريدة الرسمية توقيع وزير الخارجية 3 خطابات
موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تؤكد التزام السعودية
بالترتيبات القائمة فيما يخص مضيق "تيران" وجزيرتي "تيران" وصنافير"
ضمن نشرها لنص قرار تصديق الرئيس، على الاتفاقية في يونيو 2017.
وكانت السعودية قد أكدت عام 2016 على لسان وزير
خارجيتها حينها عادل الجبير التزامها التام بكل الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها
مصر بشأن الجزيرتين، ومنها اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب، وهو ما أكده أيضا
وزير الدفاع الإسرائيلي حينها "موشيه يعلون" شرط أن يفي السعوديين
بواجبات المصريين في الملحق العسكري لمعاهدة السلام، على حد تعبيره.
وبحسب تقرير "أكسيوس"، فإن إسرائيل
كانت وافقت على إعادة الجزيرتين إلى السعودية مبدئيا، حتى يتم التوصل إلى اتفاق بين
القاهرة والرياض حول استمرار عمل قوة المراقبين متعددة الجنسيات، المنصوص عليها في
معاهدة السلام مع مصر عام 1979، لضمان حرية حركة السفن العسكرية والمدنية
الإسرائيلية عبر مضيق تيران.
وبينما يتحدث التقرير عن موافقة سعودية على
إبقاء الجزيرتين منزوعتي السلاح والالتزام بحرية الملاحة الكاملة لجميع السفن،
يؤكد أن المملكة ترغب أيضا في إنهاء وجود المراقبين، أما الجانب الإسرائيلي يتحدث
عن إمكانية النظر في إنهاء وجود القوة متعددة الجنسيات، بشرط وجود ترتيبات أمنية
بديلة تحقق نفس النتائج.
إسرائيل تسعى أيضا لما هو أكثر من الجزيرتين، فبحسب مصادر "أكسيوس"،
تريد إسرائيل من المملكة اتخاذ خطوات معينة كجزء من جهود أوسع للتوصل إلى اتفاق
بشأن عدة قضايا، دون تحديد طبيعة هذه الخطوات أو القضايا، كما طلبت إسرائيل السماح
لشركات طيرانها عبور مساحات أكبر في الأجواء السعودية، ما سيقلل وقت رحلاتها إلى
وجهات عدة في آسيا، كما ذكر "أكسيوس" أن نجاح اتفاق نقل تبعية الجزيرتين
إلى السعودية، يمكن أن يمهد الطريق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مستقبلا.
أما
الأهداف الأمريكية من المفاوضات بحسب "أكسيوس"، فتشير إلى رغبة إدارة
بايدن استغلال الاتفاق، في حال التوصل إليه، لتهدئة التوترات مع الرياض، خصوصا أن
هذا الاتفاق المحتمل سيمثل "أهم إنجاز" للسياسة الخارجية للولايات
المتحدة في الشرق الأوسط منذ "اتفاقات إبراهيم"، فوفقا لمصادر الموقع،
تسعى الولايات المتحدة لإتمام الاتفاق قبل زيارة الرئيس بايدن إلى منطقة الشرق
الأوسط يونيو المقبل، والتي قد تشمل السعودية ولقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن
سلمان
المصدر:AP
0 comments:
إرسال تعليق