سألت المذيعة رجل الأعمال طلال أبو غزاله كم يبلغ رصيدك وماهي نوع السيارة التي تركبها فحدثها بكلام من القلب قال لها عندما أراد أحدهم مشاركتي تم تقييم اسمي مابين ٣ إلي ٥ مليار دولار مع أني لا أملك دولارا واحدا في احد البنوك. نعم ا٠متلك الشركات والفكرة والحمد لله تدر عائدا لابأس به عبارة عن رواتب للعاملين وماتبقى نضخه في رأس المال للاستثمار والتنمية.. أما عن سيارتي فهي قديمة وتخضع للصيانة فهي موديل ٢٠١٠ تقريبا.
أما عن البهرجة والمباهاة.. فلا
اعرفها فأنا لا امتلك طيارة خاصة وأتناول طعامي في المطاعم العادية..هكذا تكلم
نموذج رجل الأعمال الناجح وعاد بنا إلى زمن رجال الأعمال النبلاء ورحم الله الراحل
/سيد جلال مؤسس مستشفى باب الشعرية بالقاهرة ونائب مجلس الأمة والشعب لسنوات. فقد
كان نموذجا فريدا في العطاء
وعلى وتيرته كان الحاج /محمود
العربي صاحب ومؤسس شركه توشيبا العربي والذي رحل منذ سنوات قليلة إلا انه يظل الأيقونة
في عالم المال وخدمه الناس.
رحلة كفاح وجهاد ونضال هي ملخص
مسيرة الراحل النبيل الحاج محمود العربي
صاحب شركات توشيبا العربي منذ صغره كان يعلم أن الحديد لايفله الا الحديد فجاهد
وثابر وصبر المؤكد أنه عاني الأمرين وتعثر كثيرا إلا انه كان يمتلك ارادة فولاذية
وعزيمة لايعرفها الا الرجال أمثال الراحل الكريم يجب أن تخضع مسيرتهم للفحص والتحليل
والدراسة المتأنية وفي تقديري أن أحد أسباب نجاح الرجل أنه أبتعد عن المعتركات السياسية
ولم يقف في أحد خنادقها لذا حقق مايريده لنفسه والعاملين معه .
كان يري ان العامل شريك وكان
يتعامل معه بالقول والفعل علي هذا الأساس كل العاملين معه كانوا ومازالوا شركاء
نعم . لم نسمع مرة انه أكل عرق أحدهم أو شرد عاملا لم يحدث أبدا . وكانت الثمرة
نجاح منقطع النظير ومصداقية لاتحدث جزافا لكل المنتجات . مسيرة الحاج محمود العربي
صاحب العطاء الممتد لعدة قرون درس عملي لشبابنا الذين مازالوا يحلمون بالوظيفة
الميري التي تؤخر ولاتقدم جديدا فالعمل الحر والسعي في مناكب الأرض يظل هو الطريق
الأمن والمستقر .
الأنبياء جميعا كانوا أصحاب مهن حرة ورسولنا
محمد صلي الله عليه وسلم كان راعيا للغنم وتاجر في مال السيدة خديجة رضي الله
تعالي عنها وأرضاها . وتسعة أعشار الرزق في التجارة الحلال .
نجح الراحل الكريم في تجارته لأنه كان صادقا مع
نفسه ومع الآخرين وكان قريبا من ربه كان يعطي وكان لله في ماله حقوق . كم من القلوب
أسعدها الرجل وخفف عنها وكم من المكلومين قصدوه ففتحت لهم الأبواب . علي مسيرة
الراحل سيد جلال سار الرجل فكانت الفيوضات والمنح التي منحت له .كان تاجرا أمينا
وصدوقا ونموذجا فريدا في فتح الآلاف البيوت سيظل الراحل الكريم أنموذجا في العطاء
بكل أنواعه ومثالا يحتذي به في بناء الإنسان لنفسه وإدخال السرور علي الناس مهما
اختلفت مشاربهم . رحم الله الرجل العصامي النبيل اللهم أمين ..
**كاتب المقال
*كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق