.
ورَبُّ الشعرِ ، إنَّ الشعرَ شَابَا
فما شعري? تَنَسَّكَ أو تَصَابى
جناحُ الطائرِ المَحكِي ولَّى
وما قرأَ الجليسُ لهُ كِتَابا
أنا مفتونُ أندلسٍ ، تَعَافَى
أنا المجنونُ ، عن ليلاهُ تَابَا
أنا الوزنُ الذي سجنَ القوافي
وأطلقها امتثالاً واحتسابَا
أنا البيتُ الذي لا شيءَ فيهِ
سوى الصوتِ الذي نادى وخَابَا
لأنَّ الشعرَ في زمني جِراحٌ
تُداعب في شفايفها الرَّبَابَا.
فأكتبُ من دمي لدمي حياةً
وأمضغُ عن دمي بفمي الخِطَابَا
.
بلادي.. والبلادُ بلاءُ عادٍ
وأهلي.. والحياةُ غدتْ خَرابا
حياتي.. والرَّصاصةُ في فؤادي
تمرُّ ولم تجِـْد لدمي عِتَابَا
وزرعي.. والسماءُ السحبُ.. ماذا
بقَى إن قيلَ لي ليستْ سَحَابَا?
وحَقْلِي.. والنزاعُ رمَى بفأسي
وقلَّدَني التَرَاشُقَ والضِرابَا
وقوتي.. والغُلُولُ غدت أجورًا
لمـن يَلْوونَ عن قِطَطِي الكِلابَا
وحلمي.. والزمانُ الغُولُ ظامىٍ
وليس سوايَ أكلاً أو شرابَا
.
أُفَتِّشُ في زوايا النارِ علِّي
أرى لنَسِيمِ روحُ الحبِّ بابَا
فما التقتِ القلوبُ ولا الأيادي
ولكنَّ الحِرابَ لقت حِرابَا
ترقَّى الظلمُ حتَّى صارَ عدلاً
تَخَطَى -فوقَ ما اعتدنا- الرِّقابَا
تألَّهَ لا لمغفرةٍ ولكن
ليُنزِلَ باسمِ شِرعتهِ العِقَابَا.
0 comments:
إرسال تعليق