• اخر الاخبار

    الخميس، 5 سبتمبر 2019

    مرشحو الرئاسة بتونس يتبركون بمقامات الأولياء وأضرحة الشهداء وعلماء النفس يفسرون المعارك الأيدلوجية عزلتهم عن المجتمع

    مرشحو الرئاسة بتونس يتبركون بمقامات الأولياء  وأضرحة الشهداء وعلماء النفس يفسرون المعارك الأيدلوجية عزلتهم عن المجتمع


    أثارت زيارة المرشحين للانتخابات الرئاسية في تونس للأضرحة والمساجد ومقامات الأولياء الصالحين، تساؤلات حول المغزى الذي تحمله هذه الظاهرة اللافتة، باعتبارها تبركًا أم دعاية سياسية؟
    وزار عدد من مرشحي الرئاسة مقامات الأولياء الصالحين مع انطلاق الحملة الانتخابية، حيث قامت المرشحة سلمى اللومي الرقيق، الأربعاء 4 أيلول / سبتمبر 2019، بزيارة إلى محافظة منوبة في إطار حملتها الانتخابية، بدأتها بمقام السيدة المنوبية، والحديث مع وكيلة المقام حول النقائص التي يعاني منها.
    والسيدة المنوبية – واسمها الأصلي عائشة المنوبية – هي واحدة من أشهر نساء تونس عاشت بين أواخر القرن الثاني عشر والنصف الأول من القرن الثالث عشر، تميزت بتصوفها وأعمالها الخيرية واعتبر بروزها كامرأة على قدر عالٍ من التعلّم والتصوف والنشاط الدعوي والخيري حدثًا غير مألوف في عصرها، وأقيم لها مقام يمثل مزارًا للتبرك.
    وسبقت زيارة سلمى اللومي إلى هذا المقام زيارة مماثلة من المرشحة الثانية للانتخابات الرئاسية عبير موسى، التي أطلقت حملتها من هذا المقام، فيما جرى تداول صورة رئيس حزب ”قلب تونس“ ومرشحه للانتخابات الرئاسية نبيل القروي، وهو في مقام ”سيدي الصحبي“ بمحافظة القيروان، التُقطت قبل إيقاف القروي يوم 23 أغسطس / آب الماضي وقبل بدء الحملة الانتخابية، واعتبر نشطاء أن ذلك يدخل في إطار خلط الدين بالسياسة والعمل على استمالة مشاعر الناخبين.
    ويُعدّ ”سيدي الصحبي“ من أكثر الأولياء الصالحين في تونس استقطابًا للزوار من مختلف جهات البلاد، ويُعرف باسم ”سيدي الصحبي“ غير أنه في الأصل لأبي زمعة البلوي، أحد صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
    وعلّق الباحث في الأنثروبولوجيا الثقافية الأستاذ الأمين البوعزيزي بأن هذا التوجه يمثل تعبيرًا من القوى السياسية التي أدركت أن معاركها الأيديولوجية عزلتها عن مجتمعها.
    وأوضح البوعزيزي، أن هذه القوى حاولت خلق ما يمكن تسميته ”إسلام الزوايا السياسي“ أو ”الإسلام الشعبي“ لاستمالة جمهور هذه الأماكن حتى وإن تعارض ذلك مع مبادئها وشعاراتها ومرجعياتها الأيديولوجية، وفق تعبيره.
    ومن جانبه، اعتبر الخبير بعلوم الاتصال السياسي عادل النبهاني أن اللجوء إلى استعمال الزوايا والمقامات في الدعايا الانتخابية جزء من الاستراتيجية الاتصالية للمرشحين الذين يعتقدون أنهم يتقرّبون من الشعب ويلمسون الجانب الروحي لديه، باعتبار أن زيارة الزوايا والمقامات تمثل جزءًا من الذاكرة الشعبية التونسية، بصرف النظر عن الجانب العقائدي للمسألة، وفق قوله.
    وأضاف النبهاني ، أن الدعاية السياسية تعتمد في الأصل جملة من الأدوات، من بينها زيارة الأولياء الصالحين، وفق بعض المرشحين، ولكن هذه الأداة تبقى غير كافية وحدها ولا يمكن أن تقنع الناخب، لأن عملية التأثير معقدة ومرتبطة بعناصر عدة، تكون صورة كاملة للمرشح، بحسب قوله.
    وفي سياق آخر، كانت أضرحة الشهداء مقصدًا لبعض المرشحين، حيث أطلق مرشح حزب ”تونس إلى الأمام“ عبيد البريكي حملته من مقبرة الجلاز وسط العاصمة، وزار قبري الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين اغتيلا سنة 2013، زمن حكم ”الترويكا“، وزار كذلك ضريح الزعيم النقابي التاريخي فرحات حشاد.
    واعتبر المحلل السياسي نبيل نور الدين، في تصريح لـ“إرم نيوز“ أن في ذلك دلالة على أن التوجه نحو ”الرموز“ قد يخلق نوعًا من الجاذبية للناخبين الذين يبحثون دائمًا عن ”قدوة“ وعن مرجع فكري للاقتداء به، واتخاذه رمزًا يمكن البناء عليه ووضع برنامج المرشحين في ميزانه أو القيام بمقارنات بينهم
    وأشار نور الدين إلى أن ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية، يمثل أيضًا مزارًا مفضلاً لكثير من السياسيين الذين يعلنون اعتزازهم بالانتماء إلى ”مدرسة بورقيبة“ وعائلته الفكرية، ويعتقدون أنهم يستمدون منه قوة وقدرة تأثيرية على الناخب، بحسب تعبيره.
    المصدر: إرم نيوز

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: مرشحو الرئاسة بتونس يتبركون بمقامات الأولياء وأضرحة الشهداء وعلماء النفس يفسرون المعارك الأيدلوجية عزلتهم عن المجتمع Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top