• اخر الاخبار

    الخميس، 6 أكتوبر 2022

    البعد الشعري والفلسفي في رواية نهر الرمان..بقلم : د. نوفل الناصر

     


    تتشكل رواية نهر الرمان على وفق ابعاد متعددة منحتها جمالية تتمثل بتحريك المخيلة صوب ذلك الاشتغال الذي يرتكز بدوره على عاملين مهمين وهما ( المبدع/الكاتب و المتلقي / القارئ ) بما يمتلكان من قوة على مستوى المخيلة كتابة واستنباطا وتحليلا ، فالمبدع ( شوقي كريم ) الذي يجوب بمخيلته الخصبة أفق تلك الابعاد على مختلف مسمياتها تمكن من أن يشغل مخيلة القارئ وهو يبني تلك الرؤى التي بثت صورا ذهنية ومرئية مختلفة ، اعتمدت على عنصر التشويق والمفارقة والعجائبية والغرائبية مما ساهم في التشكيل السردي المختلف تميزا.

    ما يهمنا في مقالنا هذا كل من البعدين الشعري والفلسفي ، وقد يتساءل من يقرأ مستفهما حدود الشعر والفلسفة أو معترضا . للشعر عناصره التي يبنى عليها على مستوى ( التكنيك ) وهو يحتكم في أكثره على العاطفة أو محاكاتها ، أما الفلسفة فهي رؤى واحكام يحركها العقل على حساب العاطفة ، وعلى وفق هذا تكون الفلسفة أعم واشمل ، فقد يأخذ الشعر عن الفلسفة بوصفها مرجعا رؤيويا وفكريا .

    تمكن الروائي شوقي كريم من أن يضع لسرده بعدا شعريا مميزا على مستوى اللغة والصورة والعاطفة والخيال والايقاع احيانا لاسيما الايقاع النفسي ، ليصنع عبارات شعرية تخللت سرده لا يسمح المجال لذكر تقاناتها وتفاصيلها  بقدر تحديدها وتبيانها كما في قوله :

    - النسَّاء آلات موسيقية يفشلُ في حضورهن من لا يجيد العزف.

    - سيدتي المبجلة أعلن عند عرشك أني دونما استسلام لا يمكن أنْ أُمارسَ دورَ الحي الذي يعيش؛ ليكون الرقم الذي يجب أنْ تأتيه نداءات الموت.

    - الحياةُ عندي كأسٌ بلذةِ الشهدِ يبوح بلواعجي، وأنني أجيد العزف على أوتار جسدها مهما كان فاتراً يعتريه الخوف.

    - مَنْ يعطي ليلكَ أحلامه؟ مَنْ يمنح للعزلةِ أساها؟ مَنْ يرسمُ خطاً بين  الشطِ وبستانِ العرَّافات؟.

    - لا توقظ المسافات الباقية بين الفراغِ والخندق.

    - كان يحدثني عن ريلٍ يرحل، وسمراء تغري صديد الفؤاد، وغناءاتِ السمان وبلامٍ يرتلُ صبحهُ بشوق رضاه.

    - لكُلِّ امرأةٍ جمالها السري الذي لا يكشفه غير عازفٍ ماهر يعرفُ كيف يحرك أوتار الجمال.

    أما فلسفيا فالروائي شوقي كريم تمكن من أن يضع لنا مسافات فلسفية عكست عمقه الفكري وهو يجمع بين الأسئلة الوجودية والذاتية متنقلا بين الدين والأسطورة والتاريخ بما يبين رؤاه المستقلة التي بناها على مجمل خبرته وتجربته ، فكان الحكيم العارف منطلقا من ذاته وصولا الى الآخر على مختلف مسمياته واشكاله ، متسائلا في ضديات وثنائيات هذا الكون وهو القائل ( كلما أوغلت بصحراء النسيان وجدت نفسك محاصرًا بسيول من الأسئلة ) ، ومن نماذج سرده الفلسفي  :

    - الحروف فكرة لاختيار الرغبات المخزونة في أعماق أرواحنا.

    - وحدهم الفقراء من يسخون بمائهم.

    - للجدل ثوب الأفكار وطريق التكوين.

    - التاريخ صندوق أكاذيب فاجر لا ينطق غير الأوهام.

    - الحقيقة هي المشعل الوحيد الذي يُضيئ لنا الدرب.

    - المجانين أكثرَ الناسِ معرفة للطرقات.

    - دون ذلك الغياب ماكنت تقدر أنْ تعيش.

    - العشق سؤال لا أحد يستطيع البوح به.

    - لا أحد يعيد وجودك سوى الأمل.

    - خطأ الاختيار يؤدي إلى فناء الروح .

    - هل يمكن للحرب أنْ تصنع أحلاماً؟

    - مَنْ يمنح جنوني بعض ما تسمونه عقلاً؟

    - مَنْ يدفع أحلام الفقراء إلى حدائق  الرضا؟

    - مَنْ  يلوك الصحف ليلة زفاف الخراب؟

    - ما الموت، ولما يتحتم علينا أنْ نمارس لعبته طوال حياتنا؟!

    - حتى اللحظة لا أفهم معنى (اللا) المركونة عند عتمة وجودي.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: البعد الشعري والفلسفي في رواية نهر الرمان..بقلم : د. نوفل الناصر Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top