أي من أوسلو إلى المنامة، ففي 1993م تم توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم القائم على مبدأ ( الأرض مقابل السلام )، هذا المفهوم منح مساحة من الأمل لبعض الفلسطينيين لقيام كيان فلسطيني على الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 1967، نتيجةً للترويج الإعلامي المحلي و الإقليمي و الدولي، و رغماً من هذا الاتفاق الذي تم تحت مظلة الرباعية الدولية (الاتحاد الأوروبي و روسيا و أمريكا و الأمم المتحدة)، فلقد ضرب الكيان الصهيوني - بدعم من الإمبريالية- عرض الحائط بما تم الاتفاق عليه، و شرعت بقضم المناطق C ونشرت فيها مستوطناتها و قامت بضم القدس و اعتراف أمريكا بها كعاصمة موحدة لإسرائيل و تلا ذلك نقل سفارتها إليها، علمًا بان الشعب الفلسطيني وافق على مضض على اتفاق أوسلو، و الاعتراف بوجود الكيان الصهيوني على 80% من الأراضي الفلسطينية، و قبل بقيام كيانه على 20% ( الأراضي المحتلة لعام 1967).
و بالرغم من هذا كله، رفض الكيان الصهيوني رفضًا مطلقًا قيام دولة فلسطينية حتى على ما تبقى من أراضي في الضفة الفلسطينية و قطاع غزة، بل و قام الكيان بتغذية الخلاف بين الفرقاء الفلسطينيين( الضفة و غزة) معتبراً أن هذا الخلاف و الانقسام بين طرفي الوطن الموهوم لمصلحة الكيان الصهيوني.
و نلاحظ المراوغة الصهيونية الإمبريالية بقيادة أمريكا؛ للتملص من تنفيذ أيٍّ من بنود أوسلو من تاريخ توقيع الاتفاقية حتى هذا اليوم.
و المفاوضات أو عدمها ما زالت تراوح مكانها، مع استمرارية القضم و التهويد للأراضي الفلسطينية و تشريد أهلها من مواطنهم و لم تحرك الرباعية الدولية ساكنًا.
و ما تفتق به العقل الإمبريالي الصهيوني الرجعي الأعرابي في آخر المطاف، القيام بدعوات موجهة لعقد مؤتمر تصفوي لما تبقى من القضية الفلسطينية تحت شعار السلام مقابل الازدهار؛ لكي يستكين الشعب الفلسطيني و يسلم بالأمر الواقع و يتحول لعبيد للكيان الصهيوني، كما يعلِّم متطرفوهم أمثال الحاخام أليعزر كشتييل، حينما قال إن «الأسياد هم اليهود والعبيد هم العرب»، وأضاف: «من الأفضل لهم أن يكونوا عبيداً لدى اليهود، وهم سعداء في أن يكون عبيداً، لقد ألغوا العبودية من ناحية قانونية، وبسبب ذلك لدينا خلل، لكن بإذن الله، ستعود العبودية». ( نظرة نازية)، فقمة الانحطاط السياسي لدى الإمبريالية الصهيونية و الرجعيين الأعراب أن يتم احتضان مؤتمر المنامة الذي يعتبر أن القضية الفلسطينية قضية مجموعات من العبيد الجياع، مرحبين بالكاوبوي الأمريكي الذي اعتبر بالقدس كاملة عاصمة أبدية للكيان الصهيوني و مقدّم هدية أخرى بالاعتراف بأن الجولان إسرائيلية، فماذا تبقى يا أعراب الردى؟ يا أعراب الخيانة و التطبيع ؟
فالشعب الفلسطيني بكل توجهاته السياسية و الفكرية أسقط و سيسقط كل المؤامرات و مراهنات الإمبريالية – الصهيونية – المطبعين العرب، بدءاً من مشروع توطين اللاجئين في 1955م في سيناء مرورًا بكافة المشاريع التصفوية وصولًا إلى مؤتمر المنامة، و ستظل فلسطين من رأس الناقورة شمالًا و حتى العقبة جنوباً، و من نهر الأردن شرقًا و حتى البحر المتوسط غربًا كعبةً يشد لها الرحال ليس للفلسطينيين فقط و إنما لكل أحرار العالم و ثواره.
27-05-2019
0 comments:
إرسال تعليق