د/عبد العظيم أنيس ..ولد في حي
الأزهر بالقاهرة عام 1923 لعائلة لها
ثمانية أبناء أربعة ذكور وأربع إناث
وكان هو أصغرهم جميعا باستثناء واحدة من شقيقاته
كان زواج والده من والدته له
تأثير كبير في مسيرة تعليمه حيث التقليد لدى أسرة والدته هو الاهتمام بالتعليم
وقد بدأ تعليمه من الأزهر لحفظ القرآن
ثم دخل إحدى مدارس حي العباسية الذي انتقلت إليه العائلة
إلا أن دراسته تعثرت بسبب الحادث
الذي تعرض لها عندما وقع عن السلم وأجريت له عملية
لكن فمه اصيب بالتشوه وقد خلق له
هذا الواقع صعوبات كثيرة في دراسته الأولية وقاده إلى الوقوع في حالة الانطواء
والخجل في تلك المرحلة
كما قاده إلى الفشل في مرحلة
دراسته الأولى وهو الأمر الذي استدركه شقيقه الأكبر إبراهيم لإخراجه من الوضع الذي
كان عليه باختياره مدرسة أخرى غير المدرسة التي لم ينجح في دراسته فيها
وأدى اهتمام أشقائه به إلى تجاوز تلك المحنة
الأولى في دراسته
وصار دعبد العظيم أنيس بفعل ذلك
الاهتمام من الأوائل في تلك المدرسة وفي مراحل دراسته كلها ثم توالى انتقاله من
مرحلة إلى أخرى إلى أن انهي المرحلة
الثانوية من دراسته في عام 1940
عاني بشدة في فترة دراسته
الابتدائية لصعوبة تدبير العشرة جنيهات وهي مصاريف المدرسة في العام الدراسي رغم
انتماءه إلي الطبقة البورجوازية الصغيرة
هذه المعاناة كان لها أثر كبير علي اهتمامه بالعدالة الاجتماعية والتعليم
فكان يعمل في مشروع محو الأمية في فترة الصيف في أثناء الدراسة الثانوية
وفي السنة الأخيرة لدراسته
الثانوية وقع في حيرة كبيرة بين دراسة الفلسفة التي يعشقها ودراسة الرياضيات التي
يحبها وتفوق فيها وأقنعه أخوه الأكبر بأن يدرس الرياضيات ويهوي الفلسفة والأدب
فنبغ في كل من الدراسة والهواية
التحق بعد انتهاء دراسته الثانوية
بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا). تخرج منها عام 1944م
حصل على درجة الدكتوراه في
الإحصاء الرياضي 1950 جمع فيها بين علم الرياضيات البحتة والإحصاء من الكلية
الملكية للرياضيات الإحصائية الإمبريال كولدج بجامعة لندن
اهتم بالعمل العام بدءا من مراحل
شبابه الأولي حيث شارك في انتفاضة عام 1936م وهو في سن الثالثة عشرة من عمره ضد
معاهدة 1936 التي أبرمها مصطفى النحاس باشا والاحتلال الإنجليزي
( واعتقل عبد العظيم انيس بسب
مشاركته) فيها لكن تم الإفراج عنه لصغر سنه.
أصبح خلال دراسته في الجامعة عضوا
فاعلا في الحركة الوطنية المصرية
ومن قادة (اللجنة الوطنية للطلبة والعمال) وبعد
أن عين معيدا في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية أنضم لأحد التنظيمات الماركسية
(تعرض عبد العظيم انيس مجددا
للاعتقال) خلال مشاركته في الأحداث التي تبعت حرب فلسطين عام 1948م حيث أمضى عاما
ونصف العام في المعتقل وخرج منه في عام1950 وكان( وزير الداخلية) حينذاك( فؤاد
سراج الدين)
عمل أستاذا للرياضيات بجامعة
القاهرة عام 1952م عقب عود ته من بريطانيا بعد قيام ثورة 23 يوليوحيث سرعان ما تم
فصله عام 1954م في حملة ما عرف بتطهير الجامعات من الأساتذة ذوى الميول السياسية
التي قررتها قيادات الضباط الأحرار
خاض د/عبدالعظيم أنيس عام 1955م
مع رفيقه محمود أمين العالم صراعا مع المفكر عباس محمود العقاد، وعميد الأدب
العربي د. طه حسين، واستطاعا من خلال كتابهما "في الثقافة المصرية"،
ومقالاتهما في مجلة روز اليوسف وغيرها ترسيخ المفاهيم النقدية للواقعية الاشتراكية.
عاد إلي إنجلترا وعمل مدرساً
للرياضيات بجامعة لندن في الفترة من1955م ـ 1959م.
اعتقل عبدالعظيم أنيس لمدة خمس
سنوات ( 1959م ـ 1965م) في حملة اعتقال قيادات الحركة الشيوعية إلى جانب محمود
أمين العالم وصنع الله إبراهيم وغيرهما
عمل صحفيا في جريدة المساء تحت
رئاسة (خالد محيي الدين) في ديسمبر من عام 1965م بعد خروجه من المعتقل. إلا أنه
أبعد عن العمل السياسي بسبب أفكاره بشأن الديمقراطية.
عمل أستاذا للرياضيات في جامعة
عين شمس عام1966م.
التحق بالعمل بالأمم المتحدة في
المعهد العربي للتخطيط.
عمل أستاذاً زائراً للرياضيات
بجامعة لندن خلال حقبة السبعينات.
ترأس اللجنة القومية لتطوير تعليم
الرياضيات في مصر بين عامي 1970ـ 1975. وكان يري أن للتعليم دور حاسم في التنمية
الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
شارك والدكتورة لطيفة الزيات
والدكتورة رضوى عاشور وعددا من القيادات اليسارية في تأسيس (لجنة الدفاع عن
الثقافة الوطنية) التي انضوى تحت لوائها كل المثقفين المصريين المعارضين لاتفاقية
السلام مع إسرائيل كامب ديفيدفتم (اعتقاله
في عصرالسادات)
وانضم عبد العظيم انيس إلى( الحزب الشيوعي المصري) لكنه
سرعان ما كسر الانضباط الحزبي ورشح نفسه في انتخابات مجلس الأمة ضد رغبة الحزب
الذي كان يؤيد مرشحاً عمالياً وكانت معركة ضخمة
رأس مجلس إدارة الكتاب العربي
للطباعة والنشر، بدلاً من صديقه محمود أمين العالم الذي كان قد عيّن رئيساً لمؤسسة
المسرح الوطني.
كتاباته ذات طابع فكري، على قاعدة
الماركسية. وهي كانت أفكاراً عامة في قراءة أحداث التاريخ قديمه وحديثه، استند في
صياغتها إلى منهج علمي، استوحاه من نهج ماركس المادي الجدلي. حيث أَلف عددا من
الكتب على رأسها:
_مقدمة في علم الرياضيات
_العلم والحضارة
_التعليم في زمن الانفتاح
_إصلاح التعليم أم مزيد من
التدهور
_التعليم وتحديات الهوية القومية
_قراءة نقدية في كتابات ناصرية
_بنوك وباشوات
_ذكريات من حياتي
في الثقافة المصرية
كتاب في النقد الثقافي ألفه ورفيقه الكاتب
الماركسي ( محمود أمين العالم) عام 1955م وأثار حينها ردود فعل متباينة حيث انتقدا
فيه بشدة أدباء بارزين آنذاك منهم عباس محمود العقاد وطه حسين الذي رد على الكتاب
واصفا إياه بأنه «يوناني فلا يُقْرَأ»، أما العقاد فاتهمهما في صحيفة (أخبار اليوم)
بالشيوعية قائلا «أنا لا أناقشهما وإنما أضبطهما.
(إنهما شيوعيان)
رسائل الحب والحزن والثورة (تدوين
للرسائل المتبادلة بينه وبين زوجته الصحفية المثقفة الناجحة عايدة ثابت خلال فترة
اعتقاله في الستينيات والتي تزوجها في نوفمبر 1958م وتوفيت في العاشر من نفس الشهر
عام 1975م ونشر الكتاب تخليداً لذكراها عام 1976).
علماء وأدباء ومفكرون (كتاب يجمع
بين التعريف بعلماء عرب وغربيين، وبين أدباء ومفكرين عرب وغربيين أيضاً. ويتخذ
الكتاب طابعاً أدبياً ومعرفياً في آن. فهو يتحدث فيه عن علماء عرب مثل ابن الهيثم
والخوارزمي، وعن علماء غربيين مثل جاليليو. كما يتحدث عن أدباء ومفكرين مثل غوته
وبرخت. صدر في عام 1983)
وقد توفي الدكتور عبدالعظيم انيس
في عام 2009سلاما لروحه
0 comments:
إرسال تعليق