إعداد / أ.د. أحلام الحسن ..رئيس القسم الثقافي
الحلقة (1)
" عجباً ومالي لا أعجب ، من
شراذم عرب ، تختلف حُججهم حتى في دينهم ، لا يقتفون أثر النبي صلى الله عليه وآله
، ولا يعتدّون بعمل ولي ، ولا يؤمنون بغيب ، ولا يعفون عن عيب ، المعروف عند
حكامهم ما يمسك الحكم ، ولا يسمح عندهم بصدق الكلم ، إلا من الله رحم ، والمنكر
عندهم ما أنكروا ، والقول ما قالوا ، يجمعون العسكر من شعوبهم يضربون بها شعوبهم ،*كلّ
امرىء منهم إمام نفسه ، فتن كقطع الليل المظلم ،*تأتيهم مزمومة مرحولة ، فيبتلى
بعضهم بالموت الأحمر وبعضهم بالجوع الأغبر ، وثلث بزيت أسود لا يحسر ، ويظهر شر
نسل لا سقاهم الله المطر ، فطوبى*يومئذ لذي قلب سليم أطاع من يهديه ، وتجنٌب
مايرديه ، حتى يخرج صحابي من مصر يريد القدس ، يمهد للمهدي ، قد سبقه ظهور المهدي
على الأفواه ، برجال علمٍ يعلّمون الناس مالم يعلموا ، يظهرون خبىء العلامات لمن
جهلوا ، يقيم الله بهم الحجة على من قرأوا وكان لهم آذان تسمع وما سمعوا ) .*
( و اعلموا أنّ الله تبارك وتعالى
يبغض من عباده المجّادل بالباطل ، والجاهل الذي لا يتعلّم ولا يحاول ، ويبغض
المتلوّن ، وكاتم الحق وهو يعلم ، فلا تزولوا عن الحق ، وولاية أهل الحق ، فإنّه
من استبدل بنا هلك ، ومن اتّبع أثرنا لحق ، ومن سلك غير طريقنا غرق ، وإنّ لمحبينا
أفواجاً من رحمة الله ، وإنّ لمبغضينا أفواجاً من عذاب الله ، طريقنا القصد ، وفي
أمرنا الرشد ، لا يضل من اتّبعنا ، و لا يهتدي من أنكرنا ،
ولا ينجوا من أعان علينا ، ولا من
أعان عدونا ، فحذّروا الناس ، لا تخلفوا عنا لمطمع دنيا بحطام زائل عنكم ، وأنتم
تزولون عنه ، فإنّه من آثر الدنيا علينا عظمت حسرته ، وقال مع من قال: { يا حسرتي
على ما فرّطت في جنب الله } وخوّفهم الله : انتبهوا من رقدتكم ، فقد انقضت فترتكم
، أما ترون إلى دينكم يبلى ، وأنتم في غفلة الدنيا ، قال الله عزّ ذكره : { و لا
تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثمّ لا تنصرون
} . سورة هود :113 ."
ا===============
المصدر : كتاب الجفر الأعظم
للأمام علي إبن أبي طالب
مؤسسة التاريخ العربي للطباعة
والنشر والتوزيع
جمع : السيد علي عاشور العاملي
ص 5-6
0 comments:
إرسال تعليق