• اخر الاخبار

    الجمعة، 25 مارس 2022

    الدكتور عادل عامر يكتب عن : الدراما التليفزيونية وخطاب المصلحين من الرواد

     

     


     

    لازالت دراما تلفزيونات العالم الثالث و العالم العربي على وجه الخصوص معيبة و لا حضور لها على الساحة الدولية، اللهمّ إلا من بعض الأفلام التي قد تشارك في المهرجانات الدوليّة هنا أو هناك، و حتى الأعمال التي يقدّر لها الوصول للعرض أمام الجمهور غير العربي هي خطابات صنعت بالمقاس لإرضاء الغرب و تملّقه و لا تعبّر عن قيم الشعوب العربية و ثقافتها الحقيقية، بل إن النقد الدرامي الغربي لم يتطرّق إلى الخطابات الدرامية المنتجة في العالم العربي عدا بعض التهم هنا أو هناك والتي في كل الأحوال لا تتعدّى كونها مجرّد إشارات عابرة. 

     

    وتضييق مساحات الفروق الجوهرية التي كانت تميز فنون السينما عن فنون «الفيديو».. يتم ذلك من خلال مجموعة من شباب مديري التصوير ومديري الإضاءة والمونتيرين ومهندسي الصوت والديكور الذين يمثلون جيلا جديدا واعدا يتميزون بالمهارة ويعدون بتفوق فنى ملموس.. ذلك بصرف النظر عن مستوى المحتوى الفكري، بل على العكس 

     

     فإن المفارقة التي تفرض نفسها- للأسف- أن هناك تناقضا واضحا بين التقدم التقني والإبداعي في تلك الفنون وبين التراجع الكبير في المحتوى الفكري.. أو بين الشكل والمضمون.. ويبدو ذلك التناقض جليا في الأفكار والموضوعات والقضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية التي تطرحها تلك المسلسلات والتي تظهر في معظم الأحوال بعيدة كل البعد عن واقع حياتنا المعاصرة وإشكالات مجتمعنا، وهموم الإنسان المصري واهتماماته، 

     

     وتفاصيل معاناته الحياتية، والتأثيرات المتبادلة بينه وبين البيئة المحيطة. تلك القضايا والاهتمامات التي كانت تميز كتابات المؤلفين الكبار من الرواد في مجال القصة والسيناريو والحوار: أسامة أنور عكاشة ورحلة بحثه عن الهوية المصرية.. صراع الشرف والضمير في مواجهة البلادة والتسيب.. المنازلة بين القبح والجمال في نفوس البشر. 

     

    التمسك بالمبادئ في زمن اختلال القيم.. «وحيد حامد»... تعرية الإرهابيين الذين يرتدون مسوح التقوى وأردية الإيمان «يسرى الجندي» في استلهام التراث مسقطا دلالاته.. ورموزه على عصرنا.. «جلال عبد القوى» وبحثه عن تمزق أبطاله وعذاباتهم من خلال ثنائية أطماع البشر.. وأشواق الروح.. 

     

     «بشير الديك» والتحامه بإشكالات واقع متغير وانقلاب السلم القيمي.. وأنا. إن معظم مسلسلات هذا العام والأعوام السابقة، إلا القليل منها، لا تترك أثرا، اللهم إلا شيوع القبح وتقلص الجمال والأفكار العميقة والبراقة.  

     

    الدراما هي شكل من أشكال التمثيل، وهو عبارة عن أداء حوار في الخيال، ويعتبر نوع من أنواع الأدب، وتعبر المسرحيات المكتوبة والتي تؤدى على المسرح أو التلفاز عن الدراما، ويمكن أن يعبرونه التمثيل الإيمائي أو الحوار لبيت من الشعر كشكل 

     

    من أشكال الدراما، أما معنى كلمة الدراما في اللغة حكاية من الحكايات التي تعرض الجانب الإنساني، ويعرضها ممثلون يقلدون الأشخاص الأصليين في لباسهم وأقوالهم وأفعالهم، كما انتشرت الدراما منذ العصور القديمة منذ زمن أرسطو، وتتميز الدراما بأنواعها الخيالية وغير الخيالية، وبأنها تحمل وجهان الوجه الباكي والوجه الكوميدي، واللذين يعتبران رمزان من رموز الإغريق، ويأتي مصطلح الدراما من كلمة يونانية تعني الفعل أو المسرح 

     

    هل تعرف فوائد الدراما ووظائفها في المجتمع؟ من المحتمل أنك أنت وأغلبية أخرى من الناس في العالم تتعاملون معه على أنه ترفيه فقط ويستمتعون به بشكل أساسي لتمضية الوقت وكذلك حتى خبراء الفن الراقي لم يفكروا قط في الأهمية الاجتماعية للدراما 

     

    حيث أجرى العلماء العديد من الأبحاث الاجتماعية في محاولة للعثور على جذور مشاكل الناس وطرق اتخاذ قرارها ولكن كما يحدث دائماً فإن الإجابات قريبة ولا نوليها قيمة وقد حدث هذا أيضاً مع المسرح الذي كان مجرد وسيلة للترفيه وله قيمة أساسية في جوهره. 

     

    منذ ما يقرب من 30 أو حتى 40 عاماً عندما تطور التلفزيون والإنترنت بسرعة كان لدى العديد من النقاد وجهة نظر مختلفة حول فنون الأداء بما في ذلك الدراما وذكروا أن الفنون في القرن الحادي والعشرين ستصبح غير شعبية وينساها الناس حيث كان من المفترض أن يحل التلفزيون والإنترنت محل الفن بالكامل. 

     

    ولكن كما نرى الآن فإن الوضع لم يزداد سوءاً والعكس صحيح فما زال مجتمعنا يحب الدراما فهم يحضرون العروض والكليات تقوم مرة أخرى بتدريس وتخريج ممثلين موهوبين جدد ومن هنا نستنتج أن أهمية المسرح في المجتمع لا تزال عالية حيث تظهر الكليات والنوادي المسرحية بانتظام لتوضيح ذلك وكما ذكرنا من قبل الدراما هي وسيلة الترفيه لمجتمعنا إنها وظيفتها الأولى والرئيسية وإن المسرح يطورنا مهما كنا نحن الممثلين أو نشاهد العرض ونحسن إحساسنا بالجمال وقدرتنا على فهم الناس ومواقف الحياة. 

     

    من الوظائف الأساسية للدراما في المجتمع هي التوحيد حيث يجمع المسرح أناساً مختلفين معاً هذا الجانب حاسم لمجتمع القرن الحادي والعشرين المليء بالأشخاص الوحيدين حيث يتجمع حشد كبير من الناس في مسرح واحد لمشاهدة التحفة الفنية ومناقشتها إذا لم يتم الاعتراف بهم إنه أفضل بكثير من التحديق في شاشة الهاتف. 

     

    هناك حالة حياتية معينة في نص أي قطعة نحن نقارن حياتنا بالحياة في المشهد ونضع أنفسنا في مكانهم ونفكر في ما سنفعله لذا فإن الدراما تؤثر على الحياة بشكل عام وطريقة تفكير كل شخص وتشجع كل إنسان على التعلم من التجارب والمبادئ. 

     

     التأثير السلبي للدراما على المجتمع 

     

    إذا كانت الدراما تبث مواضيع سلبية معظم الوقت يكاد يكون من المستحيل تجنب الدراما السيئة والتأثير السلبي لها على حياتنا مثل إطلاق النار في المدارس والهجمات الإرهابية وحوادث الطائرات فضلاً عن الهجوم المستمر للعنف من جميع أشكال وسائل الإعلام ذلك يسبب تداعيات نفسية طويلة الأمد ويؤدي في النهاية إلى انهيار أفكار عالمنا والتوتر والقلق إنه لأمر مخيف أن نلاحظ أن ما يقرب من ثلثي الدراما التلفزيونية تحتوي على بعض العنف الجسدي. العقل مصمم للتركيز على الصدمة المروعة تماماً مثل هوسنا بحوادث المرور ومطاردة سيارات الإسعاف حيث يصعب تجاهل السلبية على التلفزيون ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على كيفية رؤيتنا لحياتنا والعالم ويمكن أن يؤدي التلفزيون السلبي إلى أفكار سلبية مما يؤدي بنا إلى النظر إلى حياتنا على أنها محزنة أكثر مما هي عليه في الواقع. 

     

    أظهرت بعض الأبحاث أن مشاهدة عدة مشاهد مؤلمة في الدراما يمكن أن تسبب أعراضاً تشبه اضطراب ما بعد الصدمة (الإجهاد اللاحق للصدمة) ومن المثير للاهتمام أن البحث أظهر أيضاً أن درجة مخاوفنا مرتبطة ارتباطاً مباشراً بكمية الوقت الذي نقضيه في مشاهدة الدراما. 

     

    لاحظ علماء النفس أيضاً أن هذا التعرض للعنف المصور ووسائل الإعلام السلبية يمكن أن يتسبب إما في زيادة الحساسية حيث نصبح أكثر حساسية وتشاؤماً أو يمكن أن يؤدي إلى إزالة الحساسية مما يجعلنا في الواقع مخدرين لتأثيرات العنف كما ذكرنا لوحظ هذا أيضاً لدى أولئك الذين تعرضوا مراراً وتكراراً لألعاب الفيديو العنيفة. 

     

    للأسف قد يقودنا هذا التشاؤم إلى تجاهل الأشياء العديدة الإيجابية في الدراما والإعلام وفي العالم علينا فقط أن ننظر إلى المنشورات العديدة المبهجة من الأصدقاء والعائلة على Facebook أو القصة الإخبارية عن بطل سحب امرأة شابة من سيارة مشتعلة أو تغريده عن علاج جديد للإيدز أو مشاهدة الدراما الاجتماعية التي تبث روح الحياة والتفاؤل. تأثير الدراما على الأطفال 

     

    الدراما تبني الثقة 

     

    حتى الأطفال الأكثر خجلاً يستغرقون بضعة أسابيع فقط لبناء احترامهم لذاتهم وتزداد الثقة بالنفس لديهم وقبل فترة طويلة يصبحون واثقين من المشاركة الكاملة والفعالة مع الأطفال واللعب معهم حيث إن كل ما يتطلبه الأمر هو بضعة أسابيع. 

     

    الدراما تساعد على التركيز 

     

    لأنها تركز على العقل وبالتالي تساعد الطفل على بناء أفكار وحينما يكون مع أصدقائه يمكنهم الاستماع إلى أفكار بعضهم البعض والتناوب وبالتالي يعرف الطفل قيمة التركيز ويكتسب مهارة حيوية في العالم خارج المنزل. 

     

    تساعد الدراما في تطوير مهارات اللغة والتواصل 

     

    إن تعلم أغانٍ جديدة ولعب ألعاب جديدة والمشاركة في مسرحية التخيل (عندما يجب على الأطفال أن يأخذوا لغة الدور الذي يلعبونه) ​​كل ذلك يساهم في تطوير مفردات الطفل ويتم تشجيعهم على التعبير عن أنفسهم شفهياً ومن خلال تعبيرات الوجه ولغة الجسد المفتاح لجعلهم أفضل في التواصل. 

     

    الدراما تشجع الأطفال على التعاون 

     

    إن لعب الألعاب الدرامية إلى الارتجال إلى الغناء يتطلب التعاون حيث يدرك الأطفال بسرعة أنه للحصول على أفضل النتائج فإن التعاون هو مهارة تمس الحاجة إليها. 

     

    تدعم الدراما مهارات الحساب 

     

    يعد حساب عدد الإيقاعات في الأغنية أو حساب عدد النجوم أو تحديد عدد البيض الذي يجب وضعه في الكعكة مجرد أمثلة قليلة على كيف يمكن للاشتراك في الدراما أن يساعد في تطوير المهارات الحسابية الأساسية. 

     

    الدراما تساعد الأطفال على فهم العالم من حولهم 

     

    الدراما تساعد على استكشاف مجموعة من الموضوعات المختلفة ومجموعة متنوعة من المواقف الحقيقية والخيالية كل يوم مما يثير اهتمامهم بالعالم الذي يعيشون فيه ويجعلهم أكثر فضولاً وبالتالي أكثر إثارة للاهتمام. 

     

    الدراما تطور الذكاء العاطفي 

     

    من خلال تشجيع الأطفال على تمثيل  مجموعة من المشاعر في بيئة آمنة وداعمة يكون الأطفال أكثر قدرة على فهم مشاعرهم وتنمية التعاطف مع الآخرين. 

     

    الدراما تساعد على التطور البدني 

     

    إن العزف على آلات إيقاعية بسيطة وتنشئة تسلسلاً بسيطاً للحركة ولعب ألعاباً درامية تساعد الأطفال على اكتساب السيطرة على أجسادهم التي تنمو. 

     

    الدراما تنمي الإبداع 

     

    يمكن للأشخاص المبدعين رؤية الأشياء بطرق جديدة ومن وجهات نظر مختلفة ويمكنهم التفكير بطرق مختلفة وتوليد أفكار جديدة ذلك يشجع الأطفال في الارتجال والتخيل على تنمية الإبداع حيث يقود الأطفال اتجاه الدراما بأنفسهم ويخرجون بحلول للمشاكل في الدور ويستجيبون بشكل خيالي لمجموعة من مواقف التخيل. 

     

    الدراما تنمي الصداقات 

     

    يمكن للدراما بطبيعتها أن تخلق روابط قوية بين الأطفال وهم يضحكون ويتعلمون وينموون معاً أسبوعاً بعد أسبوع. 

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الدكتور عادل عامر يكتب عن : الدراما التليفزيونية وخطاب المصلحين من الرواد Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top