الغَرَقُ في العَرَق ، دون تبريرٍٍ مُسْتَحَق، سِمَةُ حُكْمِ حاكِم ِالسودان لثلاثين سنة استغرق، مبحراً فوق أخشاب سكنها سوء تدبير اعتبرها "البشير" زورق ، استحلى تيهانها على سطح يَمِّ غليانه يتضاعف إن غاص المحلل صوب السبب الأعمق، حيث الخطط الثلاث المعدة لتكرار ما سبق ، مع "بنعلي" التونسي الهارب من نفق إلى نفق ، لكن فجأة حلَّ الانفجار فلا نفعت الاستعلامات الأمنية تكهنات الاستباق ، لادراك التقليل من حجم ما وقع، لذا لا مجال اليوم لاصطناع منطق وسط ساحة بالخرطوم هرَّج "البشير" داخلها بمقتضاه في كل ما به نطق ، لاقناع ما كان له الصديق قبل الشقيق ، أن ما عرفته شوارع كبريات المدن السودانية كالقرى والأرياف ليست بداية ثورة ضد حكمه بل شغب قام به كل عميل لجهة أجنبية أو ارهابي أحمق . مثل هذا الكلام لا يُصَدَّق ، بل اضاف لمثل الحاكم ما يُعجِّل باسقاطه قبل تنفيذ ما تلقاه من سفاح العصر في الساعات القليلة التي مكث فيها داخل دمشق والعالم يسمع اصطكاك عوارضه من شدة الخوف مما ينتظره إن لم ينبطح لاوامر الدب الروسي المغير لون شعاره من الأحمر إلى الأزرق.
مصافحة "بشار الآسد" بل مبادلته القبلات الحارة تعد بمثابة رجس والطهارة منه على المؤمن صاحب دين أحق ، لقد انسلخ "عمر البشير" من أخلاقيات وقيم الشعب السوداني العظيم بما صنعه في رحلة لم يشهد قائد دولة ملكاً كان أو رئيس جمهورة أرذل منها على الإطلاق ، بحيث سافر بين الخرطوم وموسكو على مثن طائرة مخصصة لنقل السلع كأنه كيس بطاطيس وليس رئيس دولة ، فهل يشرف مثل الحماقة السودان ؟، ألهذا الدرك الأسفل وصل استنجاد "البشير"، لتغطية ماً يترقبه من مصير، بذات الوثبات المندفع بها متحديا شعبه دون تفكير، أن الوطن مملوء بأولياء الله الصالحين الرافعين أكف الضراعة للباري جل وعلا الحي القبوم ذي الجلال والإكرام أن يحفظ السودان من ترتيبات لقاء دمشق وكل ما تحمس له الحاكم المعني والذي قدم له باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل الابرياء الذين كان لبعضهم شرف الاستشهاد ليحيا السودان ، مُصان الكرامة، مرفوع الهمة والشأن والكلمة ، وليس كرة تتقاذفها ارجل حماة الطغيان .
*كاتب المقال
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بسيدني – أستراليا
الكاتب العام الوطني لنقابة الأمل المغربية
0 comments:
إرسال تعليق