كشفت صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ عبر موقعها الإلكتروني، صباح الأربعاء، أن مبعوث الرئيس الأمريكي لملف الشرق الأوسط، جاريد كوشنر، والذي يصل اليوم إلى المنطقة، في زيارة تشمل إسرائيل ودولًا عربية، يحمل مقترحًا بشأن عقد مؤتمر للسلام في منتجع كامب ديفيد الرئاسي الأمريكي، على أن يعقد هذا المؤتمر قبل انتخابات الكنيست التي تجري في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل.
وذكرت الصحيفة أن المقترح الذي سيعرض على الزعماء العرب يصعب رفضه، ناقلة عن مصادر في واشنطن أن ترامب سيعرض خلال المؤتمر رؤيته السياسية التي تأتي بعد أن عرضت الرؤية الاقتصادية خلال ورشة المنامة التي عقدت أواخر حزيران/ يونيو الماضي.
وحسب ما أوردته الصحيفة، تأتي هذه الخطوة بالتنسيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما أن سفير إسرائيل في واشنطن رون دريمر على صلة بهذه الخطوة، إذ كان توجَّه إلى إسرائيل لمناقشة تفاصيلها مع نتنياهو، قبل الانتهاء من ترتيب زيارة كوشنر، لافتة إلى أن السفير دريمر في المجمل على صلة كبيرة بحملة نتنياهو الانتخابية، وكذلك حملة الرئيس ترامب لانتخابات الرئاسة التي تنعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.
وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن السياسي ”الكابينت“ بالأمس، وبالإجماع على خطة نتنياهو لبناء 700 وحدة سكنية لصالح الفلسطينيين القاطنين في المنطقة (C) تلك التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية وتقع تحت السيطرة العسكرية والإدارية الإسرائيلية.
وتقول الصحيفة، إن القرار ظهر كبادرة حسن نية تجاه الجانب الفلسطيني، لذا أثار حالة من الغضب في الدوائر اليمينية الإسرائيلية، لكن الحقيقة هي أن القرار جاء من أجل ”تسهيل مهمة كوشنر وليس من أجل الفلسطينيين تحديدًا“، مضيفة أن القرار ”سيزيل بعض العراقيل أمام جهود كوشنر لاقناع العالم العربي أيضًا“.
ومن المتوقع أن يجري كوشنر والوفد المرافق له مباحثات في الرياض وأبو ظبي والقاهرة وعمان والدوحة، ووفقًا لمصادر في واشنطن تحدثت إلى ”يديعوت أحرونوت“، فإن نتنياهو لن يشارك في مؤتمر كامب ديفيد، لأن مشاركته في الوقت الراهن ستضع صعوبات أمام مشاركة زعماء عرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي سيعرض خطته السياسية دون الدخول في التفاصيل الملزمة، مثلًا، سوف يعلن قبوله لوجود كيان فلسطيني، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الكيان دولة، كما سيعلن قبوله وجودًا فلسطينيًا بالقدس الشرقية، لكنه لن يتحدث عنها بالضرورة كعاصمة للفلسطينيين.
وأردفت أن التوقعات هي أن يرفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هذه الخطة، وأن يثني عليها نتنياهو، لكن الأخير سيعلن في الوقت ذاته أن لديه تحفظات عليها، دون أن يسارع إلى الخوض في تفاصيل هذه التحفظات، لكن ما يريده القائمون على المؤتمر هو مشاركة الزعماء العرب أنفسهم كغاية في حد ذاتها.
ونوهت إلى أنه في حال عقد المؤتمر، سوف يسهم لصالح الحملة الانتخابية لنتنياهو ووضعه الداخلي، وسوف يقدمه كزعيم دولي، ومن ثم سيمنحه نقاطًا مهمّة في ظل المنافسة التي يواجهها من حزب ”أزرق – أبيض“ بزعامة رئيس الأركان الأسبق بيني غانتس، وليس هذا فقط، فقد تتسبب الخطوة في قبول هذا التحالف السياسي الذي يقوده غانتس بالانضمام لائتلاف يقوده نتنياهو، وربما ينضم إليه أيضًا حزب ”العمل“ بزعامة وزير الدفاع الأسبق عامير بيرتس.
0 comments:
إرسال تعليق