• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 2 يوليو 2019

    الداعية الإسلامية وفاء التلاوى تكتب عن : حتى لا تكون ظالماً


     
    الداعية الإسلامية وفاء التلاوى تكتب عن : حتى لا تكون ظالماً
     
     
    الشعور بالظلم إحساس قاس لا يعرفه إلا من وقع عليه الظلم من الناس , فيشعر وكأن الدنيا كلها قد انهارت من حوله ولا يقوى على مقاومتها إلا بشعوره أن هناك قوى أكبر منه تسانده وتساعده ولن يجد أقوى من الله عز وجل يلجأ إليه ويلتمس عنده أخذ حقه ممن ظلمه فهو القوي المتين وهو المنتقم الجبار ولا تضيع عنده الحقوق , وهو أيضا الرحمن الرحيم ومغيث المستغيثين يلجأ إليه الناس جميعا مؤمن كان أو عاص , فالإنسان يشعر بفطرته التي خلقه الله عليها بحاجته إلى الله القوي ويؤمن بوجوده مما يعينه ذلك على متابعة الحياة ومسيرتها التي لا تخلو من العقبات والعثرات , والبعض منا قد يحاول جاهدا أن يرضي ربه ويلتمس عنده النجاة مما يقع فيه من أخطاء ولا يبرئ نفسه لو كان ظالما أو مخطئا في حق الآخرين , و يلتمس العذر لهم إذا أخطأوا هم في حقه , و يشعر بمدى ظلمه لهم إذا أخطأ هو في حقهم ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله, ويعدل من موقفه , فهو يخاف دعوة المظلوم فإنها لا ترد, ويقول الله تعالى للمظلوم ( وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين) .

    والبعض الأخر لا يحاسب نفسه إذا أخطأ ولا يراجعها و لا يلتمس العذر للآخرين وكل هدفه تحقيق المنفعة لنفسه فقط , فقد مات ضميره وهنا يقع الظلم , وبذلك نجده قد ظلم نفسه أولا قبل الآخرين وحرمها الخير الكثير, كما قال الله تعالي , {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} سورة العنكبوت(40) فلا يعبد الله حق عبادته ولا يصلي ولا يزكي ولا يصوم ويحرم نفسه من ثوابهم الكبير ومن رضا ربه عنه , ودخوله جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين , وقد أصبح الإنسان في عصرنا هذا عبدا للمنفعة فهو يجري وراء المصلحة أو المنفعة لكي يسعد نفسه فقط دون أن يفكر في الغاية التي يلتمسها من وراء تلك المنافع وأصبح مفتقرا إلى الإحساس بالقيم التي تكمن من وراء شتى الأشياء ,فهو يبحث عن سعادته هو فقط ولا ينظر إلى سعادة الآخرين .

    ومن هنا يأتي الظلم للنفس وللغير ولأقرب الأقربين سواء أكانت زوجة أو أولادا أو أهلا له , وكثير من الناس يظلمون زوجاتهم ويكون ذلك عندما لا يعطيها حقها الذي أعطاه الله لها و معاشرتها بالمعروف عملا بقول الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف )سورة النساء أية 19وعملا بقول الرسول الكريم (تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا أكسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح أي لا تقول قبحك الله ولا تهجر إلا في البيت أي ( المضجع)رواه أبو داود , وعليه أيضا أن يعلمها الضروري من أمور دينها كالطهارة والصلاة إن كانت لا تعلم وأن يلزمها بتعاليم الإسلام وآدابه وأن يعدل بينها وبين زوجته الأخرى( إذا كان متزوج من أكثر من زوجة ) ويعدل أيضا بين أبنائها و أبناء زوجته الجديدة حتى لا يكون بينهم ضغينة و حقد وحسد بين أولاده جميعا, و لا يظلمهم في شيء وينفق بالعدل عليهم جميعا ,كي لا يغضب ربه عليه ويعاقبه على ظلمه .

    و أيضا من حق الزوجة عليه ألا يفشي سرها ولا يذكر عيبا فيها إذ هو الأمين عليها والمطالب برعايتها وسترها وحفظها و الذود عنها (أي الدفاع عنها ) وإذا طلقها يطلقها بالمعروف ولا يظلمها ويعطيها حقها ولا يتركها معلقة وليتراضوا بالمعروف فيما بينهم ,وينفق علي أولاده منها ولا يتركهم بدون رعاية منه يدعون على من ظلمهم فهو مكلف بالأنفاق عليهم و الذود عنهم وإعطائهم حقوقهم بالعدل وبما يرضي الله ولا يقسو عليهم ويضربهم ويهينهم ويقلل من شأنهم ولا يعلمهم ويكتفي بتعليم الذكور فقط وهذا ظلم للبنات وأيضا يحرم البنات من الميراث وهذا أيضا ظلم سيعاقبه الله عليه في الدنيا عندما تنهار الروابط الأسرية أمامه, وفي الأخره يحاسبه الله علي عدم تطبيقه للشريعة الإسلامية وعدم إعطاءه للفتاة حقها فلها نصف ما للذكر من ميراث , وغيرها من الأمور الظالمة الكثيرة التي تغضب الله , و الزوجة عليها ألا تظلم زوجها و تعطيه حقوقه كاملة و لا تغضبه فإن غضب الزوج من غضب الله , و تحفظ غيبته إذا غاب عنها و تراعي الله في دينه و أولاده و في ماله و في شرفه و تكون عونا له و مصدرا من مصادر السعادة له و هكذا تكون الزوجة الصالحة في الإسلام .

    , وقد يظلم الرجل والديه ويهملهم عند كبرهم ولا يحسن إليهم ولا يكون وفيا لهم ويتركهم يعيشون بمفردهم يعانون ألام الوحدة, ولا يسأل عليهم , ومنهم من يزداد قسوة وظلما و يحجر عليهم , وقد يتركهم في دار مسنين لكي يتخلص من رعايتهم ونسى قول الله تعالى ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) [الإسراء: 23 ، 24] .صدق الله العظيم.

    لكن هل يظلم الرجل مجتمعه ؟ نعم ويكون ذلك بأن يخرج لهم أبناء مرضى نفسيين يعانون من سوء المعاملة الأسرية أو عصاه جهلة ظالمي أنفسهم ومجتمعهم ممن يفسدون في الأرض وينشرون الفساد والرشوة ويبيعون أوطانهم ويصبح بذلك مجتمعا فاسدا تعمه الفوضى والأخلاق الفاسدة والمؤامرات , وتسول لهم أنفسهم فعل الشر وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق , ويصبح مجتمعا فاسدا وينهار بذلك المجتمع كله ,كما يمكن أن يتسبب ذلك في ظلم يقع على المجتمع ككل من دول أخرى أقوي تستغل الموقف و تظلم الدول الصغيرة وتعتدي عليها ولا تجد من يساندها أو يقف بجوارها أو يتعاون معها لرفع الظلم الذي وقع عليها , ومن هنا نجد أن للظلم أنواع عديدة و أوجه مختلفة , فمتى ينتهي الظلم في العالم كله ؟ ويعم العدل بدلا منه .

    أرجو من الله العلى القدير أن يعم العدل على الجميع, وتسترد الحقوق والمظالم ترجع لمستحقيها .
    و لكن يبق السؤال هل يمكن أن ينتهي الظلم ؟ أو حتى يقل ؟ فالظلم ظلمات يوم القيامة وما أقساه من شعور .
    (اللهم لا تجعلنا من الظالمين لأنفسهم أو للآخرين )

    احذروا دعوة المظلوم فإنها لا ترد 
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الداعية الإسلامية وفاء التلاوى تكتب عن : حتى لا تكون ظالماً Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top