أُكْتُبْ وَصاياكَ إِنَّ الْمَوتَ يَبْتَسِرُ
أَما تَراهُ عَلى الْأَبْوابِ يَنْتَظِرُ
يا ناعِيَ الرُّوحِ دَعْها كَيْ تُوَدِّعَهُ
فَالْقَلْبُ ظامٍ وَنارُ الْبَيْنِ تَسْتَعِرُ
حَتّى بَدا الْيَومُ مِثْلَ اللّيلِ ذا دَجَنٍ
فَالْبَدْرُ غابَ وَهذي الشَّمْسُ تَحْتَضِرُ
سِتّونَ عاماً وَذا عُمْري عَلى وَجَلٍ
وَقَدْ تَمالا عَلِيْهِ الْحَظُّ وَالْقَدَرُ
*
وَالنّازِلاتُ تَبارَتْ في مَلاعِبِهِ
كَأَنَّ أَشْواطَها لَيْسَتْ بِها فَتَرُ
*
مِثْلُ الطَّريدِ عَلى الْأَعْقابِ ناظِرُهُ
يَشْتَدُّ غَيْظاً إِذا ما نابَهُ السَّكَرُ
*
ما بالُ قَومٍ عَلى الْآهاتِ تَحْسِدُني
أَ يُحْسَدُ اللَيْلُ إِنْ أَزْرى بِهِ الْقَمَرُ
*
أَمْ تُحْسَدُ الْعَيْنُ في أَحْوارِها دَمَعٌ
مُذْ كُنْتُ في الْمَهْدِ حَتّى الْيَومِ يَنْهَمِرُ
*
عَلامَ يُغْتَرُّ بِالدُّنْيا وَما وَهَبَتْ
فَما تَنامى سِوى في أَمْنِها الْخَطَرُ
*
كَأَنَّها الْجَمْرُ قَدْ شَبَّتْ مَواقِدُهُ
وَحَولَها النّاسُ دارَتْ ثُمَّ تَنْصَهِرُ
*
وَكَمْ قَطَعْنا اللَّيالِيْ وَالصَّوى شَرَرٌ
وَعاصِفُ الدَّهْرِلا يُبْقيْ وَلا يَذَرُ
*
0 comments:
إرسال تعليق