فضيلة الشيخ عاطف شحاته يكتب عن : كورونا وفن إدارة الأزمة من منظور شرعي....

لا أتكلم عن المشكلة من جانب اقتصادي أو سياسي فلست محللاً سياسياً ولا اقتصادياً ولا أتكلم عنها كذلك من الجانب الطبي فلست طبيباً ولكن:

أتحدث عن المشكلة من جانب فن إدارة الأزمة من منظور شرعي

فحينما ننظر إلى المشكلة من جوانب مختلفة تجد أنك في حيرة ولا تستطيع الوصول لحقيقة المشكلة

هل هي تركيع أمريكي صيني

أم أنها مغازلة صينية أمريكية

أم أنها زيادة اذلال للدول النامية

هل الأمر سياسي أم اقتصادي أم ديني حتى وصل ببعض أصحاب العلم الشرعي أن يصرح بأن ذلك دليل على اقتراب الساعة مما يؤكد أننا في فتنة شديدة الإفتراس أطبقت بمخالبها على الناس فباتت تزعج الجميع وتقلق مضاجع المسؤلين.

ونحن كمسلمين لو تفقدنا تعاليم ديننا لوجدنا الحل الأمثل الشافي لمثل هذه المستجدات حينما يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتن فيسأله سيدنا عقبة بن عامر عن المخرج من هذه الفتن فيجيب عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالحل في أمور ثلاث " أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك "

وربما يتعجب البعض وما علاقة اللسان بهذه القضية الكبرى التى أزعجت العالم

أقول: إن اللسان هو أكبر المصائب التي تحدث اضطراب بين الناس فينشر الخوف والفزع والهلع وينشر الإشاعات من خلال وسائل التواصل فبينما المجتمع آمن والفتنة نائمة يصبح الناس وقد أصابهم الرعب وانتشرت بينهم الشائعات فغدوا على المحلات والمولات التجارية وقد اخذوا مافيها خوف حدوث الأزمات التي تسببت فيها الشائعات.

ثم تتجلى المصيبة في أعلى درجاتها حينما يلتهم الناس أدوات التطهير والتعقيم فينشط ذئاب الإحتكار والغش من التجار فإذا بالأسعار قد تضاعفت عشرات الأضعاف ثم تنتهي قضية الساعة وتبقى الأسعار كما هي.

العلاج الثاني لإدارة الأزمة ما نادى به رئيس الدولة والحكومة من لزوم الناس لبيوتهم من خلال تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات وتعليق العمل بأغلب نقاط التجمعات

والحق أن مسألة الحجر الصحي أو الطب الوقائي ليست بجديدة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قد علمنا اياها حين قال " وليسعك بيتك " وأخبر إذا نزل الطاعون ببلدفلا يخرج منها من هم فيها ولا يدخلها من هم خارجها

وحينما وقع الطاعون ببلاد الشام وقتل أكثر من خمسة وعشرون ألفاً من بينهم بعض الصحابة  استطاع داهية العرب سيدنا عمرو بن العاص أن يقضي عليه حينما ألزم الناس عدم الخروج من بيوتهم وما هي إلا أيام وقد قضى على هذا الفيرس الخطير.

لهذا نناشد الناس سرعة التزام البيوت وكف أولادهم عن الشوارع وعدم الإختلاط بأماكن التجمعات قدر الإمكان حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

ثم كان العلاج الثالث :أنه ما وقع بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة فاحتاج ذلك منا إلى سرعة التوبة والإنابة ‘إلى الله وكثرة الإستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل وكذلك القنوت في جميع الصلوات وإن من أهم العبادات التى يرفع الله بها البلاء عبادة الدعاء كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم "لا يرد القضاء إلا الدعاء" فأكثروا من الدعاء والتضرع بين يدي الله سائلين الله برحمته وعفوه أن يرفع عن الوباء والأسقام وأن يطهرنا من الذنوب وأن يجعل بلدنا مصر أمناً أماناً وسائر بلاد المسلمين....

اللهم آمين

مارس 20, 2020