على ملَّة واحدة أينما
تَوَاجَدُوا ، لتلبية تعاليم صهاينة إسرائيل تَوَحَّدُوا ، مهما توسَّلوا الأعذار
خارج ذاك المَسار إخلاصهم للتنكيل بالفلسطينيين خاصة والعرب المسلمين عامة كل صباح
جَدَّدُوا ، وعلى المُضي قُدماً خلف تكريس مؤسساتهم العسكرية المزيد من الوسائل
الهمجية البعيدة عن أخلاقيات الجيوش المنظمة
عبر المعمور وصولاً لهدفهم اللاَّمشروع علناً وسراً تَوَعَّدُوا ، هبوا
فُراداً أو جماعات على دفعات للاتصال
المكثف فيما بينهم داخل أقطار أوربا على وجه التحديد وفق برنامج لنقطه الثلاث
حَدَّدُوا ، التبرُّع بالأموال و ومحاربة الآراء المعارضة و الانضمام لجيش الدفاع
الإسرائيلي متى دعت الضرورة ذلك ولأشياء فرعيَّة أُخرى عَمَدُوا ، جاعلين مِن
بروكسيل عاصمة المملكة البلجيكية محطَّةَ تجميعِ محاصيل التخصُّصات الثلاث
لإلحاقها بتل أبيب ولمثيلاتها على مراحل متقاربة أَوْجَدُوا ، ومهما لقوا من
صعوبات استثنائية لأبسطِها صُعوداً لأصعبِها أَعْدَمُوا ، إذ مِن بينهم المدرَّبين
للتعامل مع كل مستجد بما يلزم حتى إذا حصل وشاع بين الأوساط شأنه تظاهروا بكونهم
عن بشاعته طالما بتواجد العرب نَدَّدُوا ، فلهم من البراعة ما يجعلون به بعض عرب
تلك الديار الأوربية يتحملون مسؤولية كل انحراف عن القوانين المحلية وواجب أن
يُطرَدُوا ، أنها معارك جانبية يصطنعها اليهود المدفوعين عن قصد للتنغيص على كل
متعاطف مع القضية الفلسطينية وأحياناً لضربات الغدر لهؤلاء الأبرياء سَدَّدُوا ،
فما استكانوا بوجهين يختلطون بأهالي دول غربية جلها غير متعمِّقة في معرفة أساس
قصية الصراع المركَّبَّة عليها حرب إبادة تمارسها إسرائيل لمسح فلسطين الدولة
والأمة من جغرافية المنطقة ولا لهؤلاء الأهالي في تدخلاتهم السياسية العادية على
لب الحقيقة اعْتَمَدُوا ، فقط قشور متداوَلة جعلها اليهود المعنيين عناوين مرفوعة
أكانت للتظاهر في بعض الساحات في أوقات محدَّدة بترخيص رسمي أو حوارات لاقامتها
بَادَرُوا .
الفرق متباين لدرجات فارضة نفسها
بغير أدنى شك ، بين وسيلتين أعتمد أحداهما بعض العرب المقيمين في أوروبا ، والأخرى
جعلها اليهود مَقصد اجتهادهم خدمة انتسابهم العضوي الحميم لإسرائيل ، العبرة ليست
في تقوية الضجيج والتناوب على مكبرات الصوت انطلاقاَ من منصات أو منابر معينة
وينتهي الأمر ، بل المهم في استخلاص ما يُشترَى بواسطته السلاح أو تطعيم الاقتصاد
الحربي الإسرائيلي ، وتلك مهمة التمس اليهود بلورتها بما لا يشكل تكرارها عائقاً
لا يُحتمل ، بعبارة أصح هناك ضريبة سرية تُستخلص بانتظام منظَّم من كل يهودي حسب طاقته ووضعيته المادية ، أموال
ضخمة تصبُّ في الخزينة الصهيونية تحت تسمية تحقيق دولة إسرائيل الكبرى ، مبالغ
تُقدَّر بالمليارات من الدولارات صادرة عن أشخاص يهود لهم في أوربا عامة ودول
بلجيكا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واسبانيا وسويسرا والنمسا تحديداً السند المالي
والاقتصادي الهائل الذي جعلت منه استثماراً يغذّى جزءا مما تعتبره إسرائيل حق
أبنائها في تأسيس دولتهم السابحة وسط بحر من المخاطر المعروفة لدى الجميع ، بل
والمُروَّج لها لتعود بالنفع العميم لتشبيهها
بالمنشار الصاعد وهو يأكل و النازل وهو يأكل ، بقاسم مشترك هو الأكل
المُطابق على إسرائيل وجشعها مهما كان المجال .
بالنسبة لليهود الاعتماد على الولايات
المتحدة الأمريكية يأتي في الدرجة الثالثة وليست الأولى المرتبطة بسلسلة من
الاجتهادات الذاتية المحوِّلة المكر الدفين والتحايل المتين والنفاق اللعين
المُباع نتاجه في سوق الباحثين عن النجاحات المجانية بالاستحواذ على حقوق الغير
بطرق شيطانية ولو دام مفعولها لفترة وجيزة ، ثم في الدرجة الثانية تَقَرُّباً من
الطبقة الحاكمة لتقديم خدمات مُغرية قائمة على استغلال الباحثين عن تغطية
تجاوزاتهم بالتشارك في صفقات مريبة كالحاصل بين جماعات من اليهود وحكام دويلات
خليجية تخص استثمارات طالت مرافق إستراتيجية متعددة قائمة بين دول عربية تظن أنها
تتعامل مع شقيقات عربيات لدولهم ، فإذا بتلك الدويلات مجرَّد واجهة لما خلفها من
عقول يهودية لها يد مع الموساد خدمة للصهاينة
ومخططاتهم المستقبلية ، المتصورة بتنفيذها الوصول لتحقيق الدولة الإسرائيلية
الممتدة من نهر الفرات إلى نهر النيل ، بعدها تأتي في الدرجة الثالثة الولايات
المتحدة الأمريكية للتمتع بحصانة سياسية تجعلها طليقة تصرفات الغرض منها الحصول على تعويضات أكانت سلاحا أو مساندة
مباشرة مقابل الاشتغال بالحفاظ على المصالح الأمريكية أينما تواجدت ، وبخاصة في
عالم العرب الممتد من المحيط إلى الخليج ولو أدى بها الأمر إلى مواجهات قتالية ،
وحربها على لبنان خير مثال على ذلك ما دام الغرض
منها الضرب بقوة لاستئصال كل تابع لإيران حزباً مسلحاً كان أو جماعات قائمة
أساساً في العراق أو أمكنة أخرى منها سوريا .
اليهود عقلهم على ثلاث دولٍ ، وما
شغلتم مخاطر الحرب التي يخوضونها على أرض فلسطين ولبنان لتجميد رغبتهم الانتقال
للاهتمام داخل تلك الدول الجاعلين منها خلفية توسُّعهم وفق تخطيط أساسه إقامة فتن
سطحية للتغلغل جوهرياً لحين الانقضاض كأصحاب حق تاريخي ، يجعل من العراق ومصر
والمغرب مراكز العودة لماضيهم اعتماداً على قوة امتلاك القدرات الاقتصادية
والمالية أكانت استثمارات لها وسطاء ضبطوا أمورها من جنس العرب ، أو تهييج فعاليات
من بعض أحزاب سياسية وكذا جمعيات
محسوبة وفق ابتكارهم "الحداثي" كأسماء
دخيلة لا علاقة لها أصلا بلغة الضاد على
المجتمعات المدنية ، المحاولة ابتدأت في مصر لتعيش ما تراه اليوم من أزمة اقتصادية
تكاد تخنقها ، نظام الحكم هناك على بينة من الأمر لكن الوقت دهمه ليعاني مرارة
المتروك منزوياً ينتظر الفرج عسى يستطيع الحصول على دعم يواجه به المطلوب ، وإن
كان اليهود وقفوا سَداً منيعاً حيال ذاك الفَرَج انتظاراً لانفجار بركان غضب الشعب
ليتسللوا حكاماً تقتضيهم المرحلة الهدف المُغلَّفة بالمذكور عن اليهود آنفاً . العراق
تورَّط مَن تورط فيه ذاك المتحرِّك على حبلي إيران وإسرائيل منتظراً الفائز
المُطلق بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية المهيمنة الحقيقية على حكام العراق
جميعهم ، وليست إيران بعدما باعت نصيبها من الهيمنة مترقِبَّة التوصُّل بالثمن وهناك مِن الشيعة
العراقيين قلباً وقالباً المدركين ليست الحقيقة وحسب بل أسرارها أيضا ، وقد ظنوا
في وقت سابق أن العقيدة المشتركة بينهم وإيران ستكون حافراً لتحقيق العراق كما
يترجاه من استقلال حقيقي ، لكنهم فطنوا مِن مدة أن إيران عقيدتها كامنة في مصلحتها
، فكان خيارها النهائي التخلص التدريجي من ذراعيها العراقي واللبناني لفائدة علاقة
تُنَظَّمُ في شأنها محادثات خفيَّة مع إسرائيل لوضعِ نقطةِ على حرف الحاء لتنقلب
تلك الكلمة التي توسَّطت شعارات وَليِّ "قم" الفقيه رأساً على عقب ، حيث
حوَّلها الزمان لافتراءات الغرض منها تحقيق دولة الفُرس أمنيتها في امتلاك القنبلة
النووية ، أما المملكة المغربية ارتباطاً بنفس الموضوع ... (يتبع)
**كاتب المقال
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير
العالمي
لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا
سفير السلام العالمي
0 comments:
إرسال تعليق