الأيام المباركة ما أعظمها، الكل يقدّرها ويجلّها ويتشوّق إليها، وكلّنا نبتهج بقدومها علينا، ومن هذه الأيام والليالي، شهر رمضان المعظّم، موسم الطاعة ومزاد الحسنات، يربح فيه من يستعد له وبحسن العمل فيه، ويخسر من تكاسل عن الطاعة والإخلاص فيه، وهناك شيء بسيط قد يبطل الصوم وهو مواقيت الإفطار والسحور، حيث إن لكلّ محافظة تختلف عن الأخرى دقائق، ولوحظ اختلاف وقت الآذان من المؤذنين في البلد الواحد، حيث إننا في مدينة السرو دمياط توقيت أذان المغرب زيادة دقيقتين تقريبًا عن القاهرة هذا ما عرفناه حديثًا.
أمّا في الماضي عند الإفطار كانت جدتي رحمها الله توصيني: لا تأكل قبل
أن تتشهد، دائمًا تقولها جدتي باستمرار حتى حفظتها، وكنت أقاوم جوعي احترامًا لها،
وعندما كبرت قالوا: عجّل وأسرع في تناول طعامك من السنة تعجيل الإفطار، أفطر على تمر
وحبات وتر، وإن لم تجد فالماء، ونصلي المغرب في المسجد، ثم نعود لبيوتنا، وفي الآونة
الأخيرة لاحظنا اختلافًا في توقيت الأذان، حيث إن محافظة دمياط تتأخر دقيقتين عن توقيت
القاهرة يعنى لو أفطر أهل دمياط على غير توقيتهم يكون في خطورة على صيامهم.
وهنا تذكرت وصية جدتي، السيدة التي لا تعرف القراءة والكتابة لكن فطرتها
سليمة، فكانت تأمرنا ألا نأكل إلا بعد أن ينطق المؤذن الشهادتين، وفعلاً الوقت الذي
يستغرقه المؤذن حتى بنطق الشهادتين يعادل فرق التوقيت في الأذان بين توقيت دمياط وأذان
الراديو الذي يتبع توقيت القاهرة، وهنا حمدت ربي لأن بفطرة جدتي السليمة، أنجتنا من
الإفطار قبل انتهاء الوقت فيكون الصوم باطلًا، رحمة الله عليك يا جدتي أنت وأمي، ورحم
الله أمهات المسلمين أصحاب الفطرة السليمة والقلوب النقية.
رزقنا الله الفطرة السليمة والقلوب النقية، وفقنا جميعًا إلى دعوة مستجابة
يوميًا عند الفطر في رمضان، وأعتق رقابنا ورقاب آبائنا وذريتنا من النار، ووفقنا جميعًا
أيضًا إلى دعوة مستجابة في ليلة القدر ترفع عنا الغلاء والوباء وشرّ المحن، إنني أناشد
الجميع بالتوجّه بالدعاء إلى الله تعالى كي يرفع عنا ما لا نطيقه من كرب وغلاء ومرض
ومحن، وأن يثبت قلوبنا على دينه ويهدنا إلى الصراط المستقيم
0 comments:
إرسال تعليق