تمر علينا كبشر ظروف بعضها قاس جدا ، يجعلنا نبكي من شدة تأثرنا بها ونصرخ من أعماقنا معاتبين الرب لماذا ياالله ...!! لماذا يحدث لنا ذلك ...!! لماذا نحن وليس غيرنا ...؟ لما يعيش البعض ممن لايستحق حياة جميلة وهانئة ومترفة ونحن ممن نخافك ونعرف حلالك من حرامك تقسو الحياة علينا وأنت مالك الملك بإمكانك أن تقول للشيء كن فيكون ...
لما من لا يخشاك ويحرم حلالك ويحلل حرامك نرى الحياة
مقبلة عليه وفاتحة ذراعيها له ... لما الشريف والمؤمن مبتلى حتى برزقه الحلال ...لما
نلتفت حولنا أحيانا لانجد ما نتصدق به لسائل شاهد الإحراج بمحيانا فسحب نفسه دون
أن يطيل الوقوف تفاديا لأحراجنا...لما ندرس ونجتهد ونسهر الليالي لنحصل على درجة
التفوق على أقراننا بمجهودنا وفي قاعة
الإمتحان يأتي أحد المراقبين ليسرق جهدنا وينقل إجاباتنا إلى أحد معارفه ليأخذ
جهدنا وتعبنا دون وازع ضمير ...، لما نقضي حياتنا في خدمة بلدنا والدفاع عنه ثم نحال على التقاعد ونحن بكامل قوتنا وصحتنا
لتركن خبراتنا وتاريخنا جانبا ويتم تعيين من هم لايملكون الخبرة كمستشاريين وبمواقع
مهمة ..
لما يارب لانملك متر في بلدنا وغيرنا يملك في العراق
وعواصم الدول الأخرى....، لما يارب أقضي ٤٠ عاما في خدمة بلدي وأخرج محملا
بالأمراض المزمنة وراتب لايكفي للعلاج وغيري يخدم أربع سنوات خدمة غير فعلية ويخرج
براتب قدره ست ملايين دينار شهريا ماعدا الحوافز ...
لما يارب فأنا أحمل قلم نظيف ولم ألطخه يوما ولم يكن
مأجورا سوى لكلمة الحق، وغيري يكتب لمن يدفع ويتملق لهذا وذاك فيتم تكريمه ومنحه
الأمتيازات وطبع إصداراته على حساب الدولة ويمنح هوية أنتساب، وأنا أتفرج ..لما
يارب أقضي عمري بكتابة أجمل النصوص وأروع قصص المسلسلات الواقعية والهادفة وفي
النهاية تركن جانبا ليتم اختيار النصوص الهابطة والتفاخر بها وأحيانا يتم
استيرادها من كتاب دول أخرى بحجة عدم وجود نصوص جيدة ...،
لما يارب اقضي عمري بزراعة أرضي واتحمل كل الظروف الصعبة
وعندما يجنى المحصول يتم أغراق الأسواق بالمحاصيل المستوردة ويذهب تعبي هباءا
منثورا بل لايسد قيمة البذور ...، لما يارب أصون بيتي في غياب زوجي وحضوره وأربي
ابنائي بحيث يفتخر بهم الناس ويكون جزائي زوجة ثانية تماشي الموضة وتعيد له الشباب
لما يارب أتقيك في لقمة العيش الحلال وأخلص بعملي بتدريس
التلاميذ طوال العام الدراسي وبشهادة القاصي والدان وحين يأتي وقت النتائج انصدم
بأن تلاميذي لم يحصلوا على درجات جيدة ونسبتي ضعيفة أسوة باقراني ممن لم يلمسوا
المنهاج ولم يبذلوا نصف جهدي بل أعتمدوا على الواسطات ...أين العدل يارب لما ..ولما
...ولما ...نرددها كثيرا دون حساب وكل شخص منا يأخذ السيناريو الذي يناسبه مما
ذكرت، ولكن لوكنا نعلم أن ماعند الله خير
وأعظم وأنه ابتلاءنا في الدنيا ليزيل عنا مخاطر كبيرة هو وحده سبحانه يعلمها وخير دليل قصة سيدنا موسى ع
مع سيدنا الخضر ع وهو نبي لم يستطع الصمود على مالم يحط به علما فكيف نحن البشر
العاديين ...
كلما ضاقت الدنيا علينا بالاستغفار فهو الوسيلة الوحيدة
لتغير الاقدار ونحمد الله ونشكره على كل حال لا اعتراض على احكامه فهو الكبير ذو
الجلال والإكرام
وكلما ضاقت بنا سبل الحياة لنتذكر مايعانيه اخوتنا في
المخيمات التي تفتقد لأبسط سبل العيش الكريم ولنحمد الله ونشكره على نعمه فمن رائ
مصائب الناس هانت بعينه مصيبته..نحن نعيش في زمن اختلاط الأوراق وانعدام القيم
والمبادئ الإنسانية الا ما رحم ربي لذا
علينا التماسك والصمود أمام هذة الرياح العاتية ومقاومتها بالصبر والدعاء والتعاون
والتكاتف فيما بيننا ونصرة بعضنا للاخر ومساندته كلا حسب استطاعته وقدرته، ولنا رب مطلع على الأحوال وهو الرحيم بعباده
سبحانك اللهم وبحمدك بعدد خلقك وزنت عرشك لانعرف
ماكتبته لنا من خير فالحمدلله والشكر لله
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الاخيار الأطهار
0 comments:
إرسال تعليق