محمود السعدني ..الجيزة.. القاهرة ..ولد عام1927حصل محمود ابراهيم السعدني على الشهادة الابتدائية من مدرسة الجيزة ثم على الثانوية من مدرسة المعهد العلمي الثانوية بالقاهرة في أوائل أربعينات القرن الماضي
وعمل في
بدايات حياته الصحفية في عدد من الجرائد والمجلات الصغيرة التي كانت تصدر في شارع
محمد علي بالقاهرة
عمل
بعدها في مجلة «الكشكول» التي كان يصدرها مأمون الشناوي حتى إغلاقها. ثم عمل
بالقطعة ببعض الجرائد مثل جريدة «المصري» لسان حال حزب الوفد وعمل أيضاً في دار
الهلال كما أصدر مع رسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية أغلقت بعد أعداد قليلة.
منذ
اليوم الأول أعلن محمود السعدني تأييده للضباط الأحرار في الثالث والعشرين من
يوليو عام 1952، وأسقطت عرش ( الملك فاروق )
وعمل
بعد الثورة في جريدة الجمهورية التي أصدرها مجلس قيادة الثورة وكان رئيس مجلس
إدارتها ( أنور السادات ) ورئيس تحريرها كامل الشناوي
بعد
تولّي (السادات ) منصب رئاسة البرلمان
المصري تم الاستغناء عن خدمات محمود السعدني من جريدة الثورة أسوة بالعديد من
زملائه منهم بيرم التونسي وعبد الرحمن الخميسي.
عمل بعد
ذلك محمود السعدني في مجلة روز اليوسف الأسبوعية مديرًا للتحرير عندما كان ( إحسان عبد القدوس ) رئيس التحرير وكانت روز اليوسف حينها مجلة
خاصة تملكها فاطمة اليوسف والدة إحسان.
أثناء
قيام محمود السعدني بمهمه صحفية إلى سوريا قبيل الوحدة بين البلدين، طلب
أعضاء (الحزب الشيوعي السوري ) من محمود
السعدني توصيل رسالة مغلقة للرئيس ( جمال عبد الناصر ) فقام محمود السعدني بتسليمها (لأنور السادات ) دون
أن يعلم محتواها
وكان في
الرسالة تهديدا لعبد الناصر فتم إلقاء القبض علي محمود السعدني وسجن ما يقرب من عامين
أفرج عن
محمود السعدني بعدها وعاد ليعمل في روز اليوسف بعد أن أممت ثم تولٌى رئاسة تحرير
مجلة صباح الخير.
عقب
وفاة (جمال عبد الناصر ) حدث صراع على
السلطة بين الرئيس أنور السادات وعدد من المسؤلين المحسوبين على التيار الناصري
مثل شعراوي جمعة / وسامي شرف / ومحمود فوزي
/ وغيرهم
انتهى
الصراع باستقالة هؤلاء المسؤلين واعتقال السادات لهم وتقديمهم للمحاكمة بتهمة (محاولة الانقلاب )
وكان
اسم محمود السعدني من ضمن أسماء المشاركين في هذا الانقلاب وتمت محاكمته أمام «محكمة
الثورة» وأُدين وسجن
يقول
محمود السعدني إن الرئيس ( معمر القذافي )حاول التوسط له عند السادات إلا أن
السادات رفض وساطته وقال «أن السعدني قد أطلق النكات عليَّ وعلى أهل بيتي (زوجته
جيهان السادات) ويجب أن يتم تأديبه ولكني لن أفرط في عقابه».
بعد
قرابة العامين في السجن أِفرج عن السعدني ولكن صدر قرار جمهوري بفصله من صباح
الخير ومنعه من الكتابة بل ومنع ظهور اسمه في أي جريدة مصرية حتى في صفحة الوفيات
بعد
فترة قصيرة من المعاناة قرر السعدني مغادرة مصر والعمل في الخارج.
غادر
محمود السعدني مصر متوجهاً إلى بيروت حيث استطاع الكتابة بصعوبة في جريدة السفير
وبأجر يقل عن راتب صحفي مبتدء، والسبب في صعوبة حصوله على فرصة عمل هو خوف أصحاب
الدور الصحفية البيروتية من غضب السادات
قبل
أندلاع الحرب الأهلية غادر السعدني بيروت الي الامارات
وقد تلقي محمود السعدني عرض إدارة تحرير جريدة
الفجر الإماراتية.
كان
العرض مغامرة سياسية جازف بها عبيد المزروعي بخاصة وأن السعدني وضع شروطا مهنية
قاسية أهمها عدم التدخل في عمله وهو الشرط الذي يبدو أنه تسبب بعد أقل من أربعة
أشهر بمصادرة أحد أعداد جريدة الفجر من الأسواق بسبب مانشيت أغضب السفارة
الإيرانية في أبوظبي
وكانت إيران يومها تطالب بالإمارات كلها
وتعتبرها من «ملحقات إيران». لذا لم تغفر سفارة إيران للسعدني رفعه شعار (جريدة
الفجر جريدة العرب في الخليج العربي) وطالبت السفارة الإيرانية صراحة حذف صفة «العربي»
عن الخليج لأنه (خليج فارسي) كما يقولون.
تعاقد
محمود السعدني مع منير عامر من مجلة «صباح الخير» القاهرية
ليتولى
وظيفة سكرتير التحرير وليدخل إلى صحافة الإمارات مدرسة صحافية مصرية جديدة هي «مدرسة
روز اليوسف» بكل ما تتميز به من نقد مباشر وتركيز على الهوية القومية والابتعاد
قدر الإمكان عن التأثير المباشر للحاكم وصانع القرار.
عاد
محمود السعدني إلى مصر بعد اغتيال الرئيس
السادات بفترة واستقبله ( الرئيس مبارك ) في
القصر الجمهوري بمصر الجديدة ليطوي بذلك صفحة طويلة من الصراع مع النظام في مصر.
وقد قدم
الكاتب محمود السعدني العديد من الكتب منها
مذكرات
السعدني - الولد الشقي
تعتبر
من أروع ما كتب في أدب السيرة الذاتية في الأدب العربي، وقد كتبها في سلسلة من
الكتب (من نهاية الستينات وحتى منتصف التسعينات) وحملت عناوين:
الولد
الشقي ج1 : قصة طفولته وصباه في الجيزة
الولد
الشقي ج2 : قصة بداياته مع الصحافة
الولد
الشقي في السجن : صور متنوعه عن شخصيات عرفها في السجن
الولد
الشقي في المنفى : قصة منفاه بالكامل
الطريق
إلى زمش : ذكرياته عن الفترات التي قضاها في السجون في عهدي عبد الناصر والسادات
كما
أصدر محمود السعدني كتب اخري منها
السعلوكي
في بلاد الإفريكي: رحلات إلى إفريقيا.
الموكوس
في بلد الفلوس: رحلة إلى لندن.
وداعاً
للطواجن: مجموعة مقالات ساخرة.
رحلات
ابن عطوطة: رحلات متنوعة.
أمريكا
يا ويكا: رحلة إلى أمريكا.
مصر من
تاني: مجموعة مقالات عن تاريخ مصر.
عزبة
بنايوتي: مسرحية.
قهوة
كتكوت: رواية.
تمام يا
فندم مجموعة من المقالات المجمعة في كتاب.
حمار من
الشرق:
وقد
توفي محمود السعدني في عام ٢٠١٠ عن عمر يناهز٨٣ عامًا سلاما لروحه
0 comments:
إرسال تعليق