جرى العرف واقتضى الواقع أن يعاني البلد الذي يكون في حالة حرب او وباء شيئا من الخوف والاضطراب وأن يعاني أهله من القلق والاستنفار وعدم الاستقرار وأن تسود بين جنباته وعند أفراده حالات متنوعة من انعدام الآمن والأمان واختلال أحوال المعيشة وهو ما يبدو واضحا في شعور الناس بالخوف واضطراب واقع الحياة واختلاف نمط المعيشة اليومية وما قد يترتب على ذلك من غلاء الأسعار واختفاء سِلع او احتكارها و قلة الأقوات وانقطاع بعض الخدمات العامة ونحو ذلك مما يتسبب بطبيعة الحال في إشاعة الرعب والخوف وانتشار الفوضى في المجتمع
إلاّ أن بلادنا بفضل الله تعالى وحكمة قيادتها وإيمان شعبها وثقته تنعم بالكثير والكثير من النعم التي جعلتنا نعيش في كل شبر فيها حياتنا اليومية المعتادة ونسعد في كل شبر منها بالأمن والإيمان والرخاء والنماء والهدوء والطمأنينة فالناس في كل ناحيه من بلادنا يغدون ويروحون ويمارسون حياتهم وعاداتهم اليومية دونما خوف أو وجل أو رعب أو قلق
وما يحزنني الثقافه العامه لدي بعض الناس من سوء استغلالهم الاوضاع حيث يلقون وطنيتهم جانبا ويخلعون رداء الفضيله رغبه في الثراء السريع فيحتكرون مايحتاجه الناس وما تخلقه الازمه من احتياجهم لسلع معينه فيضاعفون سعر السلعه اضعافا مضاعفة ناسين ومتناسين واجبهم المقدس نحو مهنهم باختلاف انواعها فبائعي الاقوات رغم وفرتها يصنعون الازمه متعللين بندرتها وصعوبة الحصول عليها رغبه في رفع سعرها حتي الاطباء بصيدليات الادويه يتغاضون عن قسم مهنتهم وتتفتح اعينهم محدقه علي الصنف المطلوب في السوق لتخزينه وبيعه بالسعر الذي يرغبونه ..
والغريب ان ثقافة الشعب لا تصحو الا تلك الاوقات لكنها تصحو علي خاطئ الافعال فيزيدوا من الطلب علي الصنف المطلوب فتخلق الازمه علي الجميع رغم وقوعهم فريسه تحت وطأة استغلال بائعيها..
هنا لابد ان نقف ونحاول تغيير ثقافة الشعب وان يتدخل الدين والعلم لنشر فضائل الاعمال في ظل تلك الظروف حتي لا نخلق ازمه داخل ازمه ولابد ان تنشر ثقافة تغير واقع الثقافه الحاليه حيث انني اري ودائم القول اننا شعب مصاب بالانفصام نطالب بالشئ ونفعل عكسه ندل غيرنا علي الصح ونفعل الخطأ
فنحن شعب يرتبط بأرضه ويعشق ترابه ويحافظ عليه ويحميه وقديما عند الازمات تجد التحامه ببعضه وبقيادته لتجاوز الازمه لا يضاهيه تلاحم اي شعب اخر حتي كنا يوما من الايام مفخرة شعوب العالم في عاداتنا وارتباطنا
ففي ازمتنا الحاليه لو نظرنا للدول التي مرت عليها تلك الازمه لوجدت التزاما من الشعب يفوق الخيال وقبل ان تقرر الدوله ان تفرض الالتزام تجد الشعب قد نفذه ايمانا منه بان هذا هو الصحيح وحتي لو لم تفرضه الدوله تجد شعبا فعالا وليس شعبا قوالا ..نحن اقوال وقوانين بدون فعل والمسؤليه علي قدر الازمه حتي لا يبث الرعب والخوف بين الناس بما يساعد في تفشي اي ازمه لكننا اخذنا الازمه بالسخريه والكوميديا وتحدي لقوانين الدوله التي ابتدعتها اولا واخيرا حفاظا علي صحة مواطنيها فضلا عن استعدادها بجيشها ومؤسساتها لمجابهة اي فرد يحاول استغلال المواطن وتوفيرها لكافة السلع باسعارها لانها تعرف قدر الازمه وتقدر ان هناك من مواطنيها دخلهم يومي.. الغريب ان الدوله عندما تطالب الفرد بواجبه تجاهها في ازمتها لا تجد هؤلاء المستغلين والمحتكرين علي رؤس المتواجدين بل تجد من يبحث عن قوته يوما بيوم هو اول متصدري المشهد وهذا والله ما حدث اليوم حيث خرج معظم فلاحي القري في ملحمة سيذكرهاالتاريخ لتطهير الارض الطيبه ارض مصر حيث شعروا انه واجبهم المقدس بدون النظر عن وجود مستغليهم ومحتكري قوتهم وادويتهم والذين لم يفكروا حتي في التبرع لشراء ادوات التطهير طهروا ارض مصر شبرا شبرا وكأنها ملكهم الخاص كما يطهرون اجسادهم لشعورهم بالخطر الداهم عليها ومن منطلق انتمائهم الحقيقي لترابها
واثبتوا ان فقراء مصر ومستضعفيها وفلاحيها اصحاب افعال وليسوا اصحاب اقوال رنانه علي شاشات الفضائيات
اثبتوا انهم اهل لواجبهم المقدس واهل للحفاظ علي هذه الارض الطيبه واهل لاتباع اي قوانين تفرضها الدوله للقضاء علي الوباء وعدم تفشيه
تحيا مصر وتحيه لمستضعفيها الذين من الله عليهم وجعلهم من وارثيها وساكنيها
0 comments:
إرسال تعليق