أنا رجل أملك موهبة نادرة، اقتربوا مني لأخبركم عن موهبتي، تراجعوا خطوة من الوراء، خطوة مني تدركون موهبتي الكامنة في قلبي، ومن هنا تسمعون صوتي الخفيف يخرج من قلبي الدافق، ومن هنا تصغون أصداء صدري.
أنا رجل يقدر أن يحرر الماسورين من أسرهم، أنا رجل يقدر أن يبث الحياة في القلوب الميتة، أنا رجل يقدر أن يرتسم الارتعاش على الشفاه الميتة، كلما نظرت إلى شيء جميل، دبت فيه الحياة وبثت فيه الروح.
أنا رجل يقدر معرفة الحياة ومعناها والكشف عن قواها، والحياة مجددة وتكره التكرار، ومقدمة إلى الأمام تأبى التقهر، أنا رجل يدعو الناس أن يهجروا عالم الحس إلى عالم الخيال ثم يسيروا في العمل لتسخير العالم.
أنا رجل يدعو إلى إدراك الذات وتقويتها، أنا رجل يدعو إلى العمل الدائب لأنني أرى أن الحياة في الفكر والعمل. أنا رجل يقدر أن يدرك الجمال ويجلوه للناس ويري الجميل جميلا، ويزيد الفطرة بهجة.
أنا رجل يدعو إلى الحياة والقوة والهمة والإقدام، لأنني أرى أن الاقدام يجدد مقياس الأعمال فيرد العالم إلى الإخاء والسلام. أنا رجل له في العالم أمل وعمل، له أصلاح وعمران وسلام ووئام،لا تعجزه عقبة ولا تبعد عليه شقة.
أنا رجل يقدر أن يرى قوة الذات في معرفة النفس، ويرى الشرارة تحت الرماد. أنا رجل يرى سر الحياة أن يغوص الإنسان في نفسه ثم يبرز منها كما تغوض القطرة في البحر فتصير لؤلؤء، ثم يجمع الشرار تحت الرماد فيصير شعلة تبهر الابصار.
أنا رجل يقدر أن يثبت شعوره ويدرك أسرار الحياة ويقرأ كل ما لم تكتب رسالة الأمل إلى اليوم اليأيس والمستقبل العزيز الباهر من الحاضر الهالك. أنا رجل يغير مجرى الحياة ويكتب التاريخ ويصنع ما لم يقدر للآخرين.
أنا رجل مختلف منكم تماما من حيث الفكر والعمل، لكم أقوالكم ولي أقوالي، لكم أعمالكم ولي أعمالي، لكم أفكاركم ولي أفكاري، لكم أحلامكم ولي أحلامي، لكم آمالكم ولي آمالي، لكم تاريخكم ولي تاريخي، لكم مستقبلكم الزائل ولي مستقبلي الزاهر.
الصخرة الثقيلة خفيفة في يدي، والجبال رمال من ضربي، السفر غايتي والعمل هدفي، أنا رجل أقدر أن اكسر الصخرة الثقيلة من يدي الضعيفة وأقمع الجبال الطويل بعملي الدائب وجهدي المستمر. أنا قطعة منورة من القمر وأنتم ورقة مقطوعة من الشجر. أنا بحر في أحصائه در كامن، وأنتم بئر في أعماقه ضفدع متشاءم.
*كاتب بالمقال
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية ،كولكاتا – الهند
0 comments:
إرسال تعليق