" القربة الضمأى".. شعر/ د.إياد الخفاجي

 

حَدّثْ بقافيةٍ حرّى بما تجدُ

              في قلبِ شاعرِها كالنارِ  تتقدُ

تنبي  ائتلافاً من الأوجاعِ محتشدًا

        على جفونِ الورى في سفكِها تعدُ

تُنبيكَ (عاشورُ) شهرًا من غرابتهِ

          بحمرةِ الأفق ِ والتّكبيرِ ينفردُ

شهرٌ أتى من وراء ِالأفق ِمكتنزاً

                  بنبرةِ الدّمعِ بالأرواحِ يتحدُ

شهرٌ يترّجمُ  للأجيال موعظةً

            مفادها الفكرُ بالأمواتِ يستندُ

مفادُها النهضةُ العظمى لها قممٌ

              منَ الجماجمِ في أركانها وتدُ

أنّي ليكفي ضياعي  إنّني رئةٌ

            بزفرةِ  الشّوق ِ للعباسِ تضطردُ

لحضرةِ الوثبة الأولى متى انكفأتْ

           صيدُ الرجالِ وقلبُ الصيدِ يرتعدُ

لحضرةِ القربةِ الظمأى وما وعدتْ

           وما تَحَمَّلَ  في أرجاعِها  العضدُ

إلى ضريحٍ على شباكهِ عُقدتْ

             كم خرقةٍ من قماشٍ قلبُها حردُ

تُنبيكَ زائرةً حرّانةً وفدتْ

         في جوفِها وصبٌ في جفنِها رمدُ

عباسُ من في مخاضِ الموتِ صولتُهُ

            بألفِ   ملحمةٍ   مأثورة ٍ  تلد ُ

يأتي الكتيبة َ مجتثاً محاورَها

             حتى يسيل غثاءً قلبُها الصلدُ

حتى لتغدو كأغصانِ  تخطَّمَها

               صرٌ فأوراقُها منزوعة ٌ بددُ

عباسُ إسمُكَ في الإجمالِ فلسفة ٌ

         في كلِّ حرفٍ أرى الإعجازَ ينعقدُ

يكفي بإسمِك إن يتلى على شفةٍ

           معنى المروءة في أذهاننا تردُ

أمّا وسردُك بالتفصيلٕ في عددٍ

            مفادُها السردُ حتى ينتهي العددُ

لكن مثالٌ  على مافيكَ من ألقٍ

               في أنّكَ  البدرُ في الظّلماء ِيفتقدُ

إبّانَ مُفتقدِ الأنصار مغتربٍ

                لمَّا يُجِبْهُ مجيرًا ًمدركاً احدُ

إبّانَ من اُرسِلتْ للشّامِ حاسرة ً

               ثكلى تدارُ بها الآكامُ والنّجدُ

عباسُ في القبرِ في الأهوالِ في ضنك ٍ

          من غربةِ الرّوحِ أنتَ المسعفُ السندُ

وأنتَ أنتَ بنفخِ الصّور ِإن شخصتْ

           منّا الجفونُ وذابَ القلبُ والكبدُ

والنّاسُ كلٌ كما الأعمى على قلق ٍ

          تمشي الهوَينا على الكفّينِ تعتمدُ 

هناك ظِلُّكَ يُغني كلَّ ملتمسٍ

           إبانَ   والدة ٍ لم  يُغِنها  ولدُ

 

 

سبتمبر 06, 2023