ولد محمد عودة في قرية جهينة محافظة
الشرقية عام 1920بمحافظة الشرقية لوالد
كان من كبار تجار القطن الذين أعلنوا إفلاسهم
أثناء احتدام الأزمة الاقتصادية العالمية في الثلاثينات
لم يستسلم والده لأزمته الطاحنة
فرحلت الاسرة مع الأب إلى حي الحسين بالقاهرةحيث تربي وسط الحي العتيق
وبعد أن انهى دراسته الابتدائية
التحق بالمدرسة السعيدية الثانوية حيث كان من ضمن الطلاب الفقراء الذين حصلوا على
مجانية التعليم لتفوقه الدراسي
والتحق محمد عوده بكلية الحقوق
ويقول عرفت أن ما يدرس داخل هذه الكلية العليا التي نتعلم فيها معنى القانون
والحرية السياسية لا علاقة له بأوضاع المجتمع المصري البائسة
خلال العمل بالمحاماة غرق في أعمق
القضايا التي يتعرض فيها المواطن (الغلبان) للظلم من قبل الإقطاعيين
تحول بين عشية وضحاها إلى محامي
أرياف من الطراز الأول.
عاد إلى مسقط رأسي بمركز فاقوس
وكان خلال هذه الفترة يعمل بالصحافه وبعد أن صنع
مشواراً صحفياً معروفاً إلى حد ما عمل بعدها مذيعاً ومترجماً في الإذاعة الهندية
التي كانت تبث برامجها بالعربية من قلب العاصمة بنيودلهي
اضطرر إلى العودة إلى مصر بعد
عامين أثر اندلاع ثورة يوليو.. عمل صحفياً في صحيفة ( الشعب ) تحت رئاسة عضو
مجلس قياده الثورة الصاغ ( صلاح سالم ) وأنتقل
بعد ذلك إلى دار الهلال حتى تركها إلى مبنى روز اليوسف المجاورة بشارع عبد الحميد
سعيد..
ولم تمض أيام حتى بادرت فاطمة روز
اليوسف إلى تعيينه وأصبح من كتاب المجلة
ثم
أنتقل إلى مجلة (صباح الخير) في مولدها وكتب على صفحاتها مقالات وتحقيقات
مزجت بين السياسة والفن والأدب.
وأصدر أول كتاب له عام 1952 عن
الصين كان الأول من نوعه في المكتبة
ثم شغل موقع رئيس تحرير جريدة «الأهالي»
عام 1977
لسان حال حزب التجمع
كما خاض في السبعينيات معارك
كبيرة ضد خصوم عبدالناصر، وكان أشهرها كتابه «الوعي المفقود» رداً علي كتاب توفيق
الحكيم «عودة الوعي».
وكان يرى في تجربة عبد الناصر أول
تجربة ناجحة في الشرق لتطبيق الاشتراكية العلمية
ومع اشتداد الحملة على التجربة
الناصرية منذ منتصف السبعينات
سخر محمد عودة قلمه للدفاع عن هذه
التجربة مستعينا بكم هائل من القراءات والوثائق العربية والأجنبية في الرد على
منتقدي الثورة
وألف عددا من الكتب التي تدافع عن
ثورة يوليو ومن هذه الكتب نذكر على سبيل المثال لا الحصر
الباشا والثورة” الذي خصصه للرد
على مؤسس حزب الوفد الجديد ( فؤاد سراج الدين ) و”الوعي المفقود” الذي كان بمثابة
تفنيد لآراء ( توفيق الحكيم ) التي أودعها
كتابه “عودة الوعي” والذي مثل هجوما عنيفا في وقته على تجربة يوليو و”الطريق الى
صنعاء”
وفيه قدم الكاتب والمؤرخ محمد عودة بأسلوب أدبي رفيع قصة
الثورة اليمنية ومساندة مصر لها وقام بالرد على كافة الانتقادات التي كانت توجه
الى التدخل المصري في اليمن.
وللكاتب الراحل محمد عودة سلسلة
من المؤلفات والكتب من أبرزها
«عرابي المفترى عليه».. و«ميلاد
ثورة».. و«ليبراليون وشموليون».. و«باشوات.. وقصص أخرى ».. و«الصين.. والوعي
المفقود»..و«فاروق».. و« بداية ونهاية»
ويعد الاستاذ / محمد عوده أحد
المثقفين الذي دخل سجون الملك فاروق وعبد الناصر والسادات على التوالي مدافعا عن
مبادئه ومعتقداته،
وقد توفي في عام ٢٠٠٦ عن عمر
يناهز ٨٦ عاما سلاما لروحه
0 comments:
إرسال تعليق