أولاً : التحية :
السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أرق النسائم
ويا أعطر الرياحين ويا أزكى الألباب والأفئدة !!!مرت سنون خمس على انتقالك إلى
رياض الجنان كسني يوسف علينا جميعاً !!!
تركت وطنك إلى موطنك الكريم !!! ؟؟
عندما أمكث أتفكر مليا بين جنبات
خاصة وطنك لا تمر ذكرى ولا تخطر خاطرة إلا ولك فيها بصمة صادقة نافعة !!!
وعندما أزور أطلالك يعاودني الشوق للتملي من سماع صوتك النقي الرضي !!!
أقف مشدوها أمام روضتك فتسري
نسائمك بين أوصالي !!! فأستفيق بعد طول
غياب !!! ويصدني عجز للتفوه مع ما حباني
الله تعالى به من بيان !!! فلا أنبس بكلمة للتعبير عما يجيش بمجامعي فتسري رجفة في
أوصالي وتنتابني نشوى بعد أن كنت شجيا مكلوما
!!!
ولكأنما عناك الشاعر في قوله :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا
للحبيب الأول !!!
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ..وحنينه أبداً لأول منزل !!!
كل الأوطان بجوارك موحشة إلا وطنك مؤنس ومورد بأزكى الورود والرياحين
الشذية .
عندما أزورك تأخذ بمجامعي رجفة
مرددا قول الشاعر الذي كنت أسمعك إياه ولا زلت تسمعينني : وإني
لتعروني لذكراك هزة .. كما انتفض العصفور
بلله القطر !!!
لم يكن شدهي بك غريباً !!! وليست مؤانستي بفريدة !!!
مرددا ما كنت أردده :
يراد من القلب نسيانكم .. وتأبى الطباع على
الناقل !!!
صمدت كالطود ستة أعوام ضد المرض
العضال !!! لم تنثني يوما له !!! ولم تخر
عزائمك الشوامخ !!! لله درك من صامدة
صابرة رضية كالرواسخ الشامخات !!!
قالوا : ترحلت قلت : الراحلون هم ..
ما مسك ظعن ولا إياب
بعد نقلتك إلى دار الكرامة وكأنما هز ركن ركين من أعمدة الوطن !!!
قلت
: يا زهرة الوادي ما لك غير مورقة ..أضحت
جنان الأرض زقوما وغسلينا !!!
ويكأن ابن زيدون انتقى نونيته
كيما تسمعينها :
يا جنة الخلد أبدلنا بسدرتها .. والكوثر
العذب زقوما وغسلينا
حفظت أكثر من ثلثي كتاب الله
تعالى وأعاقك هذا الابتلاء عن إتمام حفظه !!!
وشاء الله تعالى لك ذلك لينتقيك زهرة في إحدى
رياضه في عليين مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا !!!
كنت صومعة للعبادة !!!
ما تركت صلاة الفجر في وقتها زهاء ثلاثين عاماً !!! حتى يوم لقائك بخالقك قبيل صعود روحك الزاكية إلى بارئها بسويعات أيقظتني لصلاة الفجر الأخيرة يا أثيرة لتوديعي وإنذاري وكأنما هو إنذار القطار الأخير !!!!!
فقمت مفزعا ولكأنما أطبقت الهواضب على صدري فلم أجد متنفساً إلاك فربت على صدري بيديك الحانيتين بدلاً من أن أربطهما أنا عليك !! فأزلت غشاوة جاثمة على صدري لكن فؤادي ما زال ينبض !!!!!
ما خضت مجالاً إلا وكانت لك الريادة والتفوق فيه !!!!! حتى عند التحاقك بمعهد القراءات للشيخ المعصراوي اختارتك أستاذتك في الإسناد الشيخة المقرئة بالإسناد العالي ( الأستاذة الشيخة الزاكية رضا كامل ) اختارتك - وأنت طالبة بالفرقة الأولى - للتدريس معها لمن سبقوك في الدراسة بالمعهد !!!!! ؟؟؟
وكنت تحصلين على الدرجات العلا النهائية مذ أول يوم التحقت بالمعهد !!!!! ؟؟؟
ذا لإتقانك علمي التجويد وقراءة حفص بن عاصم بالتلقي والمشافهة وحسن وإتقان المخارج !!!!! ؟؟؟
كلفت
برسالة فأديتها على أتم الوجوه وأسبغت أداءها ليس مع المكاره بل . مع المراضي
والإحسان إلى الخلق !!!
أخرجت جيلا من المهندسين
والإعلاميين والمعلمين هم بناتك الثلاث هم ذخرك هم صدقاتك الجاريات إلى رب
الأراضين السبع والسماوات !!!!!
يختلف الناس على المرء ما بين قادح
ومادح لكنهم اتفقوا على عدالتك ونزاهتك
وأمانتك حتى شانؤوك ارتضوك ولم يقدحوك يا أنقى من سار على أديم الأرض !!!!!
ثالثاً : الدعاء :
اللهم طيب ثرى أمتك صفاء أم أولادي اللهم آنس وحشتها في قبرها وبرزخها اللهم أعتق رقبتها من النيران اللهم أدخلها الجنة جنات النعيم المقيم بغير حساب ولا سابقة عذاب اللهم بشرها وطمئنها وأسعدها برؤية مقعدها في جنات النعيم المقيم جنات عدن بغير حساب ولا سابقة عذاب اللهم أوردها حوض نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - كيما تشرب شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبداً . اللهم اجمعها مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا اللهم آمين اللهم تقبل منا جميعاً خالص وصالح الأعمال والدعاء .
رابعاً : المختتم :
" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين "
**كاتب الرسالة
زوجك أبو أولادك / رفيق فهمي واصل .
القاهرة في عصر الأحد الموافق 5/3/2023
0 comments:
إرسال تعليق