المعلم منارة العقول ..بقلم: عادل الذهبي

 

المعلم هو صاحب أرقى وأسمى مهنة في الحياة ، وهو أمل المجتمع في أن يصل بها إلى أعلى مستويات التمكن والتقدم والتطور ، ويربي الأجيال ويجعل من الجاهل متعلما ، أنه نبع الماء الصافي الذي يروي العقول بالمعرفة والثقافة ، فما أشرقت في الكون أي حضارة إلا وكانت من ضياء معلم ..

 

المعلم الذي يعلم التلاميذ على كتابة الدار والدور ، في قادم السنين سيصنعون من الدار سورا للوطن ومن الدور نورا يضيئ به الدروب للبشر ، فتبنى عليه الآمال لذا يعتبر المعلم أمل كل وطن حر  ،

 

 وكما قال الشاعر ؛

 لولا المعلم ما قرأت كتابا ....  يوما ولا كتب الحروف يراعي ....   فبفضله جزت الفضاء محلقا  ....  وبعلمه شق الظلام شعاعي ...

 

أي دولة مهما كانت قوتها العسكرية والاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية تقف عاجزة أمام التطور ما لم يكن لها أهتمام واضح بالمعلم والتدريس ولها  نظام تعليمي متزن ومنضبط ، وكوادر تعليمية وتدريسية على درجة عالية من الأهتمام والالتزام ، فبالتعليم الصحيح وبالتخطيط الواقعي للعملية التعليمية وتهيئة كل السبل للمعلم وللمدرسة لأنجاح العملية التعليمية وتحقيق الأهداف التربوية المنشودة ستحصل الدولة بعد سنين على الطبيب  والمهندس  والمعلم  والقاضي والرياضي وكل الاختصاصات المبدعة في الحياة ،

 

 فالمعلم يعتبر صانع الحضارة وواضع الحجر الأساس فيها، لهذا يجب أن يتحلى بالخصال الحميدة، فهو القدوة الحسنة للمتعلمين الذي يأخذ بأيديهم إلى ضفاف العلم والمعرفة ونشر الخير  ، فأفضل المعلمين هم من يدرسون طلابهم من قلوبهم ... وليس من الكتب ، فالمعلم بالنسبة للشعوب هو حياتها ودليلها وعطاؤها المتفاني  .

 

المعلم هو الشمعة التي تُضيء عتمة الدروب ليشرق العلم في عقول التلاميذ، ويقضي على الجهل والتخلف ، فبمجيئه انتهى عصر الجاهلية تماما وبدء عصر النور والمعرفة ، وكان أول أمر من اللّه للإنسان إلا وهو اقرأ ،  فاللّه هو أول من علم الإنسان ، وهو علم بالقلم وعلم الإنسان مالم يعلم ؛ وبعث لنا أعظم معلم للبشرية نبينا محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم .. فالمعلم هو ..... الإبداع والإخلاص والتميز والرقي.

مارس 20, 2022