سائر فوق خطوط النار والعيش سراب
وجفاف الحلق والحمى وقلب كاليباب
وعشقت الغوص في الأدنى فيا بئس الماب
والثواني جبل مثل الردى والأرض غاب
أيها الباسط كفيه الى جمر العذاب
عجل اللقيا ولا تقنط ففي الدنيا متاب
********
ويل قلب لم يذق في سعيه الا الغياب
غبرت عينيه بيد في ثناياها ارتياب
مركب يغرق في الدنيا على سيل اغتراب
سحرته الأرض فانحط الى قعر الخراب
وسما الناس مع القربى الى لب السحاب
وهو مازال طريحاً في مسرات السراب
********
أنت يا عبد غريب فاتركن هذا التباب
كيف تهواه وقد أفضى الى سوء العقاب
لذة تفنى ويبقى الذنب فينا كالحراب
وشعاع كلما أمسكته بالكف ذاب
كم صغير مات قبل الغوص في خصب الشباب
وكبير يتمادى بعد ما انهد وشاب
********
انما الظافر من حكم أزهاراً تذاب
فوق أشواك حقود يمتطي سيف انتهاب
يا صفاء العيش ماأنت بحب للذئاب
بل لمن طهر قلباً وارتجى صفو الصحاب
يا حمود الخير ان القبرللشر مآب"١"
وغداً ينجو من النار صفوح ذو احتساب
"١" الخطاب في البيت الخامس للأديب المتميز حمود القاسمي
********
ترتقي النفس الى الأسمى وتصغي للنداء
قبل أن يغمد سيف الضعف في قلب الرجاء
يصعب الوصف ولكن بلسم الجرح سناء
من ضمير المسك تستقطب شمل الأصدقاء
وتواري عمرك الأجدب في وادي الفناء
كل طاعاتك ستر وثبات وعزاء
0 comments:
إرسال تعليق