" فيها حاجات حلوة " مع كل من يعشقون تراب هذا الوطن الغالي..ومع كل من يكرهون السلبية -. وهؤلاء كثيرون بيننا ويعلنون كل يوم عن حبهم لوطنهم وبمختلف الطرق.. هناك من يحب وطنه بقلبه وهو لا يفعل شيء ، وملايين يعشقون وطنهم بأفعالهم التى تتجسد فى فكرة أو موقف لا يفعله الا رجال يحبون وطنهم ويحبون الأخرين ، ونتفاجأ من وقت لأخر بتجربة إنسانية تلو الأخرى تؤكد لنا أن مصر لا تزال "فيها حاجات حلوة"، وستظل فيها حاجات حلوة ، بسواعد أبناءها المخلصين ..
ومثلما يستخدم أعداء الوطن مواقع التواصل الاجتماعى لفضح التجارب السلبية ، واظهار الصورة السيئة لبلدهم ، يستخدمها الكثيرون من أبناء هذا الوطن الأوفياء أيضًا لتسليط الضوء على مثل هذه التجارب الايجابية والنماذج الجميلة التي تغرس في نفوسنا الأمل من جديد في مستقبل مشرق ، وحياة أفضل .
لعل الجميع يتابع ما تشهده مصرنا الحبيبة منذ أمس الخميس ، والحالة المناخية الطارئة التي ضربت البلاد، من تساقط أمطار، وهبوب شديد للرياح محملة بالأتربة ، حيث أدى الطقس السيئ والتقلبات الجوية إلى إغلاق عدد كبير من الطرق السريعة والصحراوية، ورفع حالة الطوارئ في جميع محافظات مصر ،، مما أدى الى تعرض الكثير من المواطنين في معظم المحافظات الى عدم التمكن من العودة الى مساكنهم ،، نظرا لبعدهم عنها ، أو لأنهم من خارج المحافظة الموجودين بها ...
وهنا ظهر المعدن المصري الأصيل ، ليضرب لنا أروع الأمثلة بسلوكياته الحميدة وأخلاقه الإنسانية الواعية حياك ما وقع من الأزمة والشدة ، لنجد روح الجماعة التي غلبت في هذه الأزمة على الروح الفردية والمصالح الشخصية ...!! لتوضح ما عليه شباب وأهل مصر الطيبين وقت الشدائد والمحن، من أخلاق حميدة ونفوس مطمئنة مستقرة وسلوكيات راقية
فمنذ بداية الموجة ، فقد كان التفهم سيد الموقف ....! وبدأت الكثير من حملات أهل الخير في الاعلان عن تقديم الخدمات المجانية للمتضررين جراء الموجة المناخية ، ففتحت الكثير من المطاعم ابوابها لكل من وضعته الظروف وحالت بينه وبين عودته الى مكان سكنه ، وقدمت لهم كل خدمات الاستضافة وبدون مقابل ،، أصحاب العقارات فتحوا الشقق وأماكن الضيافة للجميع وبالمجان ، أصحاب سيارات الدفع خرجوا في الشوارع لتوصيل كل من صعب عليه الوصول الى بيته وبالمجان ..... القوي اهتم بالضعيف...الغني عطف على الفقير ! أظهروا تحكما رائعا
المذهل في الأمر أن السرقة والنهب والبلطجة والتحرش لم يكن لهم وجود بأى صورة كانت على الرغم من حالة الارتباك وانشغال الشرطة وقوات الأمن في عمليات الإنقاذ، ومع ذلك لم تسجل السجلات حالة سرقة واحدة في هذه الأزمة ، فالجميع يحاول تقديم المساعدة بأفضل طريقة ممكنة...
شكرا شباب مصر ،، شكرا أهل مصر الطيبين في كل مكان من شمالها الى جنوبها ، ومن شرقها الى غربها ..
وأذكركم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأختم مقالي بالدعاء .
اللهم يا كاشف البلوى ويا مغيث المستغيثين، اللهم احفظ مصر والمصريين ، وكن لهم عونا على الريح المرسلة.
اللهم أعطهم خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعذهم من شرها وشر ما فيها ، وشر ما أرسلت به
اللهم احفظ مصر وأهلها من كل سوء ونجهم من كل شر واسقهم من فيضك المدرار. واسقهم غيثا مغيثا هنيئا مريئا سحا غدقا نافعا غير ضار، رائثا غير عاجل تدر به الضرع وتنبت به الزرع....
ولسه فيها حاجات حلوة
0 comments:
إرسال تعليق