• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 9 يوليو 2024

    قصة قصيرة ..سلمى والأمير..بقلم: الأميرة شليمار عبد المنعم الروبي

     




    سلمى إبنة الثامنة عشر عاما، إبنة الحاج أحمد الذى يعمل بوسطجى بالبريد المصرى، وليلى أُمها  ربة منزل،، وهي إبنة على ولدين سامى ويوسف طالبان بالمرحلة الإعدادية ،، كانت سلمى تقيم بحدائق القبة بالقاهرة وقد أعطاها الله عز وجل من الجمال بقدر ٍعالى،، فكانت بيضاء وعينيها واسعتين بُنيتين ورموشها طويلة  مكحلتين كحل ربانى،، بهما شقاوة ودفء وحنان  ولها شفتان عندما تتكلم تأخذك من روحك لعالم آخر،، وعودها  ملفوف ،، وقد حصلت على الثانوية العامة بمجموع كبير،، وكانت تحلم أن تدخل كلية الطب لكن الظروف حالت بين ذلك لأن الكلية تحتاج مصاريف كبيرة وأبيها ليس معه،، وفي يوم من الأيام كانت سلمى تتمشى كعادتها  بعد أن صلت الفجر لتتنفس هواء نقى وفى تلك الأثناء رأت قصر كبير لأول مرة  وشكله جميل بالقرب من منزلهم  وأخذها الفضول لتعرف ما بداخله  أهل هم  بشر مثلهم  أم ماذا،، وتصنعت سلمى الإغماء أمام القصر،، وكان على باب القصر إثنين عساكر يتناوبوا لحماية من بالقصر،، وفى ذلك الوقت كان محمود العسكرى يسلم ورديته لعلى زميله وحدث إغماء سلمى أمام القصر،، وأسرعا الإثنين عليها وأخذا يطرقان على باب القصر الداخلى،، وكان  أصحاب القصر كعادتهم يؤدون صلاة الفجر حاضر ويقرأون ماتيسر لهم من القرآن،، وفتح لهما أمير إسمه  عبدالمحسن وهو شاب وسيم تطيب روح من تراه و عينيه زرقاوتان،، أبيض اللون وجسده رياضى،، وقد قاما العساكر محمود وعلى بقص  ما حدث للأمير،، وطلب منهما الأمير عبد المحسن  إدخالها للداخل وأحضر  لها عطر وماء ورش عليها حتى أن فتحت عينيها لتأخذه من نفسه لدنيا تانية وتحس هى  بسهام تفتك قلبها دون إنذار،، وأحس هو بكل المشاعر الفياضة وكأنه كان ينتظرها مُنذ أن  وُلد،، حتى كاد أن يضمها،، وتعرفا الإثنان،، وقالت له أن إسمُها سلمى وسألها ما الذى يجعلكى تخرجين فى ذلك الوقت،، فقالت له أنا معتادة أصلى الفجر وأخرج للتمشيه لأستنشق هواءا نقيا وتركها تتكلم وهو مسلوب الإرادة،، يشده جمالها الربانى وجسمها الجميل الملفوف وأُنوثتها الفياضة وحوارها العذب الطفولى،، وعرف الأمير  عبد المحسن عنها كل شئ،، وحكى لها إنه أمير من أمراء المغرب جاء إلى مصر هرباً من ملك المغرب هو وأخواته مريم ورقيه وعبد الكريم وعبد السلام وعبد الله والده الأمير  عبد القادر ووالدتهم الأميرة محسنة،، وقد إستنجدوا بالرئيس جمال عبد الناصر الذى رحب بهم بعد أن شاهد  مايثبت أهليتهم،، وقام بتسكينهم بذلك القصر دون مقابل،، وفى تلك الأثناء إستأذنت سلمى للخروج حتى ترجع لمنزلها،، وطلب مرافقتها ولكنها رفضت خوفاً من أهلها،، ورجعت سلمى وقلبها كاد يخرج من صدرها.

    وفي اليوم التالى خرجت سلمى. كعادتها وتعمدت أن تمشى فى إتجاه القصر وإذ بها تجد الأمير عبد المحسن منتظرُها أمام القصر ليراها حتى يُشبع روحه وإحساسه منها وكأنها خُلقت ليعشقها،، وبالفعل تقابلا وكانت أكثر جمالاً واشراقاً وعذوبة،، كانت متألقة وكل مابها عَشِقَ ذلك الأمير الوسيم،، ليس لكونه أمير بل لأن به رجولة ووسامة وإحساس عالى،، ومرت الأيام  وهما يلتقيان  ويزداد عشقهما ولم تسأله  ماذا يعمل حتى لا يظن شيئا،، ولكنه قال لها لابد أن أعمل بشهادتى حتى نتزوج،، وفى تلك الأثناء  سألته عن شهادته فقال لها انا طبيب،، فقالت له أنا معى الثانوية العامة بدرجات تدخلنى طب لكن ظروف أبى لم تجعلنى أكمل،، فقال لها بإذن الله سأجعلك تكملىن دراستك ،، وبالفعل توجه للرئيس جمال عبد الناصر الذى ساعده بالعمل فى إحدى المستشفيات الراقية،، وبالفعل طلب من أهله أن يذهبوا معه لطلب يد سلمى ولكنهم رفضوا لأنها ليست من السلالة الملكية،، وتردد والد سلمى بالموافقة خوفاً أن يتركها بسبب رفض أهله بعد الزواج ،، ولكنه وافق بسبب إصرار إبنته للزواج منه ،، وتزوجها  وأحضر لها شقة بالإيجار،، وحاولت أُسرته بالتفريق بينهما لكن دون جدوى…وفى يوم من الأيام طلب منه أبيه أن يحضر لأمر هام،، وذهب له عبد المحسن وطلب منه السفر للمغرب لمعرفة ما يحدث هناك فى أملاكهم ووافق عبد المحسن وفى تلك الأثناء طلب منه أبيه أن يعمل له توكيل عام حتى عندما تضع زوجته يستطيع تسجيل المولود،، فوافق وأوصاه علي زوجته ومن ببطنها وسافر،، وفي نفس اللحظة ذهب إليها الأمير عبد القادر والد زوجها الأمير عبد المحسن وطلب منها ترك الشقة وأن زوجها عمل له توكيل ليطلقها به ولم تصدق  ولكنها تركت له المنزل خوفاً على طفلها الذى لم يولد ،، ولم تذهب لأهلها لأنهم نصحوها وهى لم تستمع لهم،، فذهبت لمحل الذهب وباعت كل ما تملكه من الذهب الذى قدمه لها زوجها،،، وأخذت شقة صغيرة ووضعت. بها كل ما تحتاجه وبدأت تبحث عن عمل وبالفعل  وجدت فى مصنع لتفصيل الملابس وكانت هوايتها التفصيل والتطريز وانتقلت من مصنع لأخر حتى أتقنت المهنة،، وكونت منها مبالغ كبيرة وفتحت أتيليه وقامت بتصميم الملابس  لجميع الطبقات الراقية  وظهر أُسمها وقد لمع فى عالم الموضة والتصميم،، وفى لحظة أحست بألم وذهبت للطبيب الذى أبلغها بأنه جاء موعد الولادة،، وأنجبت سلمى بنت مثل القمر واخده كل صفات أُمها إلا لون عينها أخذت لون عين أبيها قد أسمتها محسنة القلوب،، وعندما أصبح عمر محسنة  سنة،، قررت سلمى الذهاب للمغرب والبحث عن عشق روحها نعم زوجها،، وقد بحثت عنه فى كل مكان بالمغرب حتى عرفت أن والده الذى أخبرهم بمجيئه  ليسجنوه حتى لا يرجع لزوجته،، ولكن من كثرة حُسن سلمى وإبنته محسنة القلوب،، استغلت  سلمي جمالها  وأموالها ،، حتى  وصلت للملك نعم الملك محمد ملك المغرب،، و تحاورت معه بكل الود والإحترام وقصت عليه قصة كيف طلقوها أهل زوجها  بتوكيل، وفي تلك الأثناء أحضر الملك نعم الملك  محمد ملك المغرب شيخ من شيوخ الفتوى لأخذ رأيه عما اذا كان الطلاق باطل أم سليم،، فأفاده الشيخ وقال له أنه باطل وفى تلك الأثناء أُغرم  الملك محمد بسلمى ووقع  بغرامها وكاد يفتك بزوجها ولكنه إحترم فيها عشقها وأصالتها وتمسكها به رغم ما حدث من أهله لها،، وقام بإخراج الأميرعبد المحسن لها من الحبس  والذى لم يصدق أن زوجته  هي من أخرجته من الحبس،، وقد أحس عند رؤيتها بأن روحه ردت له بمجيئها هى وإبنته.

    وأنعم الملك على سلمى ومحسنة القلوب بتاج الأُمراء،،  وطلب منها أن تعيش بالمغرب ولكن سلمى قالت

    بإذن الله نحضر زائرين وليس مواطنين ،، فروحى متعلقه بمصر وطنى،، وقد خصص لهم الملك طائرة يستقلوها للرجوع  لمصر.

    ونرجع للقاهرة،، لمنطقة حدائق القبة التي عاشت فيها سلمى بعد أن طردوها أهل الأمير عبد المحسن من شقتها  وطلقوها منه بالتوكيل وهى حامل،، ونرجع لوالده الذي  فوجئ بإن إبنه  دخل عليه ومعه زوجته و إبنته،، وأنه صحح بدفاتر الطلاق،، وكادو أن يسجنوا  والده الأمير عبد القادر،، لولا رئيس الجمهوريه،، جمال عبد الناصر الذى أنقذه وأيضا  تنازل سلمى والأمير عبد المحسن عن الواقعة وأستمرت سلمى بعالم الموضة حتى اصبحت سيرتها تصل لجميع أنحاء العالم وظلت ملكة على قلب الأمير عبد المحسن ،، وقد أكرمه الله بيوسف وياسين،، وكبرت محسنة القلوب عشق أبيها وأصبحت طبيبة،، ووصل يوسف للمرحلة الثانوية وياسين في المرحلة الاعدادية،، و أصبحوا أشهر أسرة أتت من الدول العربية ولهم جنسيتين مصرية ومغربية،، فرحم الله رجل كان يحمى جميع

    البشر،، كل من آتى إليه  وطلب منه الرعاية والحماية،، قريب أو من بلد شقيق زائرا أو مستجيرا


    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة ..سلمى والأمير..بقلم: الأميرة شليمار عبد المنعم الروبي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top