حينما تكلم استاذنا الدكتور
شريف
صلاح الدين
عن الحسد ومفهومه،
لاقى
آذانا صاغية ومداخلات بمفاهيم
مغلوطة
؛
وكنت
آنذاك قد نشرت (صورة) للفرح بصاحبها ، وقوبلت باعتراض بزعم :
(خوف
الحسد )٠٠!
حتى بات
لدى العموم أنه لايجب الإفصاح عن(( النعم ))
والفرح بها ،
خشية
الحسد ٠٠٠!
وكنت
اقول لمن يدعى ذلك :
ومتى
نتحدث بالنعم إذن ؟!
ومتى
نفرح بالنعم إذن؟!
لم يكن
لدى محدثى إجابة ،
وباتت
حياتنا تقريبا (جلها) على هذه الشاكلة ٠٠٠
لاتفصح
، لاتبن ، ما فيه (فرح)
فقط
أبرز ما فيه بؤس ومأساة ،
حتى
تبعد عنك الحسد ٠٠٠٠٠!!!؟؟؟
طبعا
هذا (فهم )خاطئ لأى الكتاب والسنة ٠٠
فكل منا
مطالب أن يتحدث بنعم الله تعالى عليه ويفرح بها بالشكل (الشرعى)
كان شرح
أستاذنا رائعا مقنعا وهو يوضح المعنى الوارد فى هذا ٠!
واليوم
زاد فرحى وانا أتصفح
ورد (القراءة
) فى كتاب
(الفتوحات
المكية /لمحى الدين بن عربى ج٢ ص١٩٢ )
ليتأكد
ماذهب إليه استاذنا بشأن الحسد
فيقول
الشيخ الكبير:
[ الحسد وصف جبلى فى الأنس والجان ،
وكذلك الغضب
والغلط والحرص والشره والجبن والبخل ، وما كان فى الجبلة فمن المحال عدمه إلا أن
تنعدم العين الموصوف بها ٠ ولما علم الحق أن إزالتها من هذين الصنفين من الخلق
لايصح زوالها عين لها مصارف يصرفها فيها فتكون محمودة إذا صرفت فى الوجه الذى أمر
الشارع أن تصرف فيه وجوبا أو ندبا ، وتكون مذمومة إذا صرفت فى خلاف المشروع ، وإذا
عرفت هذا فلاعناد ولانزاع ، قال صلى الله عليه وسلم :(( زادك الله حرصا ولاتعد )) وقال
: (( منهومان لايشبعان: طالب الدنيا وطالب العلم )) فطلب الدنيا قد يكون مذموما
وقد يكون محمودا ، وطلب العلم محمود بكل وجه ، غير أن المعلومات متفاضلة فبعضها
افضل من بعض وتختلف باختلاف القصد ، فإن طلب العلم بالمثال من جهة من قامت بهم لا
من حيث أعيانها ، وطلب بعضها بطريق التجسس مذموم ، فما ثم على التحقيق ما هو مخلص
لأحد الجانبين أين قوله ؛
(( ومن
شر حاسد إذا حسد)) من قوله :
(( لاحسد
إلا فى اثنتين )) وكذلك أين الغضب لله من غضب الإنسان لنفسه من غضبه حمية جاهلية ،
فجميع ماجبلت النفس عليه لايزول بالمجاهدة
ولا بالرياضة ، وانما تختلف مصارفها فيختلف اللسان عليها بالذم والحمد ، فإن أخذ
بها جهة اليمين فبخل بدينه وحرص على فعل الخير وغضب لله حمد ، وان أخذ بها جهة
الشمال فغضب حمية جاهلية وبخل بما فرض عليه الجود به كالزكاة وتعليم العلم ذم حقا
وخلقا ،
وعلم
هذا الباب فيه راحة عظيمة ومنفعة للناس وهم عنها غافلون٠]
دونت
النص بكامله ٠٠
لانه
وحدة واحدة تظهر أن الإنسان مطالب أن يتفاعل إيجابيا مع نعم الله تعالى لينغع نفسه
وذويه ووطنه ،
وكما
قال الشيخ الكبير :
{فيه راحة عظيمة ومنفعة للناس}
وكما
قال استاذى فى محاضرته :
أنه
إعلان (شكر لله )
ألم أقل
أننا نعانى سادتى
نقص فهم
٠٠٠!!!؟
كما
أننا نعانى جمود عقل ٠٠٠!!؟
فكم من
الأفكار والمفاهيم نعيشها بالوراثة وهى دعوة للكسل والجمود والسلبية ، وكما قال
استاذى :
أنها
تحتاج
{ تفكيك بفهم صحيح}
فلا
ينبغى أن ندع عقولنا هكذا
محل
ألعوبة ،
فلنراجع
موروثنا الاجتماعى،
بفهم
صحيح
وبمرآة
الكتاب والسنة ،
وعقل
زماننا ومكاننا ٠٠٠!!؟
فنلفرح سادتى
بنعم
الله بحساب الشرع
الذى
يطالبنا بالتحدث بالنعم ،
فلنفهم ٠٠٠
المقصود
بالحسد ٠٠٠!!!؟
0 comments:
إرسال تعليق