• اخر الاخبار

    الأحد، 7 أغسطس 2022

    قصة قصيرة / بعنوان : (محاسن الصدف ونهاية الحب الصادق )..بقلم: محمد علي ابراهيم الجبير

     


     كان حسان رجل أسمر، نشيط طويل القامة ، متزوج من ابنة عمه، تزوجها وهو في السادسة عشر من عمره  ولدت له  نائل ونرجس.

    حسان رجل طيب يحب اولاده وزوجته حباً جماً ، يكدح  من الصباح الى المساء ، دون ملل ، هدفه الوحيد  أن يوفر الى اولاده والى زوجته حياة كريمة،عاشت الاسرة في سعادة وهناء وراحة بال ، ومرت الايام والشهور وكبر نائل، وأصبح شاباً وسيماً ،وفي أحد الايام خرج نائل على عادته ذاهباً الى مدرسته وبينما هو يمشي،واذا بفتاة جميلة جداً لفتت نظره وقف دون أن يشعر، وابتسم للفتاة ، وابتسمت له ، ومرت في طريقها، وواصل هو سيره ، ولكنه ظل مشغول البال ،مفكراً بهذه الفتاة،وأخذ يسأل نفسه من تكون هذه البنت الجميلة التي سلبت قلبه وابنت من ؟ لايمتلك الشجاعة ليسأل عنها كونه خجولاً؛

    في اليوم التالي ، خرج بنفس الوقت ،ووصل الى ذلك المكان ، لعله يلتقي بها خاب ظنه، اذ لم يشاهد الفتاة،وبقي في حيرة من أمره ، وسيطرعليه التفكير بها  وانعكس ذلك على دراسته ،لاحظه المدرس في المدرسة ساهماً مفكراً مهموماً بادره المدرس بسؤاله :-

    -مابالك يا نائل؟ كنت طالباً ذكياً تقوم بتحضير دروسك

    والان اجدك قد تغيرت ، فانتبه نائل الى نفسه ؛؛

    -لاشيء يا استاذ لاشيء ؛ حاول نائل ان يزيح عنه التفكيرفي تلك الفتاة المجهوله التي لم يعرف عنها اي شيء،نجح في المحاولة ،وكرس كل همه في الدراسة وتخرج من الصف السادس الاعدادي والتحق بكلية الحقوق،.ومرت السنين وتخرج من الكلية، وعين قاضي محكمة  في مركز المحافظة ..

    أما اخته نرجس، فكانت اصغرمن نائل بسنتين ،واكملت هي الاخرى دراستها الجامعية وتخرجت من الكلية وعينت مدرّسة رياضيات في الناحية القريبة والتابعة للمحافظة التي تسكن فيها ، تستيقظ في الصباح الباكر يومياً ، وتصعد الى السيارة التي تذهب الى الناحية ، وتنزل في المنطقة المقابلة لمدرستها ، وبعد انتهاء الدوام الرسمي تعود الى سكنها في المحافظه..

    في احد الايام صعد الى السيارة شاب وسيم في الخامسة والعشرين من عمره  حيا الجميع بتحية الصباح،وابتسم  بوجه نرجس، وابتسمت في وجهه وجلس بجوارها بادرها بالسؤال :-

    -هل تعرفين مدرسة الخنساء في الناحية ؟

    -نعم ، انني مدرّسة ادرّس بها  الرياضيات،لماذا تسأل ؟

    - انا مدرّس نقلت اليها حديثاً واختصاصي لغةانكليزية.

    اسمي صائب..

    - تشرفنا؛؛ شعرت بأن هناك شيء يجذبها ويدفعها لتبادل الحديث معه ،شعرت بانه أدخل السرور والفرح الى نفسها، وارتاحت الى حديثه ؛أمام مدرسة الخنساء ،وفي المكان المخصص لوقوف السيارة نزلت نرجس، ونزل معها المدرس الجديد (صائب) من السيارة ..

    دخلت ودخل معها على مدير المدرسة ، وقدم اوراق نقله ، وسجل المدير مباشرته بالعمل ..

    وعند انتهاء الدوام الرسمي ، خرج مع نرجس الى أن وصلا مكان وقوف السيارة، وانتظرا وصول  السيارة ، وبمجرد وصول السيارة  ركب الاثنان وجلسامعاً،الواحد بجانب الاخر، واكملاحديثهما، وصلت السيارة الى مركز المحافظة ، نزلت نرجس قبله ونزل بعدها.

    عرف صائب منها الكثيرمن المعلومات التي تخص حياتها،احبته حباً عظيما ، لطيب حديثه وثقافته العالية ووسامته،كما أنه هو الاخر ذاب في حبها ، وبادلها الحب ،وكل يوم يمر يزداد حُبَهُ لها وهي كذلك ؛ وبمرور الايام ، قال لها ذات يوم :

    - سوف ازور والدك واطلب منه  يدك للزواج ؛ وارجو منك  تحديد موعد الزيارة !، وفاتحت نرجس والدها حسان بذلك ،و اعلمته عن اخلاقه الراقية وثقافته العالية وانه مدرس معها بنفس المدرسة ،رحب والدها واعلمها بالموافقة وتمنى لها الموفقية،وتم تحديد موعد الزيارة ، وبعد المقابلة تم تحديد موعد عقد القران ..

    كان يوم عقد قران ( نرجس وصائب )  يوماً بهيجاً حضره كافة المحبين ،القاضي نائل شقيق نرجس كان  حاضرا في الحفل وجالساً في مكان بارز في الحفل ،وغارقاُ في التفكير، نعم لقد أثارت هذه المناسبة ، ذكرى تلك الفتاة والتي مرت به يوماً وسلبت لبه  وتركت جرحاً عميقاً  في قلبه لم ينساها ، وكم فتاة شاهَدَ وجامل ولكن لم تعجبه الا الفتاة المجهولة التي لم يعرف لها طريق ،وبينما هو على هذه الحالة من التفكير، انتبه الى صوت والده وهو يناديه ويطلب منه استقبال اهل العريس ؛ وفعلا ذهب لاستقبالهم عند الباب الرئيسي

    وكانت المفاجئة، بأن أبرز الضيوف الفتاة الجميلة الفاتنة التي يفكربها والتي لم ينساها  ابداً؛وهي لاتزال في غاية الجمال والكمال، سبحان الخالق؛ تسمرفي مكانه مذهولاً لم يتحرك؛ انتبه لنفسه ،وقال :حان وقت معرفة صاحبة الجمال، وبدون ادنى خجل سارع الى صائب للسؤال عنها ؛ فأجابه فوراً بأنها أخته سلمى ، فدخل اسمها الى قلبه الملهوف ، وبان البشر على وجهه ،لاحظ ان اخت صائب سلمى محاطة بالنساء يقمن بخدمتها بشكل غير طبيعي وكأنها ذات مركز اجتماعي! سأل صائب هل هي متزوجة ؟

    - نعم ، قد تزوجت سلمى منذ خمسة سنوات عندما كانت في الثانوية ،تزوجها رجل اعمال معروف

    كان جواب صائب صدمة كبرى الى نائل ؛ اذ ذهبت

     فرحة اللقاء بالحبيب سدى، وخاب امله، وعاد به التفكيرالى السنوات السابقة الى اللحظة التي شاهدها ،

     وقال في نفسه : سبحان الله تزوجت في نفس الوقت الذي شاهدتها به ؟صمت قليلاً ووجه سؤالاً اخر الى صائب :-

    - أين زوج سلمى اذن ؟

    - رحمه الله ، توفي بحادث سيارة عندما كان ذاهباً الى احدى شركاته ؛

     - الحمد لله ، فهل كانت له شركات؟

    -نعم، فانه صاحب ثروة كبيرة ، وتركها وحيدة اذ لم يرزقا طفلاً رغم استمرارزواجهما سنة كاملة؛ وترك لها الثروة الكبيرة ،وهي الان تعيش مع والدة زوجها؛ وهذه النسوة المحيطات بها  كلهن خدم لها !في الوقت الذي تألم نائل على الرجل المسكين الذي راح ضحية حادث سيارة ؛ لكنه شعر بفرح كبير دخل الى قلبه ؛  اذ أن سلمى الذي سلبت لبه واحبها بجنون دون ان يعرفها هي الان امامه لم تتزوج لحد الآن بعد وفاة زوجها واصبح باستطاعته ان يطلب يدها من أخيهاصائب لكنه اجل الموضوع الى حين حلول فرصة اخرى بعد زواج نرجس.. وعند انتقالها لبيت زوجها صائب عرفت  الكثير من أخبار سلمى ، كيف أنها تعيش في قصر فخم ومعها والدة زوجها ،الحاجة (بهية ) الطيبة الحنونه، وكيف أن سلمى ترعاها ،وتكُن لها المحبة والاحترام ، وترى فيها زوجها المرحوم.والحاجة بهية، تحب زوجة ولدها فكانت سلمى هي السلوى لها ولوحدتها بعد موت ولدها،وشاهدت نرجس العلاقة الحميمة القائمة بين المرأتين.

    وبعد مدة من الزمن، فاتح نائل أخته نرجس برغبته بالزواج من سلمى ، فأعلمته ان الامر ليس سهلاً كما يتصور ، والح نائل على أخته نرجس ،وأخيراً وافقت

    على مفاتحة زوجها صائب بذلك ،وعند مفاتحته بالامر، رحب بالفكرة ، وطلب منها مهلة لمفاتحة أخته سلمى

    وحانت الساعة التي فاتح صائب أخته بان القاضي استاذ نائل شقيق زوجته نرجس قد طلب يدها للزواج ،سكتت سلمى دون أن تجيب اخيها ،وعاد الكلام عليها ، فطلبت منه مهلة للتفكير، تركها اخوها تفكر حسب طلبها ..

    اثار طلب الزواج عندها حادثة السيارة التي راح زوجها

    ضحية لهذا الحادث الذي كان بفعل فاعل؛ وتذكرت بأن التحقيق غلق لعدم  وجود دليل  للوصول الى معرفة الفاعل  المجهول  وبالرغم من ان سبب الحادث اصدام السيارة بالحجر الكبير الذي وضع بطريق السيارة ، وان اصبع الاتهام كان موجهاً الى احد اقارب الحاجه بهية والدة زوجها ، الذي كان طامع  بالثروة ويعتقد بان الحاجة بهية  سوف تقوم بالصرف عليه بعد موت ولدها ولكنه كان مخطاً في حساباته، اذ أن الحاجة بهية اصبحت ناقمة على كل اقاربها ، والتي اعتقدت انهم السبب في موت ولدها الحبيب ..

    لهذه الاسباب ولحبها الى سلمى المخلصة ، فقد انحصر حبها بسلمى زوجة ولدها الغالي .

    ولما جاء نائل لخطبتها ، أصابتها الحيرة ، فهي في ريعان شبابها ولازالت جميلة ، وأن المتقدم لها شاب لطيف وصاحب مركز اجتماعي مرموق ( حاكم المنطقة )، اخذت تفكر، بهذا الموضوع ! ترفض أم تقبل ، كيف تترك ام زوجها العزيزة الطيبةوالشريكة لها في الاملاك والشركات،فكرت كثيراً، وتوصلت أخيراً الى رأي وهو أن تفاتح ام زوجها بهية، وتقنعها بان الشاب الذي تقدم لهارجل  أمين وصاحب اخلاق طيبة ،ويتمتع بسمعة حسنة وبأمكانه أن يكون رجل البيت الامين ، الذي يحافظ على البيت وعلى الاموال ويكون ولداً باراً للوالده و زوجاً طيباً لها ؛وبعد تفكير طويل ، اقتنعت بمفاتحة الحاحة بهية ،وما أن فتحت الموضوع معها ، وافقت على الفور ،وكانهاأم حنون لها ، تريد الى بنتها الخير والسرور ،

    اخبرت سلمى أخاها بالموافقة  على الزواج من نائل، وبدوره اخبر زوجته نرجس بالموافقة  الذي ابلغت  نائل  بالموافقة وحدد يوم الزواج ، وكان يوماً بهيجاً..

    فانتقل القاضي نائل الى بيت زوجته  سلمى، وعاش معها ، ومعهم الحاجة بهية ،

    ومرت الايام والاشهر والسنين وهم بسعادة تامة ، رزقوا بثلاثة اولاد ذكور، واحبوا جدتهم الحاجة بهية

    وكانت سعيدة بهم وهم سعداء بها؛

    وبعدة مدة تعرضت الحاجة الى مرض اقعدها الفراش، وقامت سلمى ونائل واولادهما برعاية الحجية، وسهروا الليالي من اجل خدمتها،الى أن وافتها المنية وانتقلت الى

    رحمة الله بذلك اليوم الاليم ، وعند اكمال مراسيم الوفاة والدفن ، وبعد مرور مدة عدة اشهر ، راجعوا المحاكم الخاصة بتصفية الأملاك ، فوجدوا ان الحاجة قد سجلت كل املاكها باسم اولاد سلمى ، لمحبتها لهم ، وعاشت سلمى بسعادة تامة هي واولادها وزوجها نائل ..

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة / بعنوان : (محاسن الصدف ونهاية الحب الصادق )..بقلم: محمد علي ابراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top