الشعر فن لفظي
يتسم بالإبداع والأصالة..من عناصره اللغة الواضحة والعاطفة الصادقة والخيال الادبي
والخلود..والمتامل في شعر هاشم الرفاعي يجد هذه المقومات توافرت وبجداره ففي هذه القصيدة
نجد كل مقومات الابداع والخلق الادبي..بدأ شاعرنا باحلى واجمل الصور الشعرية إذ جعل
الصلاة للحبيبة عبادة وهذه النزعة الصوفية تعطي للقصيدة مرتكزا وبعدا نفسيا لأنها تمثل
الجانب الروحي والنفسي للشاعر..
ثم يتضرع ويتوسل
لمحبوبته ويدعوها ان تكون وسيلة توصله لمعشوقه وهنا أراد الشاعر ان يؤكد الإيمان بعظمة
الخالق حيث جعل عينيه مشدودتان ومتشوقتان اليه..وشبه عينيه كأنهما مصابيح منيرة وهذا
يدل على جودة وجمال صوره المبتكرة فهو شاعر معطاء لم يستخدم صور غيره في بناء قصائده..
لم يترك شاعرنا
صورة من صور الجمال في الوصف الا وابدع فيها. ..صلاة الحب كما أوصى بها الإله..لله
درك وعاشت الانامل التي رسمت اجمل لوحه في الوصف والجمال.
وهنا أشير إلى
الانتقال الجميل في القصيدة فمن الجانب الصوفي الرمزي إلى عالم المثل والقيم التي طالما
أبدع فيها شاعرنا الرفاعي..
كوني قارئ ومتامل
في شعره اشعر بمعاناته والمه..بالإضافة إلى المه الجسدي لم ينس وطنه فهو في قلبه أينما حل .. في حله وترحاله. .من يقترب منه
كثيرا يجد مأساة يعيشها فرغم المرض والمعاناة الا اني أجده صلبا كالجبل الشامخ الذي
لاتهزه الرياح العاتيه. .جعل من حبه لوطنه دواء لكل جراحه..نسى الهموم والمعاناة..نظرته
للحياة مليئة بالتفاؤل لذلك رسم لنا صور العشق والجمال..
في قصيدته وجدت
طابعا قصصيا ..انا وانت.. وهل هذا حرام .. وهذا أضفى على القصيدة بعدا سرديا فأصبح
قريبا من شعراء قصيدة النثر..
هاشم الرفاعي شاعر
ثوري على ذاته يحمل سلاحه وهو الكلمة المعبرة الصادقة لايخشى في الحق لومة لائم كيف
لا ؟ وهو ابن تلك البيئة التي لاينبت فيها الا الفرسان..كان ثائرا على التقاليد البالية
في المجتمع فشمر عن ساعديه وتسلح بعدته وجعلها عدوا له .. الخرافات آفة تجعل المجتمع
صيدا سهلا لكل من هب ودب ..وهنا حاول أن يكون مرشدا أو مصلحااجتماعيا كونه جزءا من
هذا المجتمع. .
من اي وحي اتيتم
بمحرماتكم. ..لننظر إلى تلك الروح الثائرة التي تحاول أن ترتقي بالمجتمع وتجعل منه
مجتمعا مثقفا لايسوده الجهل والتخلف..
كعادته لم ينس
شاعرنا جذوره الجنوبية التي رسمت ملامحه الشكليه وجعلت منه شاعرا ورساما فهو ابن بيئته
التي طالما تغنى بها..
(عشتار) الهة الحب
والجمال لم تغب عن مخيلة الشاعر فهي حاضرة في أغلب قصائده وهنا أجد استخداما جليا للرمز
الشعري التي يضفي على القصيدة الجانب التراثي الذي يرمز الإصابة
استخدم شاعرنا
صيغة الطلب ..توبوا ..وهو أسلوب أمر بصيغة الالتماس لالهة الحب والجمال ...وهذا الانتقال
في الصور والأساليب الشعرية يعطينا دليلا واضحا على نجاح الشاعر وقدرته في بناء النمط
الشعري الجديد الذي يقوم على استخدام الرمز في بناء الصورة..دمت شاعرا متألقا..
0 comments:
إرسال تعليق