• اخر الاخبار

    السبت، 8 أبريل 2023

    ثقوب الطفولة في رواية(قصتي الحقيقية ..تأليف خوان خوسيه مياس ..ترجمة احمد عبد اللطيف ..بقلم :اسمهان حطاب العبادي

     



    .يأخذنا الكاتب في رحلة قصيرة في حياة طفل بدأ من عمر الطفولة وصولا الامواج المتقاذفة لمرحلة المراهقة،الرواي هو الطفل نفسه يحكي لنا عن عائلته الصغيرة الاب والام وعلاقتهم الروتينية اليومية،تأثير والده الكاتب المعروف والدائم الحضور للجلسات والمنتديات الادبية في التلفاز، علاقته مع امه،وعلاقته مع ابيه،والده الذي يكون دائم الانشغال بالقراءة والكتب واهماله ابسط علاقات تشجيعية وتوددية مع ابنه.ومايحدث من يشرخ بينهم.

    لحظات جنونية واكتئاب ناتج عن علاقته باسرته وحصول فجوة عميقة  تدفعه الى لحظات وافكار جنونية  كالانتحار،حيث يعود من المدرسة ورأسه مليء بفكرة واحدة هي الانتحار يقف على حافة الجسر ويجرب كيف يكون الم الانتحار مستعينا بكرة زجاجية ،يرميها من الاعلى لتتسبب بحادثة مرورية تودي بحياة عائلة،يعود الى بيته هاربا وخائفا مرتعبا مماحدث،شعرت امه بماحدث وقد تكون عرفت بذلك ولم تخبره لتزيد المه،

     

    يراقب الفتى ضحيته عن بعد بعد ان عرف ان عائلة كاملة قد لقت حتفها بينما نجت ابنتهم وترقد في المشفى،يطول علاجها لتخرج عرجاء،لم تتوصل الشرطة للشخص الذي القى الكرة في الشارع،يشعر بالحيرة والضياع فهو يريد ان يتعرف على الناجية ويعوضها عن حرمانها وخسارتها،يتودد اليها ويختلق الفرصة للقائها.في الجانب الاخر يتعرف ابيه الى فتاة اخرى ويعيش معها تاركا الفتى وامه تنضج فكرة كتابة الجريمة واحداثها في ذهن المراهق ليدونها وينفس عن المه بالتعبير عنها ويشارك بها بمسابقة وتفوز بجائزة تقديرية ضمن مجموعة من المشاركين،يرسلها لوالده الذي لايهتم ولايبالي بذلك ولايفتخر به، بقاءهم وحدهم جعل  الام  تقيم علاقة مع اخر ويخطبها،تغيب عن المنزل ليستغل المراهق ذو عمر السابعة عشر غيابها للقاء محبوبته ( ايريني) الناجية من الحادث،تصل الام فجأة لتجدهم في موقف غير لائق بصرخ بها وتخبرها انها لاتعرف ابنها جيدا ويتفاجأ لان الفتاة وجدها تعرف كل حقيقة ماحدث في واقعة الجسر ،هنا يبدا صراع نفسي عنده فهو من ناحية يريد ان يعبر عن ندمه لالقاءه الكرة وتسببه بمقتل العائلة،ومن جانب اخر يريد ان يهجر فتاته،وينسحب من علاقته.

    الكاتب ( خوان خوسيه) ١٩٤٦ يعد من اشهر الاصوات السردية في اللغة الاسبانية،وصاحب روايات عديدة منها العقل هو الظلال،رؤية الغريق،الحديقة الخالية،الورقة المبللة..اعاد بمؤلفاته المجد للخيال وخلق عوالم جديدة.

    تمكن من خلال ذكائه بالسرد من خلق عالم واقعي مندمجا مع الخيال، من خلال رحلة الطفل ذو الاثني عشر عاما،مستخدما عدة شخوص اختصرها بالاب والام والطفل والفتاة الناجية ( ايريني)استخدم سرد المونولوج واشبه مايكون بسيرة ذاتية لمرحلة عمرية معينة،مقتضبة من عمر الثانية عشر الى الثامنة عشر والامواج المتصارعة والكتضاربة للمشاعر  والاحاسيس في مرحلة المراهقة،لغته البسيطة والتوصيف الدقيق ورسم الحالات النفسية الانية بدقة وعناية،غاص بعمق في شخصية الابن وايريني اكثر من غيرها،خالقا ايقاع متوازن في تصعيد الاحداث ومسيرها نحو الحبكة الدرامية ،اجد ان الحبكة قد وصلت للقارئ مرتين ،المرة الاولى حين حدث الحادث المروري المروع والمرة الثانية حين علمت الام بعلاقة ابنها ب ايريني،نزولا الى التسلسل الغريب في نزول الاحداث وبدأ تخليه عن التمسك بمحبوبته والعزم على ذلك.

    تطرق الكاتب الى عدة امور اهمها اهمية اهتمام الوالدين بابنائهم ومنحهم الاهتمام والعناية اللازمة خصوصا بعمر المراهقة الخطير،البعد عن العائلة الذي يخلق فجوة يجعلهم يبحثون عن ملاذ امن خارجي  ليصغي اليهم ويقدرهم.وضرورة التفكير وتقدير الامور قبل الاقدام عليها.

    وفي الجهة الاخرى اشار الى تمكن البعض من اجتيازها بسلام وتخطي عثراتها حتى وان كان يفتقر الى اهتمام الاهل واصغائهم.نجد ان بطلنا تمكن من كتابة رواية ادبية كاسبا تقدير الاب عنوة.

    طرح خوسيه وسيلة للعلاج النفسي بالكتابة حيث هي طريقة للتنفيس  عن مكنونات النفس بوسيلة سلمية،

    اضافة طريقة تعبير الافراد للتكفير عن اخطائهم قد تكون سلبية كالانتحار او ايجابية ك تعويض المتضرر،هناك اشارات مهمة لمصارحة النفس والتحدث مع ما يجول بداخلنا وحل مشكلاتنا النفسية.

    قد يكون الجمال في المظهر والشكل وقد يتعداه الى قبول الفرد بذاته ورضاه عنها.

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقوب الطفولة في رواية(قصتي الحقيقية ..تأليف خوان خوسيه مياس ..ترجمة احمد عبد اللطيف ..بقلم :اسمهان حطاب العبادي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top