عاصرت كثير من الوزراء والمحافظين والمسئولين وتابعت عن كثب كيف كانت تدور عجله العمل ؟
وكيف كان الوزير أو المسئول يتعامل مع مرؤوسيه ومع الجماهير لاسيما في الوزارات الخدميه . عشت أحداثا جسام وكنت أضرب أخماسا في أسداس بل وكنت أشفق علي الوزير أو المسئول ماذا هو فاعل ؟ أما عن المحافظين الذين تركوا بصمات واضحه ومازال الناس يذكرونهم بالخير ويدعون لهم رغم رحيلهم الي العالم الأخر لا أنسي الراحل اللواء / فخر الدين خالد عبده فقد كان فلاحا أصيلا
وابن بلد وكان حلالا للعقد كل القضايا عنده لها حل فهو عقلاني ومنطقي ويعرف كيف يتعامل مع رجاله ومع الناس . رحل الا انه ترك بصمات مازالت حيه لاينكرها الا جاحد .ثم تعاملت مع النبيه النبيل الأب والانسان اللواء / سعد الشربيني وكان محافظا من طراز فريد قائد بالفعل حريص علي مصالح الناس منجز في عمله . عقليه فريده حار من جاء بعده . ثم كان ثالثهم الضابط الانسان سمير باشا سلام ماهذه العظمه وأشهد الله أنه كان تقيا نقيا يتقي الله في كل تصرفاته . زعيم ويحمل مقومات الرياده والصداره ولا أنسي له يوم أن طلبني وذهبت اليه مسرعا فقد كنت أحبه فهو في منزله الأب الحنون وعند مقابلته قال لي ان مدير الاداره الهندسيه بالمديريه تقدم ببلاغ ضد مدير عام الأثار
وبعد بحث الأمر ذهبت اليه برفقه مدير الهندسه الذي كان يري أن تطوير دار بن لقمان يمكن أن يؤثر علي المظهر الحضاري للمسجد المجاور للدار وقد تم التفاهم وأجريت عمليه التطوير في سكينه وهدوء .
أما المستشار الراحل / محمد عزت عجوه فهو قياده فريده وكان انسانا نبيلا فهو قاضي كبير وله تاريخه الناصع ويعرف كيف يدير المحافظه وكان يقدر المرؤوسين ويحترم الناس . ولن انسي المحافظ الانسان اللواء / السيد نصر خادم المساجد
وراعي المسابقات القرأنيه في شهر رمضان
والحاضر بقوه في كل القضايا التي تهم الناس وتأخذ بأيديهم الي بر الأمان .
أما في وزاره الأوقاف فقد تعايشت فعلا مع الدكتور / محمد علي محجوب أطال الله في عمره وبرغم تركه لكرسي الوزاره منذ سنوات عديده الا أنه كان أحد العلامات البارزه التي حركت المياه الراكده ومازال من عاصروه يثنون علي مشواره الطويل وانسانيته في التعامل مع رجال الدعوه .
أما عن الدكتور / محمود حمدي زقزوق فهو
عالم من طراز فريد وقائد مغوار رفع اسم الوزاره في كل المحافل وحافظ علي كرامه امام المسجد ومازال رجال الدعوه والمنصفون يذكرون له مواقفه النبيله ولي معه حكايات سبق وأفردت لها مقالا خاصا بعد رحيله .ترك هؤلاء مناصبهم الا ان لهم مكانه في قلوب الناس وهو مايجب ان يحرص عليه أي مسئول فالكل راحل ولايبقي الا الأثر الطيب والمواقف النبيله
من خلال العمل بروح القانون والأخذ بأيدي الناس الي بر الأمان دون المساس بأرزاقهم
حفاظا علي استقرارهم الأسري ومايعولون .
وهذا مايجب أن يدركه من يتولي منصبا صغيرا كان أم كبيرا فالأيام سريعه والكتاب لايترك صغيره ولاكبيره الا أحصاها .
وكفاك في هذه الحياه أن ألسنه الناس هي اقلام للحق ..
ورحم الله صديقي العلامه الدكتور/ محمد يحيى عقل عندما كتب علي صفحته قبل وفاته بأيام وكأنه يرثي نفسه، "سيموت الكاتبُ وسيبقى النصُ يقدم إجاباتٍ لأعوامٍ وأعوامٍ".
والحمد لله رب العالمين .
*كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق