—-١—
(
الانسان كائن يعيش حياته معنياً بمعاينة التاريخ،وتفهم مايقصد دون معرفة الاسباب
التي تدعوه الى هدر كل هذا الوقت في
اجترار قصص وحكايات توهمه بوجوده العابث وغير المجدي،يلوث ايامه بما لافائدة منه
ظاناً انه من خلال دخوله الفج يستطيع ارضاء مراميه،وفهم مقاصده،
التاريخ
لعبة جر حبل،لاترمي الى غير تدوين الكراهيات والتوحش،والجنون، مالمتعة في ان
نعتبر ولائم الحروب انتصاراً،
—
ماذا عن اولئك الذين حولتهم رغبات غيرهم الى منسيات لا يأبه احداً لتذكرهم حتى وان
كان الامر مجرد قول؟!!،
كلما
توغلت العقول عميقاًاكتشفت،ان ارواحنا سرقتها اكاذيب الحكايات التي لا تمجد سوى
عظماء القتلة،الماخوذين بغرور
الرغبات
المذلة)
يصر معلم التاريخ، الماشي بخطوات عسكرية
شديدة
الاتزان،تشبه خطوات الجنرال (ديكول)
المثيرة
للدهشة،تطير قدمه اليسرى الى امام تتبعها
اليمنى بحركة ايقاعية منتظمة،تنقصها
الايعازات
الموسيقية الحماسية، بأن يضربني
على
رأسي بعصاه الخيزرانيه،مطلقاً اقذع ما يسمعه ولد شديد التلعثم والخوف مثلي،
//تقدم
ياحمار الحساوية الارعن وحدثنا عما
فعله
المبجل مدحت باشا،، من امور حين كان والياً لسنجق بغداد!!
اظل
صافناً متشبها بحمار الحساوية الشديد الخباثة،محاولاً البحث عما فعله الرجل الذي
يثير حفيظتي، مشعلاً كل مواقد كراهياتي وعنادي المخبول،
قلت—-
مافعل شيئا مهما استاذسوى انه تزوج بخمس نساء دفعة واحدة من بنات اعيان بغداد
ليكسب الولاء،،التاريخ مسكين يحفظ اسفار القتلة الغرباء والمجانين الذين لافائدة
منهم،،!!
فغر
معلم التاريخ فمه،غير مصدق لما هذرت به من غرائب جعلته يلوح بخيزرانه المصدرة
لاصوات
تشبه حفيف الرياح.نبر بصوته الاجش
الخالي
من الود—من اين جئت بهذا السخف؟!!
قلت
مبتسماً— حدثني به جدي !!
بغضب
شديد صاح— ومن اين اتى جدك بهذا الكلام الخالي من الحقيقة!!
قلت
محاولاً تفتيت غضب المعلم،وجذبه الى مرابع رغباتي الكارهة للتاريخ وحمم اكاذيبه
التي لاتتوقف عند حقيقة ابداً ،
—كل
الحكام يتشابهون،، هذا ما يعرفه جدي ويؤكده،، يقول جدي ،الحكام حلقة زائدة لامعنى
لوجودها في حياتنا،مهمتهم تخريبها
وشاعة
فوضى الكراهيات والتناحر ،،!!
—- دع جدك لما يقول،، واحفظ ما نريده منك ،،دون
حكام تغدو ايامنا ظلام تلتهمة الفوضى!!
معلمنا شديد الاتزان،العاشق لخطوات (ديكول)،رايته يسبح
لاهثاً وسط برك رعناء من الحكايات الشديدة القذارة، يشيع بين اوسطانا نحن الموهمين
ارواحنا بطلب العلم انه يؤمن
بالحقيقة
ولا يعلن غير ما تقرره الحكومة الراغبة
بتمجيد
افعال لايمكن الركون اليها وتصديقها،
يقودنا
مثل خراف بلهاء الى حضيرة ثرثراته التي
ابدء
بمتابعتها بحثاً عما يرضي دواخلي المشتعلة بالرفض وعدم الخنوع،رايت اليه يبصرني
بعينين غارتين شديدتي الايماض،حين قهقت عالياً ساعة تحول الى طاووس نافش ريشه العابث ملوحاً بخيررانته التي يسميها،( العاقلة) طارداً السؤال الى فيافي رؤوسنا الباحثة عمن
يعيد اليها اتزانها،قال مبتهجاً- ان الذي بنى ملوية سر من راى هو المعتصم بامر
الله!!
تعالت
ضحكاتي متبوعة بضحكات خافتة اخرى
ادمنت
السؤال،كيف يمكن لواحد مثل هذا المعتصم بناء صرح مثل الملوية. ؟
توقف
رفيف عصاه،بعد ان انشتلت خطواته عند راحبة
الفصل ،مراقباً الاحتجاجات التي تعالت رافضة فكرة الواحد الواحد المكين، افسدت
عقولنا نحن الملتفين حول مواقد الليل تلك السوالف التي لاتعرف النهايات،تاخذنا
مهرولين
الى ما تبغي الوصول اليه،لترمي بنا الى شباك ارتباكنا،ما كنا نبصر عروش الملوك،
وتيجانهم
المتوهجة، لاتعنينا همساتهم الضاحكة،ثمة
اناث يلوحن بايديهن مندفعات بحبور صوب ملاذات احلامنا الغائصة بملذات التمني،
تسوقنا حمائم الارواح بهدوء لنخترق فضاءات
القبول/العروش صمت تحركة الالاعيب وصرخات الاحتجاج/ تتحكم بين ثناياها افواه من
جنون الرغبات/لاحساب لحقيقة مادامت تعارض النهم المفروش الكرش،المدجن بالامبالاة/ الاطوار
الفاحشة سيدة العروش/!!
تتلاحق
الخطوات الكاشفة عن المعاني التي نريد،التاريخ المعلن وسط الكوانين المبددة لظلمة
المكان،هي الوحيدة الواجبة التبجيل والاحترام، قدت معلمي عنوة لادخله عوالم الشفاه
الاخذة بالتكوين،اشرت الى ذاك الجالس وسط غبار ملذاته،مطلقاً بين فينة واخرى قدرات
حنجرته المليئة بالدناءات والخسة،قلت بصوت اعطيته كل سعاداتي،
—معلمنا
ارأيت ؟!
—الى
ماذا تشير؟!
—
اولا ترغب بمعرفة ما تقوله الامكنة..اشعرها
الاقرب
الى فهم ما نريد،،الامكنة اكثر صدقاً ان هي احبت القول؟!!
—-لاشيء
سوى الاعتياد،،معالم بهجة لابد لها من نهاية،،خرس الامكنة بلوى السنتنا،،!!
—-معلمنا
اكشف ما وراء الرؤية،، خلف كل معنى معاني
آخر،،،او يحتاج البناء كل هذا الصخب!!
—-
الى ماذا تروم الوصول،،التاريخ يعلن
المعلوم ولا يكترث لغيره،، حكايات المواقد سيولا من اوهام الارواح الراغبة بملاحقة
موداتها !!
—- معلمنا دلني على ذاك المعلوم لاتمسك به..لاتدعني
اطفر من لحظة الى ثانية دون دراية
وسبباً
يعيد توازني!!
—
الى ماذا تروم الوصول،، الخطوات العابثة لاتحقق مراداً،امنح قلبك بعض الثبات ولاتتعجل اجتياز مسافات المعرفة!!
—
كشف مستور الحقائق وفضح سر معاني الزيف، وكيف ذاك والايام صارت ثوابت لايجوز
اجتيازها او مساس قدسيتها؟!
—
محال ماتسعى اليه،،اوقف خطو غرابتك حتى
لاتأخذك الدروب الى مدن التيه التي لاتجديك نفعاً!!
ايقنت
ان معابرنا صعبة الاجتياز،لذا اقتعدت رصيف عجزي
راسماً في فراغ اوهامي خطوطاً
عارية
لاتوصل الى الغايات ابداً!!
—-٢—
(محنة
السؤال،انه يتبع لهاث الاجابات حتى وان كانت خارجة عن مألوف الحقيقة،يظل
متعثر الاتجاهات، مطلقاً زفير خوفه ما ان يبصر
الطرق الموحشة الجرداء التي لا تعمل على اشاعة اتزانه ورضاه،السؤال فتق من الصعب
لملمة حوافه وعادته الى ملاعب نشأته مراميه الفسيحة التأمل،الاسئلة رياح النفوس
الباحثة عن معاني الوجود،لاتكترث للاجابات ولا تابه لها،لانها تتناسل مثل شياطين
صغار تلتهم مساحات الجمجمة العاجزة عن الصد او الاعتراض، تغسل الجسد برداذ عذوبتها
مانحة اياه استقراراً عجيباً،ورغبات متكررة في مواصلة البحث عن الاسباب التي توقف
الاكتشاف،الاسئلة
مواجهة
بين الروح ومعاني اضطرابها)
منذ
اللحظة المشوبة بالقلق والتي اكتشفتها دون سابق تخطيط وتفهم ،عرفت ان الاسئلة براغيث عمياءتلاحق الارواح اللائبة بالبحث عن ما يرضي محنتها المتفاقمة غير القادر على
الخلاص منها،اجلس امام توهجات الكانون الشامرة بشرارات عجائبها التي تسحلني الى ما
لااقدر على الاعتراض عليه،عالم ملتاث بالجنون المحاط بخرافات القول ووقاحة الفعل،
عالم مبني على ثلاث دعامات مستحيل التخلص منها، هيامات الاكاذيب في براري التمني
وتوكيد رسوخها على انها خالقة لكل شواذ الافعال، وفيوض الرغبات التي تحاول السيطرة
على ما تعتبره ارثاً متعاقباً تابعاً لهاً ولايمكن التخلي عنه او التفريط حتى ولو
بجزء يسير منه،و رسم محددات المسير التي تمحو الانهزام وتبني مماشي مغايرة،تبحث
عما تعتبره اختلافاً يعلي من الشأن، اختفى معلمنا فجأة بعد ليلة محمومة من
الهلوسات التي ماتوقفت عند حدود معينة، دون ان يترك اثراً يستدل عليه،
حاطت
الاقاويل والحكايات غايات الاختفاء العجيب، لذي لم يحدث لسواه ،قال امام المسجدبعد
ان حوقل وكبر،واستعاذ من الشيطان الرجيم—— وهمه دفع به الى الهاوية،يتحدث بما
لايصدقه عقل ويقبله ضمير،،اصحاب الامر والرأي هم الاولى بالتبجيل دونهم تظل ارض
الرب خاوية دون اعمار،،الناس تشعر بالخمول والتيه ان غاب اولي الامر والنهي!!
رد
معلم الارقام بصوته الشبيه بناي مكسور
—-
كان عليه ان يكون حذراً ليس كل ما تعرفه العقول تنطق به الحناجر،،كثيراً ما حذرته
لكنه دون اذنين يصغي بهما،،السماع نعمة لايجب رفضها!!
صرخت
روح فراش المدرسة المديوفة بتراب الاحتجاج—- مالكم لا تبحثون عن
غير ماجاد به لسانه.. ليته يجيء الساعة
ليعرف ماتعني اكاذيب انفسكم..لولاه معرفنا السر وما تكشفت امامنا الحقيقة؟!!
ابتسم
مدير الناحية الشبيه بقصبة يابسه،بعد ان ارث سيجارة من متروك سيجارته التي لم تنته
بعد،نافثاً دخانها الى امتداد المساحة المكتظة بالوجوه،ناظراً الى المرأة المتشحة
بالسواد ،الواقفة عند الطرف القصي غير ابهة
بالهذر
الشديد الوقاحة،قال—ماكان عليه الحديث بغير ما يعنية ،الدهور وما كانته روح خلافنا
الابدي الواجب الصون والامتنان ،لااحد يعرف ما نكون عليه لولا تلك الحكايات الاخذة
بتلابيب
الارواح!!
تماوجت
الجموع،معلنة اضطرابها الباعث على الانهيار،ناثرة فوق الرؤوس الملتاثة شظايا الاسئلة المبرقعة بالغرابة
والاستفزاز، ظلت حكاية الاختفاء تدور مثل
دوامة اكلة قصص المواقد الاخذة الى
البعيد، وجوه تبحث عن السر غير القابل
الافتضاح،قال امام المسجد
متجاوزاً
خطوط اللعبة الماكرة المتفنة الكتمان——اما الزبد فيذهب جفاء وقد كان زبداً لايعتمد
عليه،ويعتد له بقول!!
تراهنت
ارواحنا المتعلقة بغيابه،على ان مدير الناحية وامام المسجد،يخفيان بين طيات
ثيابهما ما لانعرف من الخفايا ،استعدت توازني رويداً ،بعد فقدانه لايام طوال ،مسترجعاً
ما كان يقول، بعد تكاثر ليالي الاختفاءالمريعة التي شكلت هواجس ذعر،مندداً بتواريخ ازمنة الانتهاك ملاحقاً معاني بوحه الاخذة بالتعالي، بين جدران البيوت
الطينية المسكونة بالبحث عن المدهش من الاسئلة والاجابات، التي تأخذ الى غربة
الامكنةومسكنة الارواح المجبولة على الخنوع والرضا بالمقسوم،دون حاجة للرفض او
الاحتجاج،صار ضياعه مثلاً بعد ان عرف الجميع ان الرب الثاني الجالس فوق عروش الاسترخاء قد اذاب معلمنا
المغرم بالجنرال العتيق ونواياه، باحواض التيزاب،لانه رفض بشدة محاولة اعادة كتابة
التاريخ بحسب ما يقرره صاحب الرأي الذي لايرد ولايناقش
قال—
اكاذيب تدخلنا دهاليز اكاذيب اشد وقاحة وخطورة من يقرر ولصالح من. ولكل الحكايات
والازمنة اكثر من وجه،،لانحتاج ما يربك عقولنا المربوطة بحبال القدم ولوثات
افعاله
المتلاحقة الخطو الى حيث لانعرف!!
—والحل
معلمنا دلنا على ما يبعدنا عن درب
الهذر
المليء بالاستحالة؟!!
محنة السؤال اقعدتني طريح فراش الترقب المشتد
قسوة وارتباكاً،كان معلمنا البهيج الروح الذي لم يعد يشبه الجنرال المنفي الغريب
الاطوار ،المحني الظهر يفوح اضطراباً حين يبصرني الوغ مثل كلب منبوذ في وحول
الازمنة التي لاتشتل في دواخلي سوى فزعات من الاثام الدافعة الى تلال من
الكراهيات،مالذي تفعله اسئلة التواريخ ولم نتمسك بها دون معرفة السبب الذي يدفعنا
الى تبني صراعاتها المدفوعة بمطامع الاستحواذ على مغانم الرفاهية والقوة ،،غابت
ملامح معلمنا بعد ان اعلن مدير الناحية بفرح،انه غادر مجبراً لينظم الى
مااسماهم صناع اوهام الازمنة!!
0 comments:
إرسال تعليق