• اخر الاخبار

    الأربعاء، 3 يوليو 2024

    حركة القربان أو العلي إلهية ..بقلم: د. رسالة الحسن

     

     


    التطرف الديني هو ظاهرة معقدة تشكل تهديدًا كبيرًا للمجتمعات في مختلف أنحاء العالم. يتجسد التطرف الديني في تبني الأفراد أو الجماعات لمعتقدات دينية متشددة تدعو إلى العنف والتعصب وعدم التسامح مع الآخر. يؤدي هذا التطرف إلى حدوث صراعات واضطرابات تضر بالنسيج الاجتماعي وتعرقل التقدم والتعايش السلمي. وتتنوع أسباب التطرف الديني بين سياسية واجتماعية وثقافية، مما يجعل معالجته تتطلب جهودًا متعددة الجوانب وتعاونا من جميع الأطراف لوضع ستراتيجيات مواجهته والحد من انتشاره.

    فقد شهدت المجتمعات اليوم تحديات متزايدة في مواجهة انتشار السلوكيات المتطرفة والأفكار المنحرفة التي تهدد الاستقرار الاجتماعي والتعايش السلمي. تُعزى هذه الظاهرة إلى عوامل متعددة تشمل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلاً عن تأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في نشر مثل هذه الأفكار بشكل سريع وواسع. إن انتشار السلوكيات المتطرفة والأفكار المنحرفة يؤدي إلى تفاقم الانقسامات داخل المجتمع، ويعزز مناخ العنف والتعصب.

    في بدأ مقالي ساتحدث بنبذة عن أصول حركة القربان أو العلي إلهية وتأريخها ومن هو مؤسسها

    جذورها تنتمي إلى جماعة متطرفة متواجدة في  شمال ايران

    مؤسس الحركة هو عبدالله بن سبا وهو شخصية ظهرت في فترة خلافة الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وتنسب إليه الروايات التاريخية بأنه مشعل الاضطرابات والاحتجاجات ضد عثمان بن عفان في الخفاء وكان من الغلاة بحب علي بن ابي طالب ومدع لالوهيته وهو أول من أظهر الطعن والشتم للصحابة...، واختلف أصحاب المقالات والتاريخ في هوية عبد الله بن سبأ، بسبب السرية التي كان يحيط بها دعوته. وذهب عامة المؤرخين أن ابن سبأ من صنعاء في اليمن، لكن الخلاف إن كان من حِمْيَر أم من همدان؟ ولأنه من أم حبشية فكثيراً ما يطلق عليه «ابن السوداء». والذي اتفق عليه أن أصله يهودي أسلم زمن عثمان بن عفان، وأخذ يتنقل في بلاد المسلمين. فبدأ بالحجاز ثم البصرة سنة 33 هـ، ثم الكوفة، ثم أتى الشام ثم مصر سنة 34 هـ واستقر بها، ووضع عقيدتي الوصية والرجعة، وكوّن له في مصر أنصاراً. استمر في مراسلة أتباعه في الكوفة والبصرة. وفي النهاية نجح في تجميع جميع الساخطين على عثمان فتجمعوا في المدينة وقاموا بقتل عثمان. لعب عبد الله بن سبأ دوراً هاماً في بدء معركة الجمل، وإفشال المفاوضات بين علي بن أبي طالب وبين طلحة والزبير. كما أنه أول من أظهر الغلوّ وادعى الألوهية لعلي.  قام الامام علي (ع) بنفي ابن سبأ إلى المدائن.

    بعد وساطة بعض الصحابة له بعد أن رجع عما يدعو إليه

    أما أعوانه فقد تم حرقهم حيث تذكر المصادر أنه

    قيل لعلي : إنَّ هنا قوماً على باب المسجد يدَّعون أنَّك ربُّهم ! فدعاهم فقال لهم : ويلكم ما تقولون ؟! قالوا : أنت ربُّنا وخالقُنا ورازقنا ! فقال : ويلكم ! إنَّما أنا عبدٌ مثلُكم آكلُ الطعامَ كما تأكلون وأشرب كما تشربون إن أطعتُ اللهَ أثابَنِي إن شاء ، وإن عصيتُه خشيتُ أن يُعذِّبَني فاتَّقوا الله وارجعوا ، فأبَوا ، فلمَّا كان الغد غدوا عليه ، فجاء قنبر فقال : قد - والله - رجعوا يقولون ذلك الكلام ، فقال : أدخِلهم ، فقالوا كذلك ، فلمَّا كان الثالث قال : لئن قلتُم ذلك لأقتلنَّكم بأخبث قتلة ، فأبوا إلاَّ ذلك ، فقال : يا قنبر ! ائتني بفعلة معهم مرورهم ، فخدَّ لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر ، وقال : احفروا فأبعدوا في الأرض ، وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود ، وقال : إنِّي طارحُكم فيها أو ترجعوا ، فأبوا أن يرجعوا ، فقذف بهم فيها حتى إذا احترقوا قال :

    إنِّي إذا رأيت أمراً منكرا *** أوقدتُ ناري ودعوتُ قنبرا

    وهذا سند حسن " انتهى من " فتح الباري " ( 12 / 270 ) .

     وبعد استشهاد الامام علي عليه السلام على يد عبدالرحمن بن ملجم ، رفض ابن سبأ الاعتراف بذلك، وادعى غيبته بعد وفاته. ويسمى أتباع ابن سبأ بالسبئية.

    وهنالك أيضا مجموعة في بلاد الشام  يطلق عليها اسم النصيرية وهؤلاء الجماعة من المغالين في حب الامام علي عليه السلام وينسبون احاديث للامام بأنه هو الله والعياذ بالله وهذا كذب وافتراءوهو الكفر بعينه والشرك بالله ...،

    قال الإمام علي (عليه السلام): الظلم الذي لا يغفر الشرك بالله، قال الله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) .

    نعود لموضوعنا ..، ففي السنوات الأخيرة، أصبح استغلال رجال الدين المتطرفين لبث سمومهم في عقول الشباب تحديًا كبيرًا يواجه المجتمعات و يستخدم هؤلاء المتطرفون الدين كوسيلة لترويج أفكارهم المتشددة، مستغلين تأثيرهم الروحي والاجتماعي على الشباب الذين يبحثون عن الهوية والانتماء. يؤدي هذا الاستغلال إلى زرع بذور الكراهية والعنف، وتحويل الشباب إلى أدوات لنشر التطرف وتهديد السلام والأمان.

    فقد ظهر على السطح مؤخرا وبشكل ملحوظ نشاط مايدعى بجماعة القربان أو العلي إلهية وهي جماعة متطرفة تؤمن  بألوهية الإمام علي عليه السلام وطقوسهم تقضي بقيام أفراد الحركة من الشباب بإجراء قرعة فيما بينهم ومن تقع عليه القرعة يقوم أصدقاءه بمباركته كونه سيقوم بتقديم نفسه قربانا بشنق نفسه قربانا  للإمام علي عليه السلام...

    والملاحظ لجميع من نفذ ذلك هو اتخاذ يوم الثلاثاء موعدا لتقديم القربان ويقوم الشاب بمسح محتوى جهاز هاتفه واخفاء كل دليل ممكن أن يقود أجهزة الأمن والشرطة إلى مجموعته أو قائده ، بدأت هذه الحركة في محافظة ذي قار في منطقة سوق الشيوخ ثم انتشرت في محافظه ذي قار والبصرة وواسط ، شباب في عمر الزهور لايتجاوز أعمارهم العشرين عاما يذهبوا ضحية تطرف شيوخ دين متطرفيين ولديهم أجندة خارجية، فلو كانوا مؤمنين بما يقولوا فلما لايقدموا أنفسهم هم كقربان أن كانوا مؤمنين حقا بما يروجوا له ..، أو تقديم أبناءهم ...! ؟ فهم يقومون بالتأثير بسلوكيات الشباب لنشر سلوكيات متطرفة وافكار منحرفة

    والمفروض أن يتعاون الجميع من أجل الحد والقضاء على هذه الظاهرة الدخيلة والمنحرفة لكن للاسف الشديد بعض العوائل ممن يفقدوا أبناءهم يحاولون بشتى الطرق لجعل سبب الوفاة أما مرض نفسي او ضغوط الحياة خوفا على سمعتهم أمام المجتمع ولا يتعاونوا مع أجهزة الدولة لألقاء القبض على قادة هذا الفكر المجرم علما بأن تصرفهم هذا يضر بهم ويضيع حق أبناءهم...،

    أن اغواء الشباب للانتحار هو مسألة خطيرة ،فتلك الجماعات المتطرفة تستغل ضعف الشباب أو توجهاتهم السلبية لترويج أفكار مدمرة تدفعهم نحو الانتحار. وتعتبر هذه الممارسات خطيرة ومدانة، ويجب مكافحتها بشكل فعال من خلال التثقيف وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للشباب.

    وتواجه الأهل تحديات كبيرة في مواجهة تأثير الأشخاص السلبيين على أبنائهم. من بين الطرق التي يمكنهم من خلالها التعامل مع هذه التحديات:

    1. التواصل الفعّال: يجب على الآباء والأمهات بناء جسور قوية من التواصل مع أبنائهم لفهم تحدياتهم ومخاوفهم وتوجيههم بشكل صحيح.

    2. تعزيز الثقة بالنفس: يساعد دعم الثقة بالنفس على جعل الأبناء أكثر قوة في مواجهة الضغوط الخارجية وتأثير الأشخاص السلبيين.

    3. توفير النماذج الإيجابية: يمكن للأهل أن يكونوا نماذج إيجابية لأبنائهم عن طريق عرض القيم والمبادئ الصحيحة في الحياة وتحفيزهم على اتخاذ القرارات الصحيحة.

    4. تعزيز الوعي بالصحة النفسية: يجب على الأهل تعزيز الوعي بالصحة النفسية لدى أبنائهم وتوفير الدعم اللازم إذا كانوا يعانون من أي مشاكل نفسية أو اجتماعية.

    5. المراقبة والإشراف: يجب على الآباء والأمهات مراقبة نشاطات أبنائهم والتأكد من عدم تعرضهم لتأثيرات سلبية من الأشخاص الخارجيين.ومتابعتهم ومعرفة مع من يلتقون خصوصا من هم اكبر منهم سنا

    فباستخدام هذه الاستراتيجيات وغيرها، يمكن للأهل مساعدة أبنائهم على مقاومة تأثير الأشخاص المنحرفيين والمحافظة على صحة عقولهم وسلامتهم النفسية.

    وهنا لا ننسى ما بذله جهاز الأمن الوطنى العراقي من  جهودا كبيرة ومثمرة في كشف هذة الحركة وتم زرع عناصر بين تلك المجموعات وتم الكشف عن أفرادها وتفكيكها والتعرف على قادتها فألف تحية اجلال وتقدير لهذه الجهود الكبيرة والمتميزة ،  فقد صرح قبل أيام مصدر مسؤول في جهاز الأمن الوطني العراقي في محافظة واسط بنجاحهم في إلقاء القبض على هذه المجاميع بعد تمكنهم من إلقاء القبض على شباب من تلك  الجماعة الضالة قبل أن يقدموا على شنق أنفسهم وتم تدوين اعترافاتهم بارك الله بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل الجهاز لنشر الأمن والامان والاستقرار وحماية شبابنا وإفشال المخططات الإجرامية للقضاء على مستقبل شبابنا الذين هم رجال المستقبل وقادته .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حركة القربان أو العلي إلهية ..بقلم: د. رسالة الحسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top