• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 6 يونيو 2023

    أرملة شيخ البلد..قصية قصيرة ..بقلم : على صلاح

     


     

    العروس ذات 77 عاما ..شاءت الاقدار أن يظل زواجهما مجرد  " خبر  " فلم يهتم به الكثير بل استقبلوه ببرود لا يليق بحدث يعد ثالث أهم ثلاثة في حياة الإنسان بعد ميلاده و وفاته  لأنه كان زواجا استثنائيا في كل شيء غابت عنه مظاهر الفرح و الاحتفال بل ان إعلانه لم يكن بقصده به غير تحقيق ركن من أهم الأركان التي لا يتحقق الزواج بدونها هو الإشهار و لكنه دفع البعض ليعمل عقله في دوافعه الكامنة فلماذا في هذا الوقت الذى يوشك في قطار العمر على الرحيل .

     

    فالزوج رجل في السبعين من عمره  تجاوزتها الزوجة بسبعة  أعوام اخرى فمن قائل أنه يرى من يعتنى به الا ان حقيقة الامر ان الرجل لم يفقد حيويته بعض رغم تقدم سنه و ادعى أخر أنه كان بدافع من الفراغ فالرجل ليس لديه ما يشغله أو ينشغل به هو بحاجة الى ونس لا أكثر و لا أقل أبطل واقع الرجل هذا الافتراض  فلازال أبنائه أحفاده مع فى بيته الكبير يكنون له من الاحترام الكثير هم طوع بنانه متى شاءت فرابطته بهم قوية على كل حال بل انه يباشر زراعة أرضه بنفسه و ان كان يستعين ببعض نفر عند الحاجة.

     

     فساءت به ظنون البعض و رموه بالطمع فلم لا زوجة من عائلة ثرية و أرملة رجل ثرى و ابنائها اليوم ملء السمع و البصر و الحق أيضا انه هذا كله لم يخرج عن دائرة سوء الظن فلقد تبدل حالها فبوفاة زواجها و أولادها في حادثهم المفجع استولى ابنائه من غيرها على ما خلفه وراءه ظهره من حطام الدنيا كانت الفاجعة أكبر من أن تمهل لتفكر أو تتدبر هذا الأمر نعم فبمجرد أن تنظر في وجها حتى تدرك انه يفصلها عن واقعها و زمنها برزخ لا ينبغي لعاقل تجاوزه من ناحية أخرى لا يجرؤ منصف ان اشتدت بينهما الخصومة أن يطعن في الرجل مثل هذا الطعن فقد أمضى حياته مكافح عفيف اليد حتى ان قست عليه الظرف يوما ما وما كان لأولاد زوجها المتوفى ليتركهما و شانهما ان شك فيه لبرهة أن هذا هو دافعه بل وجدوا أنه سوف يتحمل عبائها و يستريح هم من القيل و القال .

     

    فقد دفعوها عن أنفسهم بأفضل حال فكانت فرصة اقتنصوها على ايه حال . أنكر البعض التساؤل أصلا فما حدث لا يخرج في نهايته و محصلته النهائية عن كونه زواجا على شرع الله بين رجل و امرأة ان تقدم بهما السن . لكن ظلت هناك فئة لا يفتر اهتمامها بهذا الخبر من دائرتهما الضيقة بعض الفضوليين يبحثون عن إجابة ألا أن انبرى لها أحدهم قائلا: انى أعرفه جيدا فقد عرفها في شبابه كما عرفناها جميعا على جمالها و حسبها و نسبها لكنه لم يتمنها كما قد يتخيل البعض فهو رجل واقعى ومتعقل يفهم حقيقة الفوارق الطبقية التي تتغير بتغير الزمان تظل حائلا بين البعض .

     

    فالرجل لم يقارن مراهق أو مقامر يوما حضر حفل زفافه و سلم بأنه زوجه يومها كان أولى بها منه قد تزوج بعضها بأيام و انهمك في حياته بمرور الأعوام  صارت الى أفضل حال و عكستها هي الأيام فهبطت درجات ليتلقفها هو اليوم معتقدا انه الدرة التي سوف يزين به خاتمة حياته فلازالت في نفسه انها كانت و كانت و كانت فهو يحسبها نسب هو جدير به اليوم ان كان قد عجز عنه بالأمس أنه حظه من التمرد و الطموح المشروع  لرجل ظل طوال عمر أسير خطوط رسمها لنفسه.. أسفر في التعقل و الواقعية فقد حان له القت ان يتباهى ان خانه التوقيت فهي كوردة ذبلت و لازال لرائحتها رونقها ان كان شبح الرحيل يزعجه فقد اقر لنفسه الحق أن تعيش المتبقي كيفما شاءت فليس هناك فسحة لأخرى من الوقت للانتظار

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أرملة شيخ البلد..قصية قصيرة ..بقلم : على صلاح Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top