• اخر الاخبار

    الأربعاء، 1 مايو 2019

    أحزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : ظاهرة عسل الحب المر (2/3)

    أحزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : ظاهرة عسل الحب المر (2/3)

    نستكمل معكم الكتابة عن ظاهرة " عسل الحب المر" فقهر الإنفصال بين المحب والآخر ظهر كما كتبنا فى المقال الماضى بإنفصال "آدم عن حواء" وانفصال "الطفل عن أمه" فيما يعرف بـ"الفطام.
     وهناك نوع من سرقة الحب، نعرفه في المراهقين والشباب ورجال السياسة وكل منحى من ماحى الحياة، فعندما تكثر حركات الشخص أو يكثر من ادعاء "الهم"؛بمعنى أن يأتى ويدعى "القرف والهم والغم "ويفعل ذلك أمام محبوبته  استجلابا للاهتمام من شخص آخر واقع في حب آخر أو أخرى، ثم إذا نجحت اللعبة يتركز الاهتمام على هذا السارق للحب حتى تقع الفريسة في المصيدة..!!
       والمقصود بالسرقة هنا نقل المشاعر من شخص إلى آخر بالحيلة مع خبث الوسيلة والنية، لا بقصد تبادل المشاعر بل بقصد المنفعة المادية البحتة، الحب المدعى هنا بحد ذاته وسيلة لغاية مادية بحتة.
    فالحب كما بينه فروم “قدرة” فيوجد من هم قادرون على الحب أقوياء منفتحون على التوحد، ويوجد من هم عاجزون، والعاجزون كما بين أكرم زيدان، يعوضون عجزهم بالتعامل مع الحب كسلعة تشترى وتباع وتسرق بالمال… الصورة التي يقدمها إريك فروم أقرب إلى المحبة منها إلى الحب، بمعنى الحب التوحيدي الجامع الذي يصل البشر ببعضهم البعض ويحل مشكلة القلق الوجودي عندهم ويفسر معنى الحياة، وهذا النوع من الحب نخبوي إلى حد بعيد مرتبط بأمثال فروم من الحكماء والعلماء الإنسانيين، وقد خبرناه مع الأنبياء والمصلحين كطاقة جبارة في حنانها، تصل المنفصل وتجمع المتشتت، وتبلسم الجراحات النفسية، هذا المستوى من الحب مرتبط إلى حد بعيد بالوعي العميق وبالقدرة عليه، إنه طاقة منهمرة من الأقوياء بالروح رحمة لبني البشر.
     ولذلك أفضل أن أضع قدمي على الأرض، وأنا أبحث عن شكل من أشكال الحب الواقعي الذي يصلح غذاء لأمراض العصر في علاقات المرأة والرجل بالدرجة الأولى، فقد لا حظنا أن الحب السوي هو الوقاية من التفكك الأسري والعلاج لأمراض التربية وانحرافاتها ومن هنا أقول:  في الحب الواقعي يسير الاتصال مع الانفصال بشكل تكاملي بدل أن يكون الاتصال ضدا ونقيضا للانفصال، ما المقصود بهذا المعنى؟. لن يتضح المعنى إلا باستعراض نماذج شائعة من الحب فيها إسراف في الاتصال أو إسراف في الانفصال
    فيوجد الحب الاستحواذي ..  شكل مرضي من أشكال التعلق، وغيرة شرسة، ووساوس، ونوع من السلطة تمارس على الحبيب كي لا يبتعد ولا ينشغل ولا يغيب، فإذا غاب رن الهاتف وإذا حضر حوصر بالذراعين، وفى السياسة "الميديا ووسائل الإتصال " لا تنقطع .. حب يكتم الأنفاس ويحول المحبوب إلى شيء مملوك بالكامل،
    والواقع أن هذا الحب المرضى يخفي قلقا عميقا من الانفصال، وضعفا شديدا للثقة بالنفس، ويؤدي في نهاية المطاف بحسب قوة شخصية المحبوب السجين، إما إلى الهروب والإنعتاق الفعلي أو إلى نوع من الرياء والمداراة على حساب المشاعر الحقيقية..اعتقد كلامى مفهوم .
     فعندما ينقطع الأوكسجين عن مشاعر المحبوب تختنق هذه المشاعر وتموت وتستبدل بنفور علني أو بطلاق نفسي، وهكذا يتحول التوق المرضي إلى امتلاك الحبيب إلى مأساة. يحدث هذا الأمر بشكل درامي عندما يكون أحد الشخصين مازوخيا، لايجد لنفسه وجودا بدون الآخر ويصل أحيانا إلى حد التلذذ بالعذاب الذي يلاقيه من حبيبه.
    وهذه المازوخية قد تلتقي بنزعة سادية لدى الآخر فنكون أمام مشهد جنوني يرتبط فيه الحب بفن التعذيب إذا تذكرنا أن السادي يتلذذ بتعذيب الآخرين. هذا من الناحية النفسية.
     ومن الناحية الفكرية لا يعدو هذا الحب أن يكون شكلا من أشكال الخلط المفهومي بين الحب التبادلي والتملك، فالحب التبادلي هو من الأساس ميل واختيار وتكامل وشوق وطلب.. وأيضا حرية يعني أن المحب يشعر بان ذاته تطلب الآخر بدوافع متحررة من القمع والدفع والإكراه، وإذا تحول الحب إلى واجب وفرض فإنه ينتهي حبرا على ورق.
    وللحديث بقية
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أحزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : ظاهرة عسل الحب المر (2/3) Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top