انتهينا فى اللقاء الاول عند كيف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ فى تجهيز الجيش فى المدينة؟. كما قال ربنا واذ غَدوتَ من اهلكِ تُبوىء المؤمنينَ مقاعد للقتال. وكيف حشدَ وهيأَ وأستعدَ. ونستكمل باذن الله تعالى الأحداث حسبما تناولتها سورة آل عمران وما روى عن الأحداث فى بطون كتب السيرة وما كُتبَ عن الغزوةِ مستعينًا بالله نبدأ أحداث غزوة أحد. كانت غزوةُ أحدِ غزوةُ عظيمةُ في أحداثها ومجرياتها، عجيبةُ في آياتها ومعجزاتها، شديدةُ في ضرائها وابتلاءاتها، غزيرةُ فى عبرها ودروسها. كانت من الغزواتِ الفارقةِ فى تاريخِ الإسلامِ.
****الحشدُ والاستعدادُ للمعركةِ
جاء عددُ من سادات قريش لأبي سفيان يطلبون خمسين ألف دينار بُغية تجهيز جيش لمهاجمة المسلمين، فوافق، وبعثت قريش مندوبين إلى القبائل لتحريضهم على القتال، وفتحت باب التطوع للرجال وبعض النساء لتشجيع المقاتلين. وكان ممن طلبت إليهم قريش المشاركة، عم النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب
والذي كان في الواقع عيناً للمسلمين على ما يجري بمكة بعد هجرتهم، وعوناً لمن بقي منهم هناك، فطيرَ الأنباءَ لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- وكان ردُ النبي صلى الله عليه وسلم برؤيا رآها وفيها :»قد رأيت والله خيرًا رأيت بقراً تذبح، ورأيت في ذباب سيفي ثلمًا، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة» والمقصود بالبقر التي تذبح هو عدد من الصحابة يقتلون، أما المقصود بالكسر "الثلم" الذي يحصل للسيف فهو إصابة أحد أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما حدث لاحقا. وظل النبى صلى الله عليه وسلم يتقصى أخبار المشركين من صحابته ومنهم الحباب بن المنذر والذى جاءه بخبر أعدادهم فقال صلى الله عليه وسلم. حسبى الله ونعم الوكيل اللهم بك أجول وبك أصول
******. بداية التحرك
مع اقتراب المعركة، جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم، وشاورهم في البقاء في المدينة والتحصن فيها أو الخروج لملاقاة المشركين، وكان رأي النبي صلى الله عليه وسلم البقاء في المدينة وقال »إنا في جنة حصينة« ولكن غالب المسلمين تمنوا لقاء العدو بالخروج إليه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم على مشورتهم، وارتدى ملابسه العسكرية ورفض أن يخلعها حين لاموا أنفسهم لاحقا.
وقد اقتنع النبي صلى الله عليه وسلم بحماسة أصحابه ومنهم حمزة عمه حين قال: والذي أنزل عليك الكتاب، لا أطعم اليوم طعاما حتى أجالدهم بسيفي خارج المدينة اعلن النبى صلى الله عليه وسلم حالة الطوارىء والتعبئه العامة وجهز الجميع للقتال وامر بحراسة المدينة وتم اختيار خمسين رجلاً من أشداء المسلمين ومحاربيهم بقيادة محمد بن مسلمة. مر الجيش الإسلامي ليلا بين الأشجار والبساتين أخذا بالحيطة، وكانوا يجدون بعض المقاومة من عميان البصر والبصيرة كما وصفهم الرسول مثال مربع بن قيظى ,والذى حثا التراب عليهم لأنهم خربوا بستانه بمرورهم ونسى المنفعة العظيمة بحماية المدينة.
**** خيانة رأس النفاق
كانت من أسوأ الخيانات بغزوة أحد تلك التي جرت مبكرا، حين انسحب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الجيش عند بستان بين المدينة وأحد بحجة أنه لن يقع قتال مع المشركين ومعترضا على قرار القتال خارج المدينة رغما عنه! وكان يبدو أنها مجرد حيلة لإيقاع البلبلة في صفوف المسلمين، وحاول عبد الله بن عمرو بن حرام إقناع المنافقين بالعودة فأبوا وفي ذلك جاء قوله تعالى { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين..}
ولما رجع ابن أبي ابن سلول وأصحابه همت بنو سلمة وبنو حارثة أن ترجعا ولكن الله عصمهما ونزلت فيهما الآية { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما }
وانقسم الرأي حول قتل الخائنين ونزلت الآية {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّه }
ولما وصل النبي – صلى الله عليه وسلم- في معسكره بمكان يدعى الشيخين، رد صغار السن ومنهم زيد بن ثابت وابن عمر، وأجاز مشاركة رافع بن خديج وسمرة بن جندب لبراعتهما بالرمي وقوة بنيتيهما. هذه الصورة تظهر مجتمعاً يسعى لنيل شرف الشهادة، شباباً وشيوخاً، بل وأطفالاً.
وعندما تقارب الجمعان وقف أبو سفيان ينادي أهل يثرب بعدم رغبة مكة في قتالهم إذا ما خلوا بينه وبين محمد، فقوبل عرضه بالشتائم، وهنا رفعت نساء المشركين الدفوف وأنشدن يحمسنهم بقتل المسلمين بالسيف، وأرسلت قريش أبوعامر الراهب، والذي ارتد عن الإسلام فأسماه النبي صلى الله عليه وسلم "الفاسق"، قام بمحاولة لتفتيت الجيش المسلم، رغم أن ابنه حنظلة كان بصفوفهم، ولكن محاولته بهم وإزكاء النعرة القبلية والخلافات القديمة باءت بفشل .
****** يوم التقى الجمعان
كانت خطة المسلمين في المعركة هي أن يجعل الرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم المدينة أمامه، وجبل أحد خلفه، ووضع خمسين من الرماة على قمة هضبة عالية مشْرفة على ميدان المعركة، وكان قائدهم هو عبد الله بن جبير، وأمرَهم بالبقاء في أماكنهم وعدم مغادرتها إلا بإذن منه، حيث قال لهم: »ادفعوا الخيل عنا بالنبال «وحذرهم من مبارحة أماكنهم ولو رأوا أن أصحابهم تتخطفهم الطير- أي هزموا وقتلوا- أو كانوا هم المنتصرين
وذكّر رسول الله صلى الله عليه وسلم المجاهدين بمنزلتهم وأجرهم وثواب الصبر ونهاهم عن التنازع والشقاق.
سوّى الرسول القائد العسكري المحنك صلى الله عليه وسلم صفوف الجيش في صفوف منتظمة فى حال تشبه الصلاة، ووضع في المقدمة الأشداء لكي يفتحوا الطريق.
ومنح النبي صلى الله عليه وسلم سيفه لمن تعهد بأن يأخذه بحقه وكان سماك بن خرشة "أبو دجانة"، وكان حقه أن تضرب به العدو حتى ينحنى ، وقد فعل، فكانوا يرونه معتمرا العصابة الحمراء التي يرتديها لطلب موت الأعداء وبساحات القتال، يحصد بسيف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الرؤوس كالسهم، وينشد "انا الذي عاهدني خليلي.. ونحن بالسفح لدى النخيل.. أن لا أقوم الدهر في الكيول.. أضرب بسيف الله والرسول"، وقد أمكن من هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان، المحرضة على المسلمين ومن لاكت كبد حمزة وهو شهيد، ولكن استحيا أن يضرب سيف الرسول امرأة.
*****تطاير شرر المعركة
حين خرج رافع اللواء طلحة بن أبي طلحة العبدري ينادي المسلمين هازئاً من قولهم بأن سيوفهم تعجل بالعدو للنار وتعجل لهم بالجنة، خرج له علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقطع رجله فوقع أرضا وتكشف، ولولا مناشدته الرحم بابن عمه لما تركه حياً، وقد أخذ اللواء أخوه عثمان وقتله حمزة، ولما قُتل أصحاب اللواء الأحد عشر، صار المشركون كتائب متفرقة فجاش المسلمون فيهم ضرباً حتى أجهضوهم وأزالوهم عن أماكنهم وكان شعار المسلمين يومئذ: - أمت أمت - وشعار الكفار: - يا للعزى يا لهبل -.
وحقق المسلمون الانتصار في الجولة الأولى من المعركة، ونزلت فيهم الآية {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ }
***** حب النفس يكسر نصر المؤمنين
كان الجيش الإسلامي يسجل نصرا جديدا يضاف لنصر بدر، حتى كانت نساء المشركين مشمرات هوارب والمسلمون يقعون على الغنائم ويعملون السيف بالكفار، حسبما روى عبد الله بن الزبير عن أبيه، لكن بينما كان ذلك غلبت أثارة من حب الدنيا على أغلب فئة الرماة، ورغم تحذير قائدهم عبد الله لكنهم لم يلقون له بالا، وكان عددهم أربعون رجلا التحقوا بسواد الجيش وهكذا خلت ظهور المسلمين ولم يبق فيها إلا ابن جبير وتسعة من أصحابه صمموا على موقفهم ..
هنا رأى خالد بن الوليد وكان على خيالة المشركين الفرصة سانحة ليلتف على المسلمين ويطبق عليهم في هجمة مرتدة، بعد انكشاف ظهورهم، ولما رأى المشركون ذلك عادوا إلى القتال من جديد وأحاطوا بالمسلمين من جهتين وفقد المسلمون مواقعهم الاولى وأخذوا يقاتلون بدون تخطيط فأصبحوا متفرقين بل فقدوا التمييز لبعضهم فقتلوا اليمان والد حذيفة بالخطأ، وهنا شاع أن محمدا قد قتل، واختلط الحابل بالنابل واشتدت حرارة القتال ..
***** استهداف رسول الله .. الفتنة والفداء
حمل المشرك ابن قمئة على مصعب بن عمير فاستشهد، ولما كان شديد الشبه بالرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم، أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل، فاضطرب المسلمون وانطلق بعضهم للمدينة وبعضهم فوق الجبل ولم يكن الصحابة يدرون ما يفعلون من هول الفاجعة، وجلس بعضهم متنحياً بعيداً عن ميدان القتال، وآثر أخرون للشهادة، وفي ذلك جاء قوله {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم .. }
وقد نص القرآن الكريم على أن الله تعالى قد عفا عن تلك الفئة التي فرت بعد سماع نبأ مقتل النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي شاع، وقال تعالى { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا}
وقد مر رجل من المهاجرين برجل من الأنصار، وهو يتشحط في دمه، فقال: يا فلان أشعرت أن محمدا قد قتل؟ فقال الأنصاري: إن كان محمد قد قتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم
ابتدأ الهجوم المعاكس من المشركين خلف المسلمين والهدف فيه شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حاصروه وليس معه إلا تسعة من أصحابه واستشهد الأنصار في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا بعد الآخر، وقاتل عنه طلحة بن عبيد الله حتى أثخن وأصيب بسهم شلت يمينه، وقاتل معه سعد بن أبي وقاص وكان النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم يناوله النبال ويقول »ارم يا سعد، فداك أبي وأمي «وقاتل بين يديه أبو طلحة الأنصاري أحد أمهر الرماة، وقال عنه لصوت أبي طلحة في الجيش أشد على المشركين من فئة ، وكان يفدي الرسول بنحره.
كان عتبة بن أبي وقاص الزهري قد استطاع أن يصل للرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم ويكسر خوذته فوق رأسه الشريف فيما تمكن المشرك عبد الله بن شهاب الزهري من إحداث قطع بجبهته وتمكن عبدالله بن قمئة الليثي الكناني من كسر أنفه، فانطلق إليه أبو دجانة وانحنى عليه يقع النبل في ظهره، والتف حوله أبوبكر، ووقفت نسيبة بنت كعب تذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وترمي بالقوس وأصيبت بجراح كبيرة، وقد بشرها النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقام أبو عبيدة بنزع السهمين من وجه النبي صلى الله عليه وسلم بأسنانه، وتوافد قتادة وثابت بن الدحداح وسهل بن حنيف وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام.
وقد كان قتادة بن النعمان يتقي السهام بوجهه دون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان آخرها سهما ندرت منه حدقته فأخذها بيده وسعى بها إلى رسول الله فردها وكانت أحسن عينيه
وقد رأى سعد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل معه رجلان عليهما ثياب بيض كأشد القتال، وفي رواية يعني جبريل وميكائيل.
في هذه الأثناء كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتابع صعوده في شعب الجبل متحاملاً على طلحة والزبير، وقد قتل حاطب بن أبي بلتعة عتبة بن أبي وقاص الذي اعتدى على النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهو شقيق الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وشتان بينهما، وقد سعى سعد لقتله أيضا.
ولما علت فئة من المشركين بقيادة أبي سفيان وخالد بن الوليد لجبل أحد، قاتل عمر ورهط من المهاجرين حتى أهبطوهم، وطلب النبي صلى الله عليه وسلم من سعد أن يرميهم بسهم من كنانته فكان يرمي الواحد تلو الآخر فيموت، وهكذا تراجعوا وصعد المسلمون بقيادة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وخلال المعركة قتل النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن خلف الجمحي القرشي، والذي ظهر عليه شاهرا سيفه للمرة الثانية، وصعد فوق الجبل، فانحازت إليه الطائفة التي اعتصمت بالصخرة وقت الفرار.
*****: يقين المؤمنين
يئس المشركون من إنهاء المعركة وتعبوا من طولها ومن جلادة المسلمين، وانسحب النبي – صلى الله عليه وسلم- بمن معه ومن لحق به من أصحابه إلى أحد شعاب جبل أحد، وكانوا بحالة من الألم والخوف والغم لما أصابهم، فأنزل الله عليهم النعاس ثم أفاقوا آمنين مطمئنين .
دعا رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) ربه، وقد صف المجاهدين خلفه صفوفاً فقال فيه بالثناء على الله وطلب عونه والنصر على المشركين والإقرار بقدرته وحده ومنه يقول صلى الله عليه وسلم »اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت.. فإذا كان النصر قد تخلف في غزوة أحد بسبب معصية واحدة؛ فهل يستحق المسلمون النصر على أعدائهم، وتأييد الله تعالى لهم وفيهم من العُصاة ألوف بل ملايين، وفيهم من أنواع المعاصي والموبقات ما لا يعلمه إلا الله تعالى؟! معاص في البيوت والأسواق، معاص في الرجال والنساء، معاص في الشيب والشباب، معاص في الإعلام والتعليم والسياسة والاقتصاد، وفي كثير من شؤونهم.
إن الله تعالى ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب، ولن يحابي أحدًا من خلقه مهما عظمت منزلته، فعدله - وهو العدل تبارك وتعالى - يأبى ذلك، وقد جعل في الكون سننًا لا تحابي أحدًا من الناس، وقوانين لا تجامل كائنًا من كان، ومن هذه السنن: أن المستحق لنصر الله تعالى هو من يقيم دينه، وينصر شريعته، ويلتزم طاعته؛ ويباعد عن معصيته، فمن حقق ذلك نصره الله تعالى سواء كان شريفًا أم وضيعًا، قريبًا كان أم بعيدًا، وسواء كان جيشه كثيرًا أم قليلاً.
وكم تحتاج الأمة المُسْلِمَة في هذا العصر الذي تكالبت فيه عليها الأُمم والمحن، واجتمع الشر كله من كفار ومنافقين؛ لإنهاء حياتها بإقصاء دينها، وفرض الكفر والنفاق عليها، تحتاج إلى صدق التوجه إلى الله تعالى وترك المعاصي والمحرمات، والاجتهاد في الطاعات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى حتى لا نكون نحن سببًا في تخلف نصر الله تعالى عن الأمة المسلمة، فمن نصر دين الله تعالى استحق النصر العظيم، والفتح المبين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7] وان اختار المسلمون طريقا غير ذلك ، فبقوا على عصيانهم، وتخلفوا عن طاعة ربهم؛ فإن العاقبة ستكون أليمة، والمصيبة عظيمة، ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]
فانصروا الله عباد الله بإقامة دينه، والتزام طاعته، والبعد عن معصيته؛ ينصركم على أعدائكم. أصلحوا بيوتكم وأولادكم، وانشروا الصلاح فيما بينكم فإنكم إن حققتم ذلك نصرتم على عدوكم، وإن حققه بعضكم، وتخلف الآخرون؛ فقد برئت ذمة الذين أصلحوا أنفسهم، ولن يعذبهم الله في الآخرة بذنوب غيرهم. والشاهد على ذلك سنن كثيرة وأيات عظيمة وأحداث حدثت وتحدث وستحدث الى أن يرث الله الأرض ومن عليها . ولقد رأينا ذلك فى هذه الغزوة الفارقة فى تاريخ الإسلام والى لقاء فى حلقة قادمة نرى فيها شهداء أحد من الصحابة والدروس والعبر المستفادة من هذه الغزوة فالى لقاء قادم باذن الله.
0 comments:
إرسال تعليق