أتذكر عزيزي القارئ بداية اللعنة؟
عام 2006 عندما بدأت موضة أفلام العشوائيات و البلطجة التي تعلل صناعها بأنهم
يسلطون الضوء على الواقع و اعترض العديد من الناس عليها و على هذه الحجة الغير منطقية
و حذر الجميع من خطورة هذه الأفلام على الشباب و الأجيال القادمة! أتذكر عزيزي
القارئ المعركة الفكرية التي استمرت لسنوات بين المشاهدين و النقاد، بين مؤيد
مجامل و معترض رافض لانتشار نماذج الفسق و البلطجة و إظهارها و كأنها أبطال شجعان
يمارسون الرزيلة بلا خوف و علاقات محرمة خارج إطار الزواج و مصطلحات و عبارات
مقززة تداولها الشباب من باب "الروشنة"، مرت السنوات و كبر مواليد سنة 2000
و أصبحوا شباب بعمر ال23 و بات تأثير هذه الأفلام واضحا وضوح الشمس على مواليد
الألفينات و للأسف تصدرت أسماء العديد منهم الصحف مقترنة بجرائم مذهلة يشيب لها
الولدان بالإضافة للنماذج المنتشرة التي نراها بالمدارس و النوادي و الجامعات و
الشوارع كل يوم.
من أين نبدأ بالعد عزيزي القارئ؟
من الشباب اللذين استسهلوا القتل للرد على الرفض؟ أم من الشباب اللذين لجأوا
للانتحار للهروب من مشاكلهم؟ أم الأزواج اللذين استسهلوا الطلاق و تمزيق أمان
الأبناء بينهم لأنه يبدو في السينما عادي؟ أم للأزواج اللذين لجأوا لقتل بعضهم
بدلا من التسريح بإحسان؟ أم للفتاة التي حرضت عشيقها على قتل أمها؟ أم لطلبة
الثانوي اللذين ارتكبوا فعل فاضح على كوبري في وضح النهار أمام المارة؟ أم لظاهرة
التنمر التي انتشرت بشكل غير عادي بين طلبة المدارس و أدت مؤخرا لفقد فتاة جميلة
متفوقة؟ أم لظهور تريندات على مواقع التواصل الاجتماعي و خاصة التيك توك يتحدى
فيها طلبة المدارس بعض للقيام بحركات و ألعاب خطيرة أدت لإصابة الكثيرين؟
لو ركزنا قليلا عزيزي القارئ سترى
بوضوح أن الذي نراه الآن ماهو إلا إنعكاس أفلام البلطجة و العشوائيات الذي حذر منه
أصحاب البصيرة الذين اعترضوا عليها على مواليد الألفينات الذين ابتلوا بالنشأة على
هذه السينما، و السؤال هنا بعد كل هذه الخسائر؛ أليس من الممكن التخلص من هذه الأفلام
حتى لا تتسبب في المزيد من الأذى؟ أيمكن علاج هذا التأثير البشع الذي خلفته على
هذا الجيل؟ بالتأكيد المجتمع يحتاج إلى تعاون و تكاتف كل أفراده لمواجهة الخلل و
المفاهيم المغلوطة و الأخلاقيات السيئة التي نتجت عن هذه الأفلام و لكن.....هل
يمكن؟
0 comments:
إرسال تعليق