• اخر الاخبار

    الأربعاء، 1 يوليو 2020

    الدكتور معراج أحمد معراج الندوي يكتب عن : كاد السلام أن يسيطر الزمان



    الدكتور معراج أحمد معراج الندوي يكتب عن : كاد السلام أن يسيطر الزمان


    السلام حالة واقعية ظاهرة يكون فيها العالم خاليا من الحروب. السلام يعني أن يكون العالم أكثر من مجرد غياب الحرب والصراع، السلام يرتبط بدرجة العدالة الاجتماعية وامكانية البشر في ادراك قوتهم ودفعهم إلى حياة كريمة. فالسلام يخلق جوا من التوافق والوئام والأمن والاستقرار الذي يسود العالم إلى التقدم ويتيح فرصة التطور والازدهار للجميع.
    السلام قيم إنسانية مشتركة تتضمن على التسامح الديني والتعايش السلمي والحوار الحضاري واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف والكراهية والتمييز. إن هذه القيم الإنسانية النبيلة، لها دور رئيسي وحيوي في الجهود الدولية لتحقيق السلام العالمي وفي ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار على وجه الأرض في مشارقها ومغاربها.
    إن قيمة السلام مطلباً ملحاً في جميع المجتمعات الإنسانية، لأن السلام هو الباعث الذي يمنح المجتمعات استقراراً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، فالنزاعات المسلحة وغياب الاستقرار السياسي لهما انعكاسات خطيرة على مؤشرات التنمية، والسلام العالمي هو مطلب أساسي وحضاري لتقدم الشعوب وتطورها، والسلام العالمي الذي يؤثر على الفرد والجماعة بشكل إيجابي للعيش بحرية ورفع معنويات الإنسان، ليصبح قادراً على الإنتاج والإنجاز بالعمل والعطاء وممارسة الحياة الطبيعية السعيدة بدون تهديد حياته ومصالحه ونشر المحبة والتآلف والطمأنينة في أرجاء العالم كله.
    السلام هو تتدرج في حياة الإنسان كأنه يصعد لمجموعة من الأدوار العاالية والتي يجب بها ذروتها، ويصل إلى أعلى درجته حتى يأمل بأن يعيش حية مريحة وهادية في أمن وسلام. إن الاحترام المتبادل قوة من القوى التي تصون الحب للسلام والوفاء بالعهد والإيمان بحسن الجوار والاعتزاز بالصداقة مع كل دول العالم.
    يمثل السلام من الركائز الأساسية للحياة الإنسانية ويدعم التنمية المشتركة، وهذه القيم الموجهة نحو احترام الآخر والتسامح معه هي القيم التي تساعد في الانتقال من ثقافة الحروب إلى ثقافة السلام وتركزعلى اعتراف حقائق التعددية وآلية الحوار بين الثقافات، لأنه لا يمكن أن يزدهر التعايش السلمي إلا بإشاعة روح التضامن والاعتراف بالإنسانية المشتركة.
     المطلوب بالسلام العالمي، هو عالم بلا حرب، وبلا خوف، هو عالم بلا صراعات وبلا نزاعات. ولا يمكن احلال السلام في العالم إلا عن طريق التواصل والتفاهم والتعاون بين الأمم والشعوب ولا يمكن للحضارات المختلفة أن تساهم في التقدم المشترك للبشرية في الوقت الذي تحقق فيه التنمية الذاتية إلا من خلال الاستفادة المتبادلة وتعزيز التواصل والتفاهم والتعاون على أساس الاحترام المتبادل. يعزيز التواصل بين الدول النامية ويمثل الحجر الأساسي للعلاقات الدبلوماسية في ظل الظروف الجديدة التي تقود إلى التفاهم بين الناس.
    التواصل: يفترض التواصل الحوار والانفتاح على الآخر ويؤكد نبذ الفكر الواحد وقبول الرأي الآخر الذي يرتبط بترسيخ التفاهم كمرجعية لتفكير الأفراد وسلوكهم في مختلف المؤسسات الاجتماعية. والسلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الاعتراف بحق الناس في الحياة والعيش الكريم واحترام كرامة الإنسان، واحترام حقوق الشعوب.
    التفاهم: يؤدي التفاهم إلى سقوط الأفراد والجماعات في مزالق التطرف والتعصب ويزيد الاحترام للتنوع الثقافي والديني. يقوم التفاهم بتعزيز القواسم المشتركة وإقصاء الفروق والانفتاح على الآخر المختلف والاعتراف بقيمة الآخر وقدرته والحوار معه الذي يقود إلى أسس التعايش السلمي.
    التعاون: يمثل  التعاون إلى التقدم والازدهار ويخطو خطوات جريئة ويخدم التنمية الوطنية ويساهم في بناء السلام العالمي.إن التعاون هو شرط ضروري للسلام وللتقدم الاقتصادي والتطور الثقافي، فالتعاون هو الطريق الذي يمكن من خلاله تحقيق السلام العالمي.
    لقد أصبح العالم اليوم أسرة إنسانية كونية تقوم على التواصل والتفاهم والتعاون، وإن التواصل الحقيقي يقوم على احترام خصوصيات وثقافات الأمم المختلفة، وأن الاختلاف في المعتقدات والمذاهب والأفكار لا يحول دون التلاقي والتشاور والوصول إلى الرؤية المشتركة الجادة التي تراعي المصالح العامة المشتركة. ومن المؤكد أن التواصل والتفاهم والتعاون من الأعمال الضرورية في العصر الحاضر في سبيل تحقيق الاستقرار والسلام في العالم، وهذا هو الطريق الوحيد من خلاله يسطير السلام الزمان.
    *كاتب المقال
    الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
     جامعة عالية ،كولكاتا - الهند
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الدكتور معراج أحمد معراج الندوي يكتب عن : كاد السلام أن يسيطر الزمان Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top