• اخر الاخبار

    الأحد، 20 مارس 2022

    الدكتور معراج أحمد الندوى يكتب عن : من الحرام إلى الأقصى

     


    قالوا لي: حدثنا عن الإسراء والمعراج وعهدك بها قريب، قلت، نعم: إن الحديث عن الإسراء والمعراج هو حديث متأصل في نفوس المسلمين ومتجذر في أعماقهم، وقصة الإسراء والمعراج ليست قصة تُقص، أو رواية تُروى، أو حكاية تُحكى للأبناء والأجيال، بقدر ما هي آية ومعجزة، نبوة ورسالة.

     

    إن حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات التي أيد الله تعالى بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، الإسراء هو الرحلة الأرضية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، بينما المعراج رحلة من الأرض إلى السماء، من القدس إلى السماوات العلا، إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل إلى سدرة المنتهى.

     

    الإسراء رحلة أرضية انطلقت من المسجد الحرام بمكة المكرمة واختتمت بالمسجد الأقصى بالقدس الشريف بقوله تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (سورة الإسراء1).

     

    لقد وقعت حادثة الإسراء والمعراج في العام العاشر للبعثة، وهو العام المسمى بعام الحزن، وذلك بعد أن اشتد الأمر بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عمه أبي طالب، وزوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي توفيت بعد أبي طالب بشهر، وبسبب ما لاقاه من أذى واضطهاد، فكانت هذه الرحلة تسلية ومواساة للنبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتًا لقلبه.

     

    أراد الله سبحانه وتعالى أن يعوضه عن جفاء أهل الأرض بحفاوة الملأ الأعلى ويُريه من آياته وقدرته وأسراره في الكون. وإن من أبرز الحكم وراء حادثة الإسراء والمعراج، التسرية للنفس النبوية والتكريم، فهي تسرية لقلب النبي صلى الله عليه وسلم مما عاناه من المشركين من أنواع الإيذاء والاعتداء.

     

    المسجد الأقصى المبارك مرتبط بالمسجد الحرام ارتباط إيمان وعقيدة وعبادة. فإن المسجد الأقصى مرتبط بالبيت المعمور، إضافة إلى أن الأقصى هو بوابة الأرض إلى السماء، وفي سماء القدس شرعت الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام. المسجد الأقصى له مكانته كبيت من بيوت الله في الأرض، ولا يزيد عنه في الفضل إلا بيت الله الحرام في مكة الذي ترتبط به عبادة من أجل العبادات.

     

    أراد الله تبارك وتعالى أن يربط بين المسجدين، المسجد الذي ابتدأ منه الإسراء، والمسجد الذي انتهى إليه الإسراء، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي ارتبط بالإسراء والمعراج، والذي صلى إليه المسلمون مدة طويلة من الزمن. وإن معجزة الإسراء قد حدثت من مكة وانتهت بالمسجد الأقصى، وكان المعراج من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى.

     

    الأقصى هو أرض الإسراء والمعراج. في شهر رجب من كلّ عام يتذكر المسلمون ذكرى من أعزّ الذكريات، إنها ذكرى معجزة الإسراء والمعراج، وهي آية ومعجزة خالدة باقية وستبقى هكذا إلى أن تقوم الساعة.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الدكتور معراج أحمد الندوى يكتب عن : من الحرام إلى الأقصى Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top