على
الاغلب يجنح الانسان فى سنين عمره المتقدمة الى اختزال تجاربه واماله والامه فى
مجمل من القول وكأنه يكتب وصيته الى كل من عرف على سطح هذا الكوكب وان ظاهر هذه
الحالة هى ( الحكمة ) التى هى فى حقيقتها لون من حيل الحياة فى ابنائها او هى على
الارجح فطرة مركوزة تتحقق وتأخذ شكل وطعم الحكمة
ومع ان
مثل هذه الرغبة المغروزة فى نفوسنا والملحة فى اختزال العمر على شكل شذرات وان قلت
قد تمثلت فى اعمال فلسفية عميقة مثل ذلك الذى قرأناه لابى الحسن العامرى فى كتابه
النسك العقلى او لهراقليطس فى كتابه فى الطبيعة واعمال كثيرة لا يتسع المجال
لذكرها
والثابت
ان عددا من الفلاسفة الاوروبيين قد سلكوا هذا الدرب واعتمدوا هذا اللون من الكتابة
ومنهم نذكر فتجنشتاين فى الرسالة المنطقية الفلسفية ومثل المونادولوجيا للفليسوف
ليبنز
فبالرغم
من ان اسلوب الشذرات قد اصبح سمة عامة للفلاسفة الكبار والمفكرين الجادين وان
تجاوز اشكاله الاولى الى ما هو اكثر عمقا وتعقيدا الا ان احدا من مفكرينا
المعاصرين لم يتخذه منهجا فى التفكير او فى التعبير وظل الية معطلة تنتظر من
يملكون القدرة عليها
على كل
الاحوال ان من حق الناس على ارباب الفكر ان لا يكتموهم شهاداتهم فاذا حالت الظروف
دون ذلك بشكل صريح وبين فأن الشذرات هى السبيل الوحيد اليه ونرجو من الله ان نؤتى
العزيمة على السير فى هذا الاتجاه وسلوك هذا السبيل وان نكون قادرين عليه
وكما
قيل معاشرة الناس لارشادهم من عمل الانبياء واعتزالهم للتفكير فى امورهم من شأن
الحكماء فاحرص على ان لا تفوتك مع خلق النبوة خصائص الحكمة
وقيل
ايضا النصيحة هى هدية العلماء .
0 comments:
إرسال تعليق