• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 25 أبريل 2023

    أن الله لا يضرب بعصا ..بقلم : د. رسالة الحسن

     


     

    مثل شعبي قديم في طياته حكمة كبيرة للعقول المتفتحة،  معناه ان إنتقام الله من الظالم لا يأتي عن طريق ضربه بعصا كما يفعل الأب عندما يخطئ الأبناء بل إن عقاب الله وأنتقامه سيكون من جنس العمل ، كثير منا يظلم الناس بقصد أو بدون قصد ونتجاهل الإقرار بأخطاءنا تارة خوفاً من أن تتغير صورتنا في أعين الناس وتارة أخرى لأستهتارنا ...، نعم عندما نظن أنه يسمح لنا القيام بالأعتداء على الناس وأن الله سيغفر لنا ...!! وهذا خطأ كبير فما هكذا تورد الإبل،  الله سبحانه وتعالى غفور رحيم نعم ، ولكنه المنتقم الجبار العادل الحق أيضاً ، فكيف لنا أن لا نعي قدرته على أخذ حق المظلوم منا ...، والظلم هنا  أنواع قد يظلم الأخ أخيه بأخذ ما لا يستحقه والتجاوز على حقه ، وقد يكون الظلم في عدم رد حقوق الناس بعد أن يعملوا خيراً لنا ونحن ننكر المعروف أو نمتنع عن رد الدين لأهله وهذا يقطع سبيل المعروف بين الناس ، أو قد يثق بنا شخص ونعاهده على أن نكون له السند ونقف معه وقت الضيق ونخذله في أصعب ظروفه رغم أنه لم يضرنا طوال حياته ولم يصدر منه ما يزعجنا،  وهنالك أمثلة كثيرة لن أتطرق إليها وسأركز على حالة واحدة وهي الظلم في أماكن العمل لتكون محور مقالي ...

    للأسف الشديد في كل دائرة يوجد الناجح والفاشل ويوجد أعداء للنجاح ( المنافقين) ويطلق عليهم بالعراقي  اللوكية أو ماسحي الأكتاف وهؤلاء لا تكون لهم مكانة الأ بطعن زملاءهم بالعمل من خلال تقديم تقارير وهمية إلى رؤساءهم ويلصقون التهم التي لم ينزل الله بها من سلطان ، وفي نفس الوقت يتوددون للموظف الناجح لكي يبعدوا الشبهات عنهم وأحيانا يلصقونها بزميل آخر ليس له ناقة ولا جمل بالموضوع ، كل ذلك لينالوا رضا المسؤول ويحسنواصورتهم في نظره وإظهار أنفسهم بالمخلص في عمله والحريص الوحيد على العمل،  وهو بعيد كل البعد عن هذة الصفة فلو ترك الفتنة وألتفت لعمله لربما كان من الممكن أن يبدع بعمله أن ما يقوم به هؤلاء هو نوع من انواع الظلم حيث أن كان المسؤول غير إداري ولا يمتلك خبرة بأدارة عمله فأنه سيكون أذن صاغية لهكذا نماذج للاسف الشديد وقد يصدر قرارات تضر بالموظف استنادا على ما وصلته من معلومات دون التحقق من صحتها فالمسؤول الناجح عليه أن يرفض الإستماع لمن يطعن بزملاءه دون وجه حق وهنا تبادر لذهني قصة رواها لي والدي رحمه الله عندما قام أحد موظفي سفارتنا في روسيا بتقديم تقرير الى رئاسة الجمهوريةعن احد الدبلوماسين العاملين هناك وكان وقتها السيد أحمد حسن البكر ( رحمه الله )رئيسا لجمهورية العراق وكان مضمون التقرير أن هذا الدبلوماسي غير آمين على تمثيل العراق ويسئ للبلد....، عندها بادر المرحوم احمد حسن البكر إلى أستدعاءهما لحضور أجتماع رئاسة الجمهورية بعد أن جمع معلومات عن الطرفين وتبين له عدم صحة التقرير فقال لصاحب التقرير هل كلفناك بمهمة مراقبة زميلك انا أو أحد من الرئاسة فأجاب:  لا ...، فقال له هل انت جهة استخبارية او أمنية فأجاب : لا ...، فقال له لو أهتممت بعملك بدلاً من قضاء وقتك بأقتناص أخطاء غيرك لكنت إنسان ناجح ومن اليوم أعتبر نفسك مبعدا عن العمل الدبلوماسي...بذلك أعطى درس للجميع في عدم إصدار الأحكام جزافا دون التدقيق في مصدر المعلومات ، وأن يهتم كل موظف بعمله دون التدخل في أمور لا تعنيهم ولم يتم تكليفهم بها ، المغزى من كلامي حذاري من دعوة المظلوم فأن أبواب السماء مشرعة ولا يوجد حجاب بين المظلوم ورب الكون ، فالله لايضرب بعصا بل له طرق لأنصاف المظلوم ورد كيد الظالم ربما تظهر في صحته أو في أمواله أو أولاده أو في وقف حاله وعدم توفيقه كل هذه أمور تأتي لنا من خلال ظلمنا لمن هوغافل عنا لأن إنتقام الله شديد ، لذا علينا أن لا نطلق الأحكام جزافا ولا نطعن بزملاءنا بالعمل ولا نحاول قطع أرزاق الغير فربما بعض الوشاية تؤدي إلى  إصدار عقوبات تصل بعضها للنقل أو الفصل من الوظيفة وبذلك تكون قد تسبب ذلك بتدمير أسرة باكملها دون وجه حق ، فعلينا أن نضع الله بين اعيننا وتسكن خشيته بقلوبنا وأن لانضر غيرنا في سبيل التقرب من المسؤول فالله يرى ويسمع ومطلع على ماتخفي النفوس .فمها كنت تظن نفسك كبيرا يبقى الله اكبر وهنالك حكمة تقول : اذا دعتك قدرتك لظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك .

    كتبت مقالي هذا لمناشدتي من قبل أحد موظفي أجهزة الدولة لما يعانيه من خلال قيام أحد زملاءه بخلق الفتن بينه وبين رؤساءه بالعمل وتضرره من ذلك فارجو أن أكون قد وفقت في طرح الموضوع واعتذر عن أي تقصير أن لم ألم بالموضوع من جميع جوانبه بسبب ظرفي الخاص وأبتعادي عن الكتابة بسبب وفاة والدي رحمه الله.

     

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أن الله لا يضرب بعصا ..بقلم : د. رسالة الحسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top