استحوذ اليهود على الكثير من القطاعات العالمية في العديد من المجالات، فمنها لا يُمكن للبشرية الإنسانية الإستغناء عنه قطعاً، كالزراعة والغذاء والدواء والسلاح، غير عالم البرمجيات وتحويل الأموال الآمنة.
ومنها ما هو أقل ضرراً وغير مُرتبط بضروريات الحياة البشرية كوسائل التواصل الإجتماعي، رُغم أنها أصبحت جزءاً من العادات والتقاليد العربية في التواصل بين ذوي القربى العرب، بل أصبحت هذه الوسائل جزءاً من السياسات الخارجية العربية لدورها الفعّال في التصعيد والتقارب السياسي. ناهيك أن الذين يُحاربون إسرائيل والإرهابيين يرتكزون على هذه المنصات اليهودية.
حقاً إننا نعيش في زمن جديد وغريب، ذهبنا إليه بمحض إرادتنا ودون حرب أو إحتلال، من أجل أن نعيش الحياة الأفضل، والذي أسميه بحقبة "المستوطنات الإسرائيلية الذكية"، فقد أصبحت حاجتنا له لا تقل أهمية عن الغذاء والدواء.
والشاهد من الفكرة وبعيداً عن التفكير التقليدي؛ أن اليهود غير قادرين ولن يستطيع أحدهم تهميش الوجود العربي، وأن المؤسسات الإسرائيلية سوف يلحقها الضرر في حال المُقاطعة العربية؛ ولكن متى العرب يُعلنوها صراحة ودون خجل بأننا أيضاً لا نستطيع الخروج منها، بل أن أفضل منابر الدعوة الإسلامية حالياً هي الوسائل اليهودية للتواصل الإجتماعي.
لقد بات من الضرورة المُقارنة بين "المستوطنات الذكية" التي يمتلكها اليهود ونعيش فيها و"المستوطنات السكنية" التي يمتلكها الفلسطينيون ويعيش فيها اليهود. فالأمر يُفيدنا ويقودنا إلى أهمية إعادة تقييم المطالب الفلسطينية التي ما زالت تتمحور حول نفس المنهجية التي صاغها أجدادنا قبل خمسين عاماً دون الإنتباه أو مراعاة ما يجري حولنا من تطورات، والتي يجب أن تخضع لإعادة ترتيب الضروريات وفق تلك المعطيات الجديدة.
0 comments:
إرسال تعليق