يحكى ان رجل في زمن بني اسرائيل عابدا مخلصا متواصل في الطاعة والعبادة طيلة 120 سنة ولكثرة التزامه سخر الله له غيمة تسير فوقه اينما يتجه تظله من حرارة الشمس . وفي يوم من الايام وبينما هو يسير صادفه رجل في الطريق عاصي يشرب الخمر ولا يعبد الله وبينما هم تقابلا لف رأسة الى الجهة اليمنى الرجل الصالح كي لا يرى الرجل العاصي . وكذلك الرجل العاصي لف رأسه على الجهة اليسرى كي لا يرى الرجل الصالح .
وهنا نبين النية والسبب لما قاما
بهما تلك الرجلان وهو
*الرجل الصالح لف رأسه على الجهة
اليمنى مستحقرا الرجل العاصي لانه عاصي لله رب العالمين وشارب للخمر
* الرجل العاصي لف رأسه الى الجهة
اليسرى خجلا من الرجل الصالح كونه ملتزم
وهو عاصي
وفي تلك الحالة امر الله سبحانه
وتعالى ان تترك الغيمة الرجل الصالح وتذهب فوق الرجل العاصي و تكون ظلا للرجل
العاصي بدلا من الرجل الصالح .
وبسبب تكبر الرجل الصالح
واستحقاره للغير ذهبت عبادة 120 سنة هواء في شبك
وبسبب تواضع الرجل العاصي وخجلة
بما يحمل من ذنوب ذهبت ذنوب الرجل العاصي وانتقلت الغيمة فوق رأسه تكريما لتواضعه
وانسانيته وكان الموقف سبب لهدايته . ولو كان الرجل العاصي متكبرا ايضا ومستحقرا للغير لأختفت الغيمة عن
الطرفين .
نعم الدين المعاملة والتي من صفاتها
الانسانية المحبة التواضع الابتعاد عن الظلم والقساوة والتكبر وعدم استحقار
الاخرين وهي البناء الحقيقي للعبادة بل هي جذور العبادة .
نعم كلنا بشر . وكما قال الرسول
عليه الصلاة والسلام . لا فرق بين اعجمي وعربي الا بالتقوى .
نعم كلنا بشر لا فرق بين ابيض
واسود وحنطي . كلنا متساوون في الحقوق
والواجبات .
ومهما كانت هناك اختلافات بين
البشرية سواء الاختلافات المادية او
السلطة السياسية او الاختلافات الدينية العقائدية
او الثقافية او الاختلافات العرفية والعرقية . فكلنا اخوة وكلنا صنف واحد
هو الصنف البشري وكلنا نسكن في المحطة الاخيرة من العمر في حفرة واحدة وتراب واحد
الا وهو القبر . وكما قال الامام علي كرم الله وجهة . الناس صنفان صنف اخ لك في
الاسلام وصنف نظير لك في الخلق .
والقصد من قول الامام علي كرم
الله وجهة اننا كمسلمين اخوة جميعا في الله مهما كانت هناك طوائف مختلفة من سنة
وشيعة وصوفية وغيرهم . والقصد من نظير لك في الخلق وهو ما يقصد للأديان الاخرى سواء كانت سماوية
كاليهودية والمسيح او وضعية كالهندوس او
البوذية وغيرهم علينا ان نتعامل معهم كتعامل انساني ما داموا هم بشر نظراء لك في
الخلق ويجب ان لا نستحقرهم او نقتلهم بأسم الدين بسبب اختلاف عقائدهم عنا فنحن
لسنا موكلين عليهم . هناك رب يحاسب ولا نفعل كما يفعل المتشددين الاسلاميين
التكفيريين الذين استحقروا الغير وكفروهم واستحقروهم وقتلوهم بأسم الاسلام بأشد
انواع القتل من ذبح او حرق بأسم الاسلام
والاسلام براء منهم الى يوم الدين .
نعم الاسلام الحقيقي . والدين ليس
مظاهر خداعة كذابة من صلاة وصوم وحج وزكاة مالم تكتمل بجذورها الحقيقية الا وهو
الانسانية . الحب الــــوجــــــدان المشاعر النقية الاخلاقية . التعاون التسامح ,
التواضع . والابتعاد عن الظلم والتكبر والغش والخداع . فاذا كانت صلاة وصوم
وحج وزكاة مبنية على الحقد والتكبر والظلم
فهي عبادة زائفة مردوده مطرودة وتذهب كمهب الريح كما ذهبت عبادة 120 سنة هباء لهذا
الرجل من بني اسرائيل .
وختاما اذا تخدع البشر بصلاتك
وصيامك وحجك وقيامك فأن الله لا يلاعب . ان الله يريد الدين المعاملة وهي العبادة
الحقيقية والطريق للفوز في الدارين .
0 comments:
إرسال تعليق