في مؤتمر صحفي للرئيس الفرنسي ماكرون مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي
قال إن ما يحدث في افريقيا هو بسبب الدور الروسي
هناك ، ومن هنا نقول هل بسبب ذلك الدور
تراجع الدور الفرنسي في افريقيا .
حسب مايقول ماكرون وماتقوله بعض الوكالات العالمية من تقدم روسي واضح في
منطقة السودان وبعض الأجزاء الأفريقية الأخرى ، خصوصاً لو نظرنا إلى مجمل الأحداث
الدولية لوجدنا ذلك أمر واقع ،لكن لا يعني
عدم وجود سبب مباشر فرنسي ، فلاشك بسبب أخطاء التمثيل الفرنسي (السلبي) في تلك
المنطقة الجغرافية تراجعت فرنسا .، كما لا يعني ذلك أن تنامي الدور الروسي هو جاء
بالغالب بسبب حالة سياسية إيجابية قام بها مؤخراً جعلت من المشهد الإفريقي العام
يصب في صالحه وصالح تمثيله (الجيو سياسي) ، بل بسبب الحالة الشمولية السلبية غير
الايجابية للدور الفرنسي في حقوق الأفارقة ،كما جهل بعض الشخصيات السياسية هناك في
كيفية التعامل مع المتغيرات الطارئة ،تجد تنامي وتصاعد الوجود الروسي،
فالتجارب
مع الاتحاد السوفيتي في منطقة الشرق الأوسط لا تختلف كثيراً عن تجارب الأمريكيين
والأوروبيين عموماً .؟ فالكل منهم كان ولا زال هو يريد حيازة الجانب الأكبر من
اقتصاديا وقدرات ونفوذ الشرق الأوسط عموما ، وما قصص أفغانستان بعيدة عنا وعن
عالمنا المعاصر.؟ فلولا احتلال الروس لتلك الدولة المسلمة لما جاء احتلال أمريكا لها بعد بضع سنين
.. ؟وهنا سؤال آخر جيو سياسي يطرح نفسه على
أصحاب الرؤية والاستراتيجية السياسية الدولية،.؟ هل تراجع الدور الفرنسي في بعض
دول افريقيا يعطي صورة واضحة لنا عن تراجع الدور الامريكي (الحليف) في ظل إدارة
بايدن لملف السياسات الخارجية، خصوصاً خروج القوات الأمريكية من أفغانستان الذي
يوصف هو بالهروب السريع من أفغانستان ، وتسليم
السلطة الحاكمة إلى طالبان .، بعد أن ادعت أمريكا سابقاً محاربتها للتنظيميات
المتشددة .؟ تأمل )فهل يعطي أيضا مدخلات في افريقيا السمراء .
ومن الجدير بالذكر أن سياسة الإدارة الأمريكية
على طول الخط .، هي سياسة واحدة تجاه القضايا الخارجية التي تخص بالذات الشرق
الأوسط والمشرق العربي والإسلامي عموماً .. فلا اختلاف جوهري واضح مابين مثلاً
الحزب الديمقراطي يقضي بمنهج جديد .، ولا اختلاف لدى الحزب الجمهوري يعطي لنا صورة
واضحة عن بعض الاستراتيجيات الخارجية .. فبرامج كذا الحزبين الحاكمين اليمين و
اليسار تكاد تكون في كلها واحدة ، من هنا
جاء حديث بعض الاعلام انك لو فتحت تاريخهم وطالعت برنامج مثلاً الحزب الجمهوري لا
تجد اختلاف بسيط عن برنامج الحزب الديمقراطي ، وهو كمثل برامج بعض الأحزاب
السياسية الإسلامية ، فإذا تراجعت فرنسا في بعض دول أفريقيا ، هل يعطي لنا كما قلنا
سابقاً تراجع الدور الأمريكي .،
أم الأمر مختلف تماماً من حيث مراجعة تأريخ
فرنسا في بعض الأزمان كان مخالف لبعض القرارات الكبيرة .. بدليل عدم تصويتها
ومتناعها في مجلس الأمن مع الصين وروسيا دخول العراق عام 2003,. وإسقاط نظام البعث
الصدامي ،، كما سؤال آخر هل امريكا في انسحابها من أفغانستان أثرت على النفوذ
الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط عموماً ، إذا قلنا حالة الصراع الأمريكي الصيني اهم
لدى الإدارات الأمريكية من حالة الصراع الروسي الأمريكي ، فهنا وهناك رؤية
إبراكماتية اقتصادية لها تأثير كبير مادام الواقع الجيو اقتصادي هو من سبب الحروب
العالمية الأولى والثانية مابعد عمليات اكتشاف المعادن الطبيعية في منطقة الشرق
الأوسط.،
فليس
هذا فحسب من يجعلنا نقول تراجع الدور الفرنسي .، بل هناك علاقة مابين خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
ومابين حرب أوكرانيا ومايحدث اليوم في منطقة المشرق العربي من تغير بعض المواقف من
إيران وسوريا والعراق ،وصولا إلى حرب غزة الصمود التي قلنا عنها هي قد كسرت حواجز
الاستكبار ،
فقد يكون هناك تفكير جديد للعقل السياسي
البريطاني بضرورة قيادة العالم بعد أن تراجعت امريكا في بعض الاماكن الإستراتيجية
.. وذلك بإحداث عدة سياسات مختلفة تماماً وناعمة جداً ، ومن الجدير بالذكر أن
دائما بريطانيا لها سبق التقدم في رسم الخارطة العالمية ، فهي من خطط لزراعة
الحركة الراديكالية الدموية تحت مسميات إسلامية معروفة ، وهي من قمست وجزت البلدان
العربية إلى دويلات صغيرة تتصارع فيما بينها على تقاسم مغانم شعوبها ، وهي من سلمت فلسطين من خلال وعد بلفور إلى
ذلك الكيان الغاصب .، وهي من نزعت شرعية بعض الملوك في بلدان العالم العربي ، وهي
من حاكت وجاكت ولا زالت تحوك التخطيط الاستراتيجي المدروس.،
خصوصاً من يدير العقل البريطاني والأمريكي هو
القابض على السكين القاتل من خلف الكواليس دائما .. لذلك هو محتمل كبير أن يكون
السماح لروسيا بالهجوم على أوكرانيا يأتي لأجل تثبيت وقوع روسيا في واقع الفخ
الأمريكي .. فقد تكون أمريكا سمحت لها بالهجوم على أوكرانيا لأجل استحصال حق
الدفاع عن أوربا من خطر الدب الروسي المحدق،،
مادامت روسيا تريد تحطيم أوربا كما كانت محطمة في عصر الحرب الأهلية التي
دامت لسنين طوال..
ولنا في عملية السماح لصدام بالدخول والهجوم
على الكويت أثر كبير وشاهد حي على أن
أمريكا سمحت لصدام بالدخول والهجوم على الكويت لأجل استحصال حق الهجوم على العراق
وتدمير منشئاتة الحيوية الكبيرة التي لو بقت تنموا صعوداً تحول العراق لقوة جيو
سياسي مهم حول العالم)
.. فهي
لم تعترض على صدام في أول الأمر حتى قيل دخل الجيش العراقي (بالباصات) المدنية
التي تستعمل عادة لنقل المسافرين مابين المحافظات القريبة ..
وللاشارة أن روسيا اليوم ليست كصدام من حيث
الموقع العسكري الكبير لها ، فهي تمتلك ترسانات عسكرية كبيرة تمكنها من إدامة
الحرب ومواجهة الصراع الجماعي ، بل وتدمير قواعد اللعبة السياسية الأمريكية التي
تريد خلط الأوراق وتشابك الخيوط المتشابكة حول العالم .. فهي قد تضحي بأي صديق إذا
دعت الحاجة البراكماتية الواسعة لها ،، وقد يكون هذا أيضا ماتريد العمل عليه روسيا
والصين إذا تداعت الظروف إلى ذلك .. فالحرب في السودان وباقي المحطات الأفريقية
وفي غزة الصمود ماهي إلا جر الشرق الأوسط العربي والإسلامي إلى حلبة الصراع الآيدلوجي
مع الغرب كما كانت سابقآ في فترات الحرب الصليبية .، خصوصاً لو دخلت دولة عربية
ساحة الصراع تمثل في ثقلها السياسي قطب الرحى للعالم العربي ،
، فحالة
الصراع مابين روسيا وأوكرانيا لا تختصر على خارطة البلدين المتحاربين ، بل هي تخرج
بعيداً صوب عدة اتجاهات ، وأفريقيا كما هو واضح تشكل لدول أوربا محط اهتمام كبير
في ما يخص الجانب الاقتصادي ، لذلك تجد صراع محتدم عنيف بدرجاته الواضحة مابين فرنسا روسيا لا ينكر ، وهو ما تسبب في
تراجع فرنسا ، وباتت تشكوا في مؤتمراتها مع أوكرانيا ،
وسوف نأتي لاحقاً إن شاء الله تعالى على بيان
الحاجات الاقتصادية الأوربية من افريقيا .
0 comments:
إرسال تعليق