بغداد -الزمان المصري: خاص
يصدر قريباً في بغداد عن دار المتن للطباعة والنشر والتوزيع كتاب جديد عن الشعر بعنوان: (التجديدية في الشعر العراقي/ دراسة نقدية) للناقد الاعلامي سعد الساعدي. تتناول الدراسة خصائص القصيدة الشعرية التجديدية، والشعر العراقي عموماً بعد مرحلة ما بعد الحداثة التي اسماها الكاتب مرحلة التجديدية.
تأتي الدراسة على ضوء نظرية الكاتب النقدية الجديدة: "نظرية التحليل والارتقاء، مدرسة النقد التجديدية" الموثقة عالمياً في أكاديمية العلوم التربوية الامريكية في واشنطن مؤخراً، حيث تعرَّضت الدراسة الى نماذج بحثية من أشعار أربعين شاعراً وشاعرة من جيل الشباب والمخضرمين كنماذج ليست حصرية، لكن ضرورة البحث اقتضت ذلك بما توفر من دواوين ومجاميع وقصائد شعرية بين يدي الباحث.
كشفت الدراسة التي جاءت بمقدمة وخمسة فصول مع مباحثها الفرعية أنّ أهم المرتكزات التي لابد للناقد عدم اغفالها هي اللغة والمعنى والجمال مجتمعة، التي تغلف العمل، بلحاظ دلالات ذلك في الشعر العراقي التجديدي. وأن الشاعر العراقي هو كاتب ناقد قبل أن يكون شاعراً متمرساً، وتبين أن الشعر العراقي التجديدي يتضمن بؤراً عديدة متنوعة ليست واحدة فقط، اضافة لدلالات وألفاظ لغوية أخرى، وأيضاً كشف البحث خاصية مهمة في القصيدة التجديدية وهي أنها ولادة جديدة، تتمازج وتتخذ في أزمنة كثيرة من صراعات الشاعر الداخلية بكل عنفوانها الجمالي النفسـي، والبنائي الشعري المتّقد، لحياكة حبكة قصيدية شعرية تنتج قصيدة مثالية نادرة.
وظهر خلال الدراسة انَّ هناك مضامين كثيرة في القصيدة التجديدية العراقية، بدءاً من العنوان، دخولاً لتفرعات النص أو التشكيل المنتج، ومن مجموع كل تلك المضامين وتحليلها جزئياً يتشكل لدى الناقد التجديدي تحليل شامل للمضمون العام، انتجه (الشاعر/ الشاعرة) ليكشفه هو كمحلل.
يذكر أنَّ نتائج عديدة أخرى ظهرت للباحث في الدراسة المؤلفة من مائتين وثمانين صفحة من القطع الكبير اعتماداً على المصادر العامة، وبحوث للكاتب منشورة بكتب ومقالات عربية وأجنبية، لكن بعيداً عن استخدام أي مصطلح غربي في الاستشهاد حسبما يتبناه الكاتب في نظريته النقدية الداعية للابتعاد عنها كون اللغة العربية هي مصدر ألهام الشاعر، ومنهجية الناقد التجديدي حين يبتعد عن خنق نفسه بين المناهج النقدية الغربية وكثرة تعقيداتها.
0 comments:
إرسال تعليق